الخبر وما وراء الخبر

نيويورك تايمز: حرب السعودية على اليمن أشعلت نار الطائفية (ترجمة)

249

أثارت الأحداث، على مدى الأسابيع الماضية، المخاوف من مواجهة متسارعة في المنطقة بين الشيعة والسنة، مع تصاعد الصراع على النفوذ بين السعودية وإيران، وقيام متطرفين بمهاجمة المساجد الشيعية في الخليج، وإذكاء الخلافات الدينية الصراع المسلح في العراق وسوريا، والآن اليمن.

في هذا الصدد نشرت صحيفة نيويورك تايمز، تقريراً عن اشتعال الحرب الطائفية الذي يهدد المنطقة برمتها. واتهمت الصحيفة قادة الشرق الأوسط، وأبرزهم السعودية وايران، بإشعال الصراع الطائفي في المنطقة.

وأشارت النيويورك تايمز، أن الحرب على اليمن وعلى مدى 8 أشهر، تسببت في زيادة حدة النزاع الإيراني – السعودي في المنطقة. وقالت: إنه منذ حوالى شهر، كان زعماء إيران والحكام في المملكة العربية السعودية يتبادلون الشتائم على مقتل المئات من الحجاج الإيرانيين قرب مكة المكرمة. وقامت حكومة البحرين، التي لطالما وجهت لها انتقادات لقمع الأغلبية الشيعية في البلاد، بطرد السفير الإيراني، بعد أن اتهمت إيران بنقل أسلحة إلى البحرين، ومحاولة إثارة الفتنة الطائفية.

وهاجم مجموعة من المتشددين من رجال الدين في السعودية، التدخل الروسي في سوريا، وأصدروا نداءً طائفياً لاذعاً يدعو للحرب المقدسة.

ويرى الباحثون والمحللون، أنه فيما يشتعل العنف ويعبر الحدود، يبدو القادة القوميون والدينيون حريصين أكثر من أي وقت مضى على إذكاء نيران الحرب، وتعبئة أتباعهم باستخدام النداءات الطائفية الضمنية أو المجردة، حيث يتم تحويل الصراعات السياسية إلى صراعات دينية، وجعل احتواء سفك الدماء في المنطقة أكثر صعوبة.

وبدت مخاطر الاستقطاب الطائفي واضحة لأكثر من عقد من الزمان، منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق واحتلاله. وفي السنوات القليلة الماضية، تزايدت التوترات بسبب الحرب في سوريا، والآن في اليمن.

وقد تسبب هذا العنف في زيادة حدة النزاع الإيراني – السعودي، كما قال السيد خوري. وجاءت أحدث الانتقادات الإيرانية على وفاة الحجاج بالقرب من مدينة مكة المكرمة خلال موسم الحج في الوقت الذي اتخذت فيه دول الخليج موقفاً متشدداً على نحو متزايد ضد ما يسمونه تدخل إيران في المنطقة، ومضت إلى أبعد من ذلك بشن هجوم عسكري واسع النطاق في اليمن.

وبينما أقنعت الملكيات الخليجية مواطنيها بضرورة الحرب في اليمن، يبدو أن حكام تلك الملكيات لم يستعدوا للتداعيات المحتملة. ففي عدة مرات خلال الأشهر القليلة الماضية، قام متطرفون سنة بشن هجمات دامية على المساجد الشيعية في الخليج. كان آخرها يوم الجمعة، عندما أطلق مسلح في المنطقة الشرقية في السعودية النار على مصلين شيعة مما أدى إلى مقتل خمسة من المصلين.

وقد أشعل قرار روسيا بالتدخل في سوريا إلى جانب حكومة بشار الأسد وإيران وحزب الله، دعوات للانتقام أطلقها متشددون من رجال الدين السعوديين المعروفين باسم السلفيين، ولكن دعت، أيضاً، الجماعات الإسلامية مثل الإخوان المسلمين في مصر إلى الانتقام من السيد بشار الأسد.

كما دعا رجال الدين السعوديون، الذين عملوا على تشويه سمعة خصومهم منذ فترة طويلة، بما في ذلك المسلمون الشيعة والعلويون، إلى استهداف روسيا الصليبية الأرثوذكسية.

في بيان على الإنترنت وقعه 55 من رجال الدين، حذروا من أنه إذا انهزم المجاهدون في سوريا، فإن الدول السنية ستسقط أيضاً الواحدة تلو الأخرى.

وكان أحدث مصدر للإزعاج هو الحرب في اليمن، حيث يقاتل تحالف من الدول العربية مدعوم من قبل الولايات المتحدة، في اليمن بزعم منها أنها تقاتل الحوثيين المدعومين من ايران. وقد بررت قوات التحالف الذي تقوده السعودية التدخل في جانب منه بأنه محاولة لصد النفوذ الإقليمي لإيران.

ويعتقد العديد من المراقبين الخارجيين، بما في ذلك مسؤولون أميركيون سابقون وحاليون، أن دول الخليج تبالغ كثيراً في درجة النفوذ الإيراني على الحوثيين.

وأضافت صحيفة نيويورك تايمز، أن اليمن تُرِكَ لمواجهة عواقب وخيمة للحرب على نحو متزايد، بما في ذلك إذكاء نار الطائفية. وبينما يزداد ضعف الدول، كما هو الحال في سوريا والعراق، يخلق غياب سلطة سياسية مهيمنة الظروف لازدهار التطرف وإذكاء الهوية الدينية، كما يقول المحللون.

وقال فارع المسلمي، وهو باحث زائر من اليمن في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت: “ليس هناك قيادة ولا حكومة ولا دولة”، “ليس هناك أجندة وطنية، فقط الكثير من البنادق”.

وأضاف المسلمي، أن علامات زيادة الاستقطاب بدأت في الظهور في السنوات القليلة الماضية، وذلك عندما حارب الحوثيون السلفيين في شمال اليمن. وفي الفترة التي سبقت حرب مارس، اقتحم الحوثيون صنعاء العاصمة، وتصاعد الصراع مع المتشددين السنة، بما في ذلك فرع تنظيم القاعدة المحلي. وتم اغتيال شخصيات سياسية معتدلة على يد مسلحين في شوارع صنعاء وعدن في الجنوب.

وتابع: “ذات مرة، ذكرت قناة فضائية سعودية خبر هجوم انتحاري على مسجد بعد أن بدأت الحرب، مشيرة إلى المكان “بمسجد للحوثيين”، على الرغم من أن الطائفة الزيدية الشيعة في اليمن تعتبر أقرب مذهبياً إلى السنة من التيار الشيعي العام”.

وقال: “قلت لنفسي، لقد عبرنا حداً جديداً. مرحباً بكم في العراق، ومرحباً بكم في سوريا”.

 

*خبر للأنباء