الخبر وما وراء الخبر

 استراتيجيات النصر والهزيمة

83

بقلم / وسام الكبسي

فطرة الله التي فطر الانسان عليها لها أثر كبير لدى أغلب الناس ،فكل إنسان يتباهى بانتمائه وهويته وانسانيته ويرى ان له الحق في ان يعيش مصان الكرامة وله استقلاليته في الحياه ويحس في نفسه معاني العزة والانفة والكبرياء يحب الخير ويعشق قصص البطولة والفتوه اين كانت يتفانا مع الحق حتى يذوب فيه ،لكن سرعان ماتدفن تلك الخصال بركام المواقف والأفعال الآتية من دهاليز الأفكار المتعفنة والثقافات المغلوطة حتى تجعل اغلب الناس يقفون مع الباطل زورا إذ ان فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تمكن المرء من مساندة الباطل صراحة .

ومن المعلوم ان هناك أعمال ضخمة بامكانيات هائلة لتنفيذ خطط شيطانية في استدراج الانسان إلى زاوية مظلمة ومن ثم إعطاءه جرع لا خراجه من إنسانيته كمخلوق مكرم له مشاعر وأحاسيس تعرفه اين ينبغي عليه ان يكون إلى كائن حي بليد لايهتم سوى بإشباع رغباته ونزواته ليس الا
ولذا نرى ان الشيطان وجنوده يعملوا دون كلل ولا ملل بكل الأساليب لاغواء الانسان وبطرق ممنهجه كل على حسب هواه وماتقتضيه الضروف لتحقيق أهداف شيطانية بحته وهو ما وقع فيه الناس على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم في عالم اليوم وخاصه ما يجري في المنطقة العربية
لقد استخدموا الترغيب والترهيب لتركيع المجتمعات وسرعان مايقع في السقوط ذوي الأهواء والرغبات من ضعاف النفوس وما اكثرهم في عالمنا العربي ،حتى أصبح الحاكم العربي دميةواصبح المواطن العربي أضحوكة العالم بليد يستعبد نفسه للاخرين رغبة منه بسبب الأفكار الشيطانيه من وهابية وغيرها ،وفي اليمن هناك من عديمي الرجولة كثر بمستويات متباينه من علماء ،ومشائخ،وساسه،واكاديميون،……..وصولاإلى المرتزق البسيط التافه وهم بعشرات الالاف ذهبو لياتوا بالعالم السخيف لقتل وإبادة من يفترض انهم آباؤهم واخوانهم و عشيرتهم واهلاك الحرث والنسل من أبناء جلدتهم لكي يرضى عنهم المهفوف او حتى يحضو من مليكهم بالسماح لهم بتقبيل قدمه التي يتلهفون لمشاهدته وهو يلهث كاكلب مسعور خلف ترامب وابنته في منظر يستحي ذوي الفطرة السليمة مشاهدته وهم في تقديم بلدهم وكرامة شعبهم واستباحة اليمن ارضا وانسانا في مساندتهم للباطل يضعون لأنفسهم مبررات تصور وقوفهم كمطية للباطل موقف مع الحق ،فتراهم يندفعون في سبيل الشيطان الأكبر وكأنهم في سبيل الله ! بعد ان خدعوا انفسهم بما يريح البال من تأنيب الضمير ، لكن ذلك لايغير من حقيقة الواقع شيئا سوى الزيف والتمرغ في وحل الوهم أكثر ،فيضل الموقف الخطأ رقما مضاف في رصيد الباطل .
وما أكثر الناس الذين يتخذون من هذه الفكره مخططا استراتيجيا يمارس به حياته ،ويتخذ منها مواقف مهمه قد تكون أحيانا مصيريه ،يخادع بها نفسه،إذ يقنع نفسه ان السكوت موقف سليم ،فيرى تلك المجازر البشعه ،والاجساد المتفحمه ،والطفولة المذبوحة ، والام الثكلى ،والجراح النازفه،والأرض المحروقه ولايحرك ساكن وكأن الأمر لايعنبه من قريب ولا من بعيد أصبح ميت الإحساس فاقدا لضمير…لسان حاله وبكل بلادة “الله ينصر الحق”وهو يشاهد اليمن يقصف وتصادر كرامة أبناءه وتغتصب النساء وكأنه يشاهد مقطع هوليودي لترفيه فقط هذا حال من يتخذ في قرارة نفسه :لاريب ان صمتي لايصب في مصلحة الباطل،فيصبح شيطانا اخرس وهو يرى بشاعة مايرتكبه العدوان،وعند اشتداد الأمور عليه ،وتوالي الضغوط المحيطه به يتخلى عن مبدأ الصمت لينتقل إلى مربع أسوء ،وكعادته لن يعدم المبررات الواهيه ،ويسعى لتحقيق مصالحه لا مصلحة الدين لأنه يجد في رضا نفسه لارضا الخالق سبحانه.
وفي المقابل وليس للمقارنة نجد أصحاب العزيمة القويه ،والإرادة الصادقة ،والنفوس الحره هي من تتخذ المواقف الصادقة المساندة للحق ،وقلائل من الناس انفكو من اغلال الاطماع ،وتحررو من ذواتهم وترفعوا عن شهوانيتهم ،وتفلتوا من ربقة الهلع ومصيبة الطمع ،فالإنسان هو من يسمح للاخرين بأن يستعبدوه ويستغلوه رغبة منه في شعور زائف بالطمأنينة وتأمين المستقبل المادي فلن يحافضو على كرامتهم ولن يامنوا مستقبلهم وهم عبيد تحت اقدام من لايرحم ،وصفحات تاريخ هذه الانقلابات في المواقف من الصمت إلى المشاركه الفعلية في ترسيخ أركان الباطل وتماديه في الاجرام ،فكل موقف لايحسب مع الحق يصب في معسكر الباطل.

ولذا نرى الساكتين والمترددين في مواجهة العدوان وأدواته هم الصيد الثمين الذي يتوجه قوى العدوان لاستمالتهم بمختلف الأساليب منها الاعلاميه واشاعة الحرب النفسيه واغراءهم بالدرهم او الريال السعودي فترى لعابه يسيل ويسقط في وحل الهزيمة فسرعان ماينقبلوا في وجه الحق ،فقناعاتهم هي من تحكمهم وطعناة الغدر غالبا تاتي من هذه النوعية من مرضى القلوب المهزومين نفسيا ،وحالهم كحال الكوفيين كما قال الفرزدق مختزلا نفسياتهم حين قابل الامام الحسين بن علي عليهم السلام :(قلوبهم معك ..وسيوفهم عليك ).ان خلق الأعذار الكاذبه،والمبررات الواهيه ،والتحجج والتسويف اللامنطقي هو ديدن الناس كلما فرطو في أي موقف وتخلوا عن مبدأ ما، في حين ان العزم القوي والهمة العاليه والسعي الدؤوب إلى الغايات الشريفه والمواقف النبيله بإرادة صادقة وعزم لا يلين هو مايدفع إلى النصر في كل مواجهه مع الباط