للقمر وظيفة أخرى!
بقلم / عبدالعزيز البغدادي
إلى روح الشهيد صالح الصماد وكل شهداء اليمن !
اقترن اسم القمر عند الشعراء العشاق بالحب ووجه الحبيبة ، وعند العلماء بتقدير منازل ومواقع وأوقات نجوم الري والزراعة ، لكن عالم الْيَوْمَ إلى جانب خدمة العلم والمعرفة فقد صنع لمخالب التوحش أقمارا تملأك رعباً ، وظيفتها توجيه القنابل والصواريخ الذكية والغبية ليكون القتل أبلغ فتكاً وأكثر وحشية بحيث يصبح بمقدور أتفه قاتل أو قاتلة قتل أكبر عدد تتخيل بهمسة زر دون أن يرى أو ترى حجم الفعل أو أثره على ملامح الضحايا بل إن الضحايا أنفسهم لا يجدون للذعر وقتاً ويعتقد صناع الموت أن هذا يدخل في باب القتل الرحيم في حين أنه في الواقع أعلى مراتب الإستهتار بأرواح البشر .
فهاهي الأقمار الصناعية تملأ سماءنا لا لتمنحنا شيئا من ضوء المعرفة والحياة وإنما لتقتل كل حي على أرضنا بالجملة والتقسيط ، وبعض المنظمات تبدي أسفها علناً وتصفق سراً مع أنه لم يعد للسرِّ وجود في هذا العالم المشغول بمسح دموع التمساح الأمريكي الفرنسي البريطاني الذي رأيناه ينتحب في مجلس الأمن حزناً على أكذوبة استخدام الجيش السوري لسلاح كيماوي ضد الجماعات الإرهابية وهي كذبة صنعها هو لتغطية حقيقة استخدام هذه الجماعات الإرهابية للسلاح الكيماوي الأمريكي الفرنسي كي تكون دموع التماسيح تلك وهذا الكذب مبررا للتدخل لإنقاذ تلك الجماعات من موت محقق وهي التي لم يعد سراً أيضاً القول بأنها مشروع أمريكي غربي يوزع الموت في كل اتجاه ومن ثم استثماره !.
يا صديقي هاهو الإنسان السياسي جداً في هذا العالم يحيل فرصة صناعة الأقمار التي تساعد على سرعة نقل العلم إلى تحدٍ لكل معاني الإنسانية كي تحول دون تراكم مكارم الأخلاق التي بعث الأنبياء والرسل لتتميمها ، وهنا أخال الخبراء الإستراتيجيين العالمين بفنون السياسة يعلقون بتكرار التعريف العصري لفن السياسة بأنها المصلحة فتبدو المصلحة كوحش كاسر يتضور جوعاً !، وتبكي المصلحة وتئن الإنسانية من ألم الزائدة الدودية المسماة :منظمة الأمم المتحدة .! هاهو إذاً إنسان ما بعد الحداثة يمتطي الأقمار ليذيقنا من علو أفتك فنون القتل لا القتال ويعلن أن زمن القتال بشرف قد ولىّٰ! .
وهاهو فارس الأقمار الصناعية يسب البدو الذين يقتل باسمهم ويتواجد على أرضنا من أجل حمايتهم بموجب عقد بعضه مكتوب وبعضه محفوظ في ضمائرهم التي يقودها وحش المصلحة ويأمرهم بتمويل كل مشاريع القتل الحديثة أي التي بزغت مع تفجر آبار النفط من تحت أعراب الخليج وهم يغطون في سبات عميق فلا يملكون إلا السمع والطاعة ، ثم يعلن على الملأ أنه في قضية اليمن إنما يساعدهم لوجستياً لقتل اليمنيين وفق شيك مفتوح وسيبقى كذلك كما يبدو منعاً للتوسع الإيراني في المنطقة كما يردد المغفلون والمستغلون . !!
هذا هو حال الأمريكي الغربي الورع معنا ومع أبناء جلدتنا ، يدٌ تعصر ضرع البقرة ، وأخرى تقدم أعلى مستوى للشراكة ويسميه الدعم والمساندة اللوجستية ونردد معه : الدعم والمساندة ، وهل رأيتم دعما ومساندة يستلم الداعم ثمنها أضعاف أضعاف قيمتها بل إن ثمنها المؤجل حياة المدعوم ؟ !!.
أما لسان حال الأمريكي الداعم التقي الورع فإنه يدعو البقرة للسلام تارة وأخرى يعلمها فنون الطاعة .
البقرة تبتسم ولسانها يلهج بالدعاء لهذا الراعي الأمريكي الورع التقي وشركائه الذين لا يبغون منها غير الناتج الإجمالي للضرع وهو في نظره ليس سوى إجمالي ما في باطن الأرض محسوباً بالدولار الأمريكي ولمصلحة وحساب أمريكا لأن القاعدة القرمطية الأمريكية الغربية أن باطن الأرض لمن يحلبها!
ومن يحلبها هو من اكتشف موقع الضرع !.