وسيضرب الإرهاب في فرنسا والغرب مرة ثانية وثالثة ورابعة..
بقلم /محمد عايش
وسيضرب الإرهاب في فرنسا والغرب مرة ثانية وثالثة ورابعة، ولن يتغير شيء.
فالحكومة الفرنسية، كما بقية حكومات الغرب، حكومة فاسدة فيما يتعلق بإدارتها لسياساتها الخارجية وعلاقاتها الدولية.
باريس، الحكومة، لاتكترث مثلا لحقائق من بينها أن حكومات عربية حليفة لها هي مصدر كل هذا الإرهاب الذي يقتل باريس، المدينة والناس..؛ هي مصدره إن بالرعاية والتمويل المباشِرَيْن، أو بالسياسات والتوجهات والتعبئة والمناهج والفساد والظلم والحروب.
فرنسا إحدى الدول المساندة، بالسياسة وبالسلاح، للحرب السعودية على اليمن، الحرب التي تقاتل فيها المملكة جنبا إلى جنب القاعدة وداعش؛ بالضبط وفي خندق واحد وشعارات وأهداف واحدة، وإن تباين الطرفان واصطدما في معارك أخرى.
وغير بعيد أن القاعدة وداعش تقاتلان في اليمن بالأسلحة الفرنسية نفسها التي ابتاعتها المملكة من باريس وسلمتها لإرهابيي اليمن عبر الجو والبر والبحر.
الحكومة الفرنسية لايهمها ذلك، يهمها فقط أرقام مبيعاتها من السلاح للسعودية والخليج.
لذلك لن يتغير شيء…فلا تحتفلوا بمصرع الأرواح البريئة في باريس أملاً في أن تستيقظ باريس.
يوما عن يوم، يثبت أن المعركة مع الإرهاب هي معركة شعوب لا معركة أنظمة (والمعركة الجارية في اليمن هي من هذا النوع من المعارك في أبرز وجه من وجوهها).
مالم تعتنِ الشعوب الغربية بالرقابة على السياسات الخارجية لحكوماتها، كما تراقب سياساتها الداخلية؛ فإنها ستظل عرضة لموت مجاني كهذا الذي باغت باريس اليوم بوحشية وفظاعة.
الشعوب، هنا أو هناك، ودون أدنى شك؛ ستنتصر ستنتصر إن هي أرادت، و مهما كانت “المراحل طوال” ومهما كان “وجه الليل عابس”.