الخبر وما وراء الخبر

تساؤلات سريعة!

60

بقلم \ عبدُالعزيز البغدادي

هل بقي في قواميس اللغة من الألفاظ والصفات والنعوت والشتائم ما يمكن أن يوصف أَوْ ينعت به عدوان يستهين بأرواح المدنيين بهذا الشكل الذي لا يبالي معه بمن يقتل سواء كانوا في وسط المدن أم في صالات العزاء أَوْ الأعراس أَوْ وسط المساجد أَوْ داخل المستشفيات أَوْ فوق آبار المياه أَوْ في حقول المزارع أَوْ أثناء نومهم في منازلهم أَوْ خلال عملهم الحكومي أَوْ الخاص أَوْ في أي مكان يخطر أولا يخطر على بالك أَوْ حتى بال الشيطان، مع أن الوقائع على الأرض في مواقع القتال نشهد كما يشهد العالم أن من يقوم بوظيفة القتل لحساب هذا العدوان لا يجيد من ينتسب إليه سوى الفرار والفرار فقط!.

وهل بقي في قواميس اللغة ما يمكن أن يوصف به أي حزب أَوْ تجمع أَوْ شخص يدعى زعيم أَوْ رئيس دولة أَوْ حكومة أَوْ وزير أَوْ غفير أَوْ أو أَوْ… ومهما كان حال رجولته الحقيقية وبغض النظر عن حجم الذقن أَوْ الشنب هل بقي في كُـلّ القواميس ما يسعف لوصف من يلجأ أَوْ يلجؤون إلى أقبح وأوقح عدوان عرفه التأريخ يستعين أَوْ يستعينون به على قتل شعبهم بالوسائل والطرق التي ذكرنا والتي لم نذكر ولا يزالون يطلقون على أنفسهم (تحالف الشرعية)دون حياءٍ أَوْ وجل أَوْ اعتبار لأي قيمة أَوْ مبدأ!.

وأي مجتمع دولي هذا الذي يؤيد بالقول أَوْ الفعل أَوْ الصمت هذا التحالف البذيء.

وما ذا بقي من قيم دينية أَوْ أخلاقية أَوْ إنْسَانية وردت في كُـلّ الأديان المقدسة أَوْ المواثيق الدولية الموقعة والمصادق أَوْ المتعارف عليها لم ينتهكها هذا العدوان الكوني الجاري على اليمن أطهر بقعة وأقدم حضارة، يستهدف فيه أشجع وأرق وأنبل إنْسَان على هذا الكوكب وعلى حضارته وكل مقومات وجوده، وهو شعب لم يسبق أن اعتدى على غيره من الشعوب وإن كانت اليمن توصف بأنها مقبرَة الغزاة فلأن كلما خاضته أَوْ شاركت فيه من حروب قبل أَوْ بعد الإسْلَام فإنما هي حروب دفاع عن النفس أَوْ المال أَوْ العرض أَوْ السيادة أَوْ الكرامة ضد المعتدين الأجلاف بأشكالهم وألوانهم المختلفة والمتعددة!.

فهل يستيقظ العالم الحرّ ليرى ماذا تصنع أمريكا بهذا الشعب المظلوم الصابر المجاهد المحاصر حصاراً شاملاً محكماً وكيف تستخدم المنظمة المسماة بالمنظمة الدولية للتحايل على مفهوم الشرعية الدولية التي صارت سلاحاً بيد أظلم الدول وأَكْثَـرها همجية وجرأة على الكذب المحاولة الممنهجة والممولة بسخاء غريب لمحاولة قلب الحقائق وتصوير الجزار في صورة الحمَلْ والحمل في صورة الذئب.

إنّ اليمن الْيَوْمَ ساحة لتعرية وجه العالم كُـلّ العالم فلا تتغافلوا عمّا يجري فيه على يد أمريكا والكيان الصهيوني وبريطانيا وفرنسا باستخدام أدواتهم السعوديّة الإماراتية وكل من دعمهم من المرتزِقة الذين يستخدمون أتفه تجمع إقليمي تسمى جامعة الدول العربية وكل من ساهم في هذا العدوان والواضح أنّ أعراب السعوديّة والإمارات غير العربية غير مكترثة وهي تُمارس أَوْ يمارس تحت رايتهما كُـلّ هذه الهمجية ضد اليمن الوطن الأول لكل العرب وتستنزفان في تمويل هذه الجرائم مال أجيال الشعوب التي تحكمها ضد مصالحها المادية والأخلاقية حاضراً ومستقبلاً بغرور وغباء غير مسبوق في تأريخ الدول والشعوب!.

فهل تستيقظ هذه الشعوب لترى أين تهدر أموال أجيالها القادمة؟؟!!.