الخبر وما وراء الخبر

«ناشونال إنترست»: أمريكا مشاركة في العدوان السعودي بما له من عواقب مروعة على الشعب اليمني

93

لا تزال صحيفة «ناشونال إنترست» الأمريكية مستمرة في انتقاد مساعدة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للنظام السعودي في عدوانه على اليمن، معتبرة أن واشنطن مشاركة هي الأخرى في العدوان، بما أن جنودها موجودون بالفعل على الأراضي السعودية، فضلاً عن تزويد واشنطن للرياض بالذخيرة والمساعدة الاستخبارية، وإعادة التزود بالوقود، لا لشيء إلا لمحاربة دولة لم يفعل شعبها أي شيء يضر بأمريكا.

قالت المجلة -في مقال للكاتب دوج باندو- إن ترامب سبق له انتقاد النظام السعودي لمحاولته «التحكم في السياسيين الأمريكيين بالمال»، لكنه رغم ذلك استمر في دعم جهود الحرب التي تشنها الرياض ضد اليمن، مشيراً إلى أن الكونجرس هو الآخر مشارك في دعم الحرب، عندما صوت بـ 55 مقابل 44 صوتاً، ضد اتخاذ إجراء بشأن تورط الولايات المتحدة في اليمن.

ورأى باندو أن السعودية ترفض تسريع عملية السلام في اليمن، وأن ولي عهدها محمد بن سلمان، الذي يفترض أنه إصلاحي، مستمر في سجن منتقديه، ويبدو أنه يريد إخراس الأصوات التي تتحدث عن ضحايا حربه في اليمن. ولاحظ الكاتب أن كل مبادرات بن سلمان الخارجية، في لبنان وسوريا وقطر، قد فشلت في تحقيق النتائج المرجوة بشكل كارثي، لكن اليمن يظل أكبر أخطائه فداحة حتى الآن.

ويكشف الكاتب التناقضات الموجودة في سياسة أمريكا بشأن الصراع في الشرق الأوسط عموماً واليمن بشكل خاص، ويشير إلى تصريحات الجنرال جوزيف فوتيل -قائد القيادة المركزية الأمريكية- التي زعم فيها أن واشنطن «ليست طرفاً في الصراع».

لكن باندو يرى أن الشعب اليمني -الذي يقتل يومياً بالقنابل التي توفرها أمريكا للطيران السعودية، الذي يعاد تزويده بالوقود جواً بطائرات أمريكية- يختلف مع فوتيل في تصريحاته، التي يحاول التنصل فيها من مشاركة السعودية في جرائم الحرب المحتملة.

وانتقد الكاتب الجنرال فوتيل، وقال إنه حاول استخدام «الجهل» في شهادته أمام الكونجرس بأن أمريكا لا تعلم ماذا يحدث بعدما تقدم المساعدة العسكرية للطيران السعودية. والحقيقة -يقول الكاتب- أن أمريكا متواطئة في العدوان السعودي بما له من عواقب مروعة على الشعب اليمني.

وأشار باندو إلى أقوال خبراء متخصصين في شؤون المنطقة، والذين أكدوا أن مساعدة الإدارة الأمريكية للنظام السعودي في حرب اليمن، فإن واشنطن بذلك تكون عززت من قوة القاعدة في جزيرة العرب، وعززت نفوذ إيران، وأضعفت أمن السعودية نفسه، وقربت انهيار اليمن، وتسببت في مزيد من القتلى والدمار، وتشريد الشعب اليمني.

واعتبر الكاتب أن اليمن كدولة لم يعد موجوداً، بل قسم إلى مراكز قوى عدة، ولم يعد دولة مقسمة بقدر ما هو مجموعة من الدول المصغرة، وسط صراع إقليمي معقد. ويقول إن بن سلمان ينفي عن نفسه أي لوم في الدمار الإنساني الحاصل هناك، ويحمل المسؤولية كلها للحوثيين، «الذين تصرفوا بشكل سيئ، لكن غارات النظام السعودي الجوية أشد سوءاً».

ويشير الكاتب إلى أن هجمات التحالف الإماراتي السعودية على المدنيين تبدو كخطة متعمدة، إذ إنها تستهدف المشافي والمزارع ومنشآت تحزين الطعام وغيرها.