الخبر وما وراء الخبر

“للمغفلين” فقط !

106

بقلم / حميد رزق


من ينتظر ان تسيطر السعودية والامريكيين على اليمن على أساس ان ذلك نهاية مرحلة الحروب والصراعات ليبدا بعدها مرحلة السلم والهدوء وعودة ما يسموها بـ”الشرعية” فهو واهم وغبي لم يقرأ تجارب البلدان الأخرى.
كان هدف ما يسمى بـ”التحالف” في المرحلة الأولى من مراحل تدمير اليمن كما كشفت الاحداث التي شهدتها مدن الجنوب لاسيما عدن وحضرموت ضرب الجيش واللجان الشعبية تمهيدا لتسليم البلد بكاملها للفوضى وعناصر داعش والقاعدة وبعد ذلك ينتقل المخطط الى مرحلة أخرى مكملة يتوقف فيها العدوان الخارجي فترة بسيطة تتاح خلالها الفرصة لداعش والقاعدة لتصفية القوى والشخصيات الوطنية والشريفة المناهضة للمشروع الأمريكي والسعودي تحت مسميات واتهامات شتى كالمجوس والرافضة والعلمانيين وغيرها ..
وبعد ان تؤدي القاعدة وداعش المهمة السابقة بنجاح يعلن “الخارج” ممثلا بالامريكيين ومعهم دول الغرب ان تواجد القاعدة وداعش في اليمن يشكل تهديدا للامن والسلام في العالم ويتم اعلان مرحلة جديدة من الغزو لليمن كما جرى بأفغانستان لكن هذه المرة بمشاركة أمريكية غربية مباشرة يتم فيها تدمير ما تبقى من مظاهر العمران والحياة ..
تتوج عملية الغزو الامريكية الغربية المباشرة بسيطرة قوات متعددة الجنسية على مناطق رمزية للظهور امام العالم في صورة من حقق انتصارات على الأرض تنتهي بتأمين منطقة (خضراء) لإقامة ما يشبه نظام حامد كرزاي بأفغانستان فيما تترك بقية أجزاء البلاد ساحة لنشاط الدواعش والجماعات التكفيرية لتجنيد الفقراء والعاطلين عن العمل وتأهيلهم وفق المنهج الداعشي لتتحول اليمن وفق التصور الأمريكي الى خزان بشري لرفد عناصر القاعدة وداعش وتصديرهم الى مختلف انحاء العالم بحسب المزاد الأمريكي والمخططات الدولية لنشر الفوضى واشعال الصراعات في البلدان المستهدفة .