*الوحدة.. إرادة شعب*
بقلم / أ. سميرة القانون
تأتي الذكرى الثامنة و العشرين للوحدة اليمنية في مرحلة مفصلية وحساسة ، واليمن ما زال للعام الرابع على التوالي في ظل عدوان سعودي أمريكي غاشم تضاعفت آثاره و زادت معاناة الشعب اليمني و استهدفت كل مقدراته .
تأتي هذه الذكرى في ظل مخاوف حقيقية على هذا المنجز العظيم و في محاولة تجري على قدم وساق لتقسيم اليمن كما خطط له العدو السعودي و أدواته.
هذه المخاوف و التحديات تتمثل في محاولات حثيثة تسعى لفصل الشمال عن الجنوب و قبلها العمل على الإنفصال النفسي و الاجتماعي بين أبناء الشعب الواحد قبل الفصل الجغرافي و فرض واقع ديموجرافي جديد شبيه لما كان حاصل قبل 22 مايو1990م ؛ و ذلك من خلال إثارة النعرات العنصرية و المناطقية و المذهبية في المجتمع وتأجيج و زرع بذور الفتنة و الكراهية خلال سنوات طويلة .
و اليوم لم تعد المخاطر تهدد الوحدة اليمنية فحسب بل أن الخطر أصبح يتهدد الهوية اليمنية و الدولة القومية ؛ و إن ما يهدد الوحدة اليمنية و الوطنية قديما” و حديثا” هو العامل الخارجي مستعينا”ً بعملاء من الداخل رهنوا أنفسهم للخارج و جعلوا من مصالحهم الشخصية الضيقة أولوية على مصلحة الشعب .
لقد أراد العدو السعودي تقسيم اليمن و تمزيق وحدته سواء” عن طريق دعمه السابق لحرب الإنفصال عام 1994م، أو عن طريق عملائه ومرتزقته الذين حاولوا جاهدين إلى تقسيم اليمن إلى مناطق وأقاليم و محاولة تعميق الشرخ داخل المجتمع اليمني في توطئة لتنفيذ التقسيم كحل لا بد منه.
و كانت هذه الأقاليم تمثل اللبوس القانوني التي يراد من خلالها هدم الدولة القومية و الهوية اليمنية.
حاولوا جاهدين تمزيق الوحدة التي كانت مطلبا” شعبياً قبل أن تكون مطلباً سياسياً لنخب سياسية وحزبية ؛ و كانت حلم وهدف الشعب اليمني كاملاً ، و هذا الحلم والإرادة القوية والإصرار والصمود الأسطوري صنع المعجزة و توج الحلم إلى حقيقة في ظل إرادة شعبية و سياسية في شمال و جنوب الوطن.
هذه الوحدة التي ظلت الثابت الوحيد الذي لم يتزعزع عند اليمنيين و المنجز العظيم الذي سيظل يفخرون دوماً بتحقيقه و الحفاظ عليه .
هذه الوحدة التي تمثل أغلى اﻷهداف و أكبر المنجزات التي حققها الشعب خلال فتراته النضالية و بالتالي فإن الحفاظ على الوحدة اليمنية هدف غال” و مقدس ؛ خاصة” مع إدراكنا لحجم التعقيدات التي أحاطت بقضية الوحدة اليمنية و مراجعة بعض الوقائع للوصول إلى مؤشرات إلى ما يحاك من مؤامرات باليمن أرضا” و إنسانا”
و إدراكنا بأننا لا نستطيع تحقيق أي نجاحات دون وحدة الأرض و الإنسان .
و نحن في ظل هذه التحديات بحاجة إلى وعي المجتمع ككل بتلك المخاطر و من ثم التحرك في اﻹتجاه المضاد لذلك على كل المستويات ؛ وبالتالي فكل دعاة الانفصال و كل الذين لديهم مشاريع صغيرة سوف يتراجعون و يقدمون مصلحة الوطن و ستنتصر الوحدة و تنتصر اليمن على كل تحدياتها ، ولا يمكن للعدوان السعودي وأذياله أن يعيق التنمية أو يمزق اليمن من جديد او يعيده إلى مرحلة التشطير .
و ثقتنا ثقة تامة بالله و بالشعب اليمني الذي صنع و عمد الوحدة بدمائه إنه قادراً على أن يدافع عنها وأنه قادر على الصمود و التحدي و سينتصر في كل التحديات المحيطة.