الخبر وما وراء الخبر

(وصمة عار في جبين حكام العرب )

95

بقلم/ محمد أحمد اليقر.

قرن من الزمن تعيد الاحداث نفسها، في عام1916 م أعلن الشريف حسين الثورة العربية ضد الوجود العثماني في البلاد العربية مستعينا بدول الاستعمار (بريطانيا وفرنسا) التي مثلتا أهم دول التحالف أثناء الحرب العالمية الاولى 1914 -1918 م ضد دول المحور التي تتزعم الدول المحاربة المانيا حيث كانت الدولة العثمانية الى جانب ألمانيا.
توجب على بريطانيا اغراء الشريف حسين الذي كان يمثل شريف مكة والمسؤل عن الحرمين الشريفين بالوعود الكاذبة وتنصيبة خليفة للمسلمين في الجزيرة العربية مقابل قيامة بثورة ضد الوجود العثماني في الوطن العربي وقد استغلت بريطانيا تجاوب الشريف حسين معاها وأجرت عدة اتفاقيات سرية كان اسوأها اتفاقية ( وعد بلفور ) عام 1917م وهو اعتراف الملك فيصل ابن الشريف حسين، بإعطاء الصهاينة وطن قومي في فلسطين.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الاولى وانتصار بريطانيا مكثت بريطانيا كل وعودها تجاه الشريف حسين، واعلنت اتفاقية (سايكس بيكو) عام 1918م وهي تنص على تقسيم( تركة الرجل المريض) أي تقسيم الوطن العربي بين بريطانيا وفرنسا بعد خروج العثمانيين من الوطن العربي. متجاهلين تلك الوعود التي ابرمتها مع الشريف حسين، الذي صار ضحية أفكاره الناقصة، والغير مدركة بما حولها من مخططات هدامة ضد الاسلام والمسلمين.

وهاهو التاريخ يعيد نفسه ؟
فزعماء العرب اليوم على رأسهم خادم الحرمين الشريفين ومحمد بن زايد يصمتون اليوم بنقل عاصمة الاحتلال الاسرائيلي الى بيت المقدس، دون أية اعتراض، بل كان إلى جانب هذا السكوت تطبيع العلاقة في كافة المجالات مع الاحتلال الاسرائيلي والولايات المتحدة الامريكية مقابل ضمان الاخيرة لدول الخليج بالوقوف الى جانبها ودعمها ضد دولة إيران وكل من يعتنق المذهب الشيعي الذي يمثل بنسبه لها أخطر من الوجود الاسرائيلي في بيت المقدس، الامر الذي جعل الولايات المتحدة الامريكية تستغل هذا الموقف أيما استغلال في استنزاف ثروات الخليج مقابل الحماية.

فما كان على دول الخليج اليوم إلى أن تبارك بنقل العاصمة إلى بيت المقدس دون أية اعتراض،
بل أصبح الاعلام الخليجي في موقف الداعم لجيش الاحتلال الصهيوني تجاه مايقوم من أعمال قتل وجرح أفراد المقاومة؛ كمااعتبرت قنوات الأعلام الإماراتية والسعودية شهداء غزة بالقتلى جراء مواجهتها للجيش الإسرائيلي بكل وقاحة وكل رذيله..

أعدكم يازعماء الخليج بأنكم تسلكون نفس الطريق التي سلكها الشريف حسين، فقد اعطاهم أراضي في فلسطين العربية وطن قومي لإسرائيل وأنتم اعطيتموهم اليوم مسرى رسول الله عاصمة لدولتهم اليهودية.

تبا لكم ياحثالة العرب؛ ومسوخ الخليج، كم سيلعنكم التاريخ ,كم ستلعنكم شعوبكم ..
إني وشعوبكم الحرة والابية التي تأبى أن تكون أموالهم دعما لانهاك الشعوب الإسلامية بانتظار اللحظة التي يدوس اليهود والأمريكان على رقابكم عند اكتمال مشروعهم واهدافهم التي تحققها بدعمكم وعلى حساب أموالكم.