الخبر وما وراء الخبر

طقوس رمضان في اليمن: ماضٍ جميل، وحاضر صامد.

807

ذمار نيوز | خاص | تقارير | فؤاد الجنيد 5 رمضان 1439هـ الموافق 21 مايو، 2018م

لشهر رمضان عند أبناء اليمن نكهة مميزة، فهو ليس كبقية شهور السنة، إذ يعد موسماً لممارسة عادات وتقاليد معينة، ومثلما هو موسم ديني يحرص الكثير على ملازمة المساجد ودور العبادات، يعد شهر رمضان موسم رواج لبيع وشراء سلع معينة·

وقد ارتبطت بهذا الشهر الكريم طقوس اجتماعية بعضها لاتزال قائمة والبعض الآخر انتهت· ومن العادات الماثلة حتى اليوم استقبال شهر رمضان بصيام أيام من شهر رجب وصيام “الشعبانية” وهي “الثلاثة أيام البيض” من شعبان، في حين تجهز الأسرة الحبوب كالذرة والشعير والفول والحلوى، فيما يجمع الأطفال إطارات السيارات التالفة وإشعال النار فيها احتفاء بقدوم الشهر الفضيل·
وعندما يطلق مدفع رمضان أول طلقة له إيذاناً ببدء وقت الإمساك بعد السحور تأهبا لصيام اليوم الأول ثم يستمر المدفع في عمله وقت الإفطار وكذا السحور طيلة الشهر الكريم، تكون الحكومة قد استبقت في الإعلان عن تخفيف الضغط على الصائمين خصوصاً العاملين في الدوائر الرسمية وتغيير ساعات الدوام من 10 صباحا إلى الساعة الثالثة ظهرا لإعطائهم فرصة للنوم بعد صلاة الفجر، في حين تخفض ساعات العمل في الليل الى أربع ساعات وفي النهار إلى 5 ساعات بدلاً من سبع ساعات في أيام الفطر بحسب قانون الخدمة المدنية·

أطباق رمضانية

أما عن الأكلات اليمنية الرمضانية فنجدها مميزة، وتوجد الكثير من الطبخات الخاصة مثل الشفوت وهو عبارة عن أحد أنواع الخبز ويسمى في اليمن لحوح بعد هرسه في لبن رائب حتى يصير متجانسا ومتماسكا، ويتم خبزه في المنزل بطرق مختلفة، ويمكن الاستعاضة عنه بأحد أنواع العيش·
أما ”السلتة” فهي عبارة عن حلبة يتم تحريكها بعد ثلاث ساعات من بلّها بالماء حتى يتغير لونها، وتضاف إلى مرق وشطة وبطاطس ولحم مفروم أو مسلوق·
كما تقوم النساء في المنازل بتجهيز أطباق مختلفة من الحلوى والعصائر الطبيعية والصناعية المستوردة.
ومن حلويات رمضان التي يأكلها اليمنيون بنت الصحن ”الكعك والكيكة” و”الشكليت” و”المقصقص” وهو نوع من الكعك مقسم إلى قطع صغيرة تشبه المسبحة·
وفي المشهد اليمني تجد مع الغروب سلوكيات تحمل الطابع القروي في بساطتها، فنجد شيوخا وشبابا وحتى أطفالا تمتلئ بهم الشوارع يحملون على أكفهم صحوناً وأطباقاً مليئة بأنواع طعام الإفطار وهم متوجهون إلى المساجد·
ويعد الإفطار في المساجد أحد الأشياء التي تميز اليمنيين الذين لا زالوا يحافظون على هذه العادة كطابع يعبر عن التعاضد والتماسك والحرص على صلاة الجماعة·
والمشهد اليمني لا يخلو من حالة تأمل للناس داخل المدن الرئيسية بين رائح وغاد تشعر فيهم بتوحد المعاناة، كما يوحدهم الصيام في رمضان رغم اختلاف الهموم والتطلعات والمطالب وضيق الرزق لدى ملايين اليمنيين، إلا أن ذلك لا يغيب الفرحة التي يرسمها الشهر الفضيل على ملامحهم، ويحرص الجميع على الرزق الحلال·

غياب المسحراتي

ومن أشهر العادات الرمضانية التي غابت في اليمن ما يسمى بـ”المسحراتي” والذي كان يتجول في الأحياء يضرب طبلة ويقول “اصحى يا صائم·· اذكر الحي الدائم” ومع ذلك لاتزال المساجد عامرة في شهر رمضان والناس يقومون فيها بالتسبيح والتهليل كل يوم· كما يوجد في كل حارة مجلس يتجمع فيه أبناء الحي من بعد صلاة العشاء وحتى قرب السحور يتم فيه قراءة القرآن وحلقات الذكر والتهليل والشعر· وفي هذا العام احتضنت المساجد دروس يومية من هدي القرآن الكريم، وشهدت إقبالا كبيرا وملحوظا.

الأعمال الخيرية

رمضان بطقوسه الدينية والاجتماعية يتألق في الريف اليمني حيث النقاء والصفاء والعلاقات الاجتماعية الراقية تزداد مع تمسك أبناء الريف بالطقوس المتوارثة من العبادة وتلاوة القرآن· غير أن ما يميز الشهر الكريم في اليمن هو مشاهدة اللافتات القماشية التي تعلن عن مشاريع الخير الرمضانية وتعكس واقعاً متميزاً للعمل الخيري، وكذا المنشورات في مواقع التواصل الإجتماعي كـ الفيس بوك والواتس آب، حيث تقوم العديد من الجمعيات ورجال الأعمال وفاعلو الخير بالعمل الخيري الذي يقوم على أسس إسلامية في هذا الشهر الكريم كالتكافل الاجتماعي ومساعدة الأرامل واليتامى والمساكين والفقراء.