الخبر وما وراء الخبر

الإطاحة بالمخلافي.. عبرةٌ لمن يعتبر!!

61

بقلم / علي الدرواني

حالةٌ من التفكك وعدم الانسجام تعيشُها الشرعيةُ الكرتونية، وكالعادة تنعكسُ هذه الحالة على شكل قرارات تعصفُ بهذا الكيان الهلامي وتطيح بأبرز عناصرها بين فينة وأُخْـرَى.. وهذه المرة أطاح الخائن هادي بعبدِالملك المخلافي الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية واستبدله بخالد اليماني.

الإقالات التي يمارسُها الخائن هادي بحق أعضاء حكومته ليست جديدةً، فقد أطاح سابقاً برئيس حكومته خالد بحاح ووزير خارجيته رياض ياسين رغم خدماتهم الكبيرة التي قدّموها لتحالف العدوان وتماهيهم مع مشاريعه ضداً على الواضح من مصلحة بلدهم وكرامة وعزة شعبهم.

إطاحةُ هادي بالمخلافي الذي تخلّى في يومٍ من الأيّام عن الثوابت القومية التي لطالما تغنى بها وادّعى الإيْمَـان بها ووصل بواسطتها إلى منصب نائب الأمين العام للمؤتمر القومي العربي، متناسياً كُـلَّ الشعارات التي كان يرفعُها ويترنَّمُ بها مناهضة للرجعية العربية حتى أنه في يوم من الأيّام طالب بثورة في العربية السعودية التي اتهمها صراحةً ودون مواربة بقتل الرئيس إبراهيم الحمدي حامل لواء القومية في اليمن.

كُـلُّ هذا الانقلاب على تلك الثوابت والشعارات لم يكن له أي مبرر أَوْ مسوغ سوى أنه جاء طمعاً في موطئ قدم في صفوف العمالة والارتزاق؛ ليحصل من خلاله على فتات من الأموال السعودية والإماراتية؛ لينكشف زيفُ شعاراته وقومجيته التي لم تكن تتجاوز لسانه.

إقالة المخلافي أتت بعد تصريحات الأخير التي تحدث فيها مع محطة بي بي سي عن طبيعة الدور الذي تمارسه قوى العدوان السعودي والإماراتي ووصفها بالإشكاليات والتباينات التي لم يعد يستطيع أن ينكرَها، حد قوله، مع الإمارات وتحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية، مطالباً بضرورة حلها، وكذلك بعد الرسالة التي قيل إن حكومة الفنادق بعثتها إلى مجلس الأمن والمتعلقة بالاحتلال الإماراتي لأرخبيل سقطرى.

المخلافي الذي استغلَّ منصبَه في حكومة الارتزاق للإثراء وتسليم مناصبَ رفيعة لأولاده وأقاربه.. ولم يشفع له أمام قيادة العدوان تفانيه وجهودُه المستميتة في حملة التبرير والتغطية على استباحة وتدمير اليمن وحصار شعبها والجرائم الوحشية المرتكبة بحق أهلها نساءً وأطفالاً؛ ليكافأ على عمالته وخيانته بالاستغناء عن خدماته.

وفي هذا الإطار تجدر الإشارة إلى أن هادي ليس حراً في قراراته ولا يمتلك الإدَارَة الكافية لاتخاذ مثل هذه القرارات دون أن يحصل على ضوء أخضر من الرياض بل دون أن يتلقى الأوامر منها، وهذه القرارات ليست استثناء، وقد قرئت على أنها استرضاء سعودي للإمارات ضمن صفقة اتفقت عليها أبو ظبي والرياض فيما يبدو على تقاسم النفوذ، وذلك بعد الضجيج الذي مارسته أطراف في حكومة الفار هادي بإيعاز سعودي أَيْـضاً ضد الإمارات ودورها الاستعماري لا سيما في سقطرى، من أجل كبح جماح الإمارات وتوسعها وزيادة نفوذها ومناطق سيطرتها في الجزر والسواحل اليمنية.

الطريقة التي يتبعها هادي في عزل هذه العناصر تحملُ رسالةً واضحة وتحذيراً لمن كان له قلب أَوْ ألقى السمع وهو شهيد من تلك العناصر المتبقية في مركب العار من أدوات العدوان التي أرخصت نفسَها وباعت ضمائرَها بأقل القليل علَّهم يدركون أنهم لن يكونوا أفضل حالاً ممن سبقهم، وها هي دولُ العدوان تستمرُّ في استبدال أدواتها كما لو أنها تتخلص من فضلات باتت عبئاً ومنتهية الصلاحية لتأتيَ بآخرين ربما تجد لديهم الاستعدادَ للعمل بحماسة أَكْثَـرَ من سابقيهم، لكن لمدة محدّدة، وهكذا للأسف دونَ عظة وعبرة من الأدوات الرخيصة، لا سيما المرتزِقة الجدد الذين بدأوا يتقاطرون زُرافاتٍ ووحداناً إلى أحضان العدوّ.