الخبر وما وراء الخبر

عدن: صراعات بينية وحرب نفوذ وسيطرة متجددة بين أدوات الإمارات والسعودية

95

تعاني محافظة عدن تحديداً وعموم محافظات الجنوب من حالة انفلات امني غير مسبوقة اضافة الى موجات من الحروب والفوضى الشاملة بسبب صرعات النفوذ والسيطرة وحرب الاغتيالات بين قوى عديدة وجماعات مختلفة موالية لتحالف العدوان وآخرها حادثة قتل المواطن محمد قاسم أحمدوه والذي اغتيل برصاص مسلَحين مجهولين يستقلان دراجة نارية وأطلقا عليه النار أثناء مروره من جولة كالتكس في مديرية الشيخ عثمان ، ما أدى إلى مقتله على الفور .

وأفادت المصادر أن ” القتيل ” محمد أحمدوه ؛ من أبناء محافظة أبين ، وهو مغترب في المملكة السعودية وعاد إلى محافظة عدن قبل عدة أيام ؛ ولا يستبعد أن تكون المعارك الثأرية المناطقية والصراع القديم الجديد على النفوذ والسيطرة بين القوى المحسوبة على أبين والأخرى المحسوبة على الضالع هي التي تقف وراء مقتله .

إلى ذلك تمكنت قوات مدعومة من الإمارات أمس الجمعة من السيطرة الكاملة على أحد المعسكرات التي التابعة لقوات موالية للسعودية في منطقة الوضيع مسقط رأس الفار هادي بمحافظة أبين .

وشهدت محافظة عدن مساء الجمعة ، توتراً كبيراً واستنفار عسكري وأمني غير مسبوق وانتشار واسع لمئات المسلحين من أبناء يافع معززين بالمدرعات والأطقم العسكرية المحملة بمختلف أنواع الأسلحة في عدد من الشوارع الرئيسية والفرعية .

ووفقاً لمصادر محلية ، فإن مسلحي يافع أنتشروا بشكل مفاجئ على مداخل مدينة الشعب وأقاموا تجمعاً كبيراً لهم بالقرب من الملعب وسط المدينة ، بعد أن قاموا بقطع الخط الرئيسي الواصل إلى مديرية البريقة .

وفي المقابل أفادت المصادر أن مجاميع كبيرة من أبناء قبيلة العقارب ، معززة بعشرات الأطقم العسكرية والمدعمة بعتاد عسكري متنوع ، أنتشرت هي الأخرى في منطقة أكواد ومداخل منطقة بير أحمد ، واستحدثت نقاط تفتيش تحسباً لأي هجوم من قبل أبناء يافع .

ويأتي هذا التوتر الذي شهدته المدينة وفقاً للمصادر ؛ على خلفية قضية قتل أحد أبناء يافع برصاص مسلحين ينتمون لقبيلة العقارب ، مساء الخميس في أحد الأسواق الشعبية وسط مديرية المنصورة .

وإلى جانب تردي الأوضاع الأمنية الذي يعيشه أبناء محافظة عدن خاصة والمحافظات الجنوبية الخاضعة للاحتلال الإماراتي السعودي بشكل عام ؛ برزت مؤخراً أزمة حادة في المشتقات النفطية مضافاً إليها ارتفاع كبير وجنوني في اسعار المواد الغذائية وبشكل غير مسبوق مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك .

ويقول سكان محليون في عدن أن عدداً من محطات بيع الوقود في عدن ، أغلقت أبوابها أمام المواطنين ، بحجة عدم توفر المشتقات النفطية ، فيما توفرت في بعض المحطات بسعر عشرة الف ريال لكل 20 لتر من مادة البنزين .

ويرى مراقبون أن هذا الوضع القاتم والسوداوي على كافة المستويات لا يستدعي الدهشة والاستغراب لكونه نتاج طبيعي للمشهد الرئيسي والسائد منذ ان وطئت اقدام الغزاة تراب مدينة عدن والمتمثل في الصرعات البينية والاقتتال الداخلي وتزايد جرائم الاغتيالات اليومية المتبادلة بين فصائل الإرتزاق والخيانة الموالية للإمارات من جهة والموالية للسعودية من جهة أخرى .

ويأتي ذلك في ظل أزمة حادة يعيشها تحالف العدوان والإرتزاق ويكاد عقده ان يفرط في أي لحظة على إثر الخلاف الذي نشب نتيجة لمعارضة حزب الاصلاح وحكومة الفار هادي للإجراءات الإحتلالية واحكام السيطرة المباشرة التي فرضتها قوات عسكرية أرسلتها دويلة الإمارات إلى جزيرة سقطرى والتي اعتبرها المعارضون للإمارات قوات احتلال خلافاً لما هو عليه رأيهم بالنسبة لقواتها المتواجدة في عدن والمخا ومناطق أخرى في الساحل الغربي !! .

أفق نيوز