الخبر وما وراء الخبر

ماذا ستفعل أميركا وقد فشلت ’إسرائيل’؟

58

بقلم / ناصر قنديل

– ليس من حاجة لمناقشة مَن يدمنون الترويج لقوة أميركا و«إسرائيل» والتغافل عن رؤية التحوّلات الكبرى التي تحملها التطوّرات، فهؤلاء لا جدوى من إضاعة الجهد لإقناعهم، لأنّ أميركا و«إسرائيل» قد تتحدّثان عن الفشل والهزيمة، كما حدث في حرب العراق وعدوان تموز 2006، ويبقون على إصرارهم أنّ أميركا و«إسرائيل» قدر لا يُرَدّ وقوة لا تُقهر، لذلك فإنّ تجاهل هؤلاء يسهّل مواكبة الأحداث ومعرفة مساراتها، التي كانت تنتظر أوّل اختبارات القوة الإسرائيلية مع سورية وحلفائها بعد الانسحاب الأميركي من التفاهم النووي مع إيران.

– كانت المعادلة الإسرائيلية تبالغ في دور التفاهم النووي مع إيران في كبح قدرتها على خوض مواجهة رابحة في وجه إيران وقوى المقاومة وسورية، وبعد الانسحاب الأميركي من التفاهم والاعتراف بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل»، وتجميع حكام الخليج وأموالهم تحت الإمرة الإسرائيلية علناً، لم يعُد في الجعبة الأميركية ما يمكن تقديمه سوى ما ليست أميركا بقادرة على فعله، وهو الدخول مباشرة في حرب، لو أرادتها وتحمّلت تبعاتها، لفعلت ذلك لحسابها مباشرة، وفي ظروف أفضل تحظى بالإجماع بين الحلفاء، وتستثير قبول الرأي العام الأميركي، كما كان الحال يوم العدوان على سورية بذريعة السلاح الكيميائي، وارتضت واشنطن خفض منسوب العمل العسكري بما يضمن عدم تحوّله إلى مواجهة، ولو تسبّب بالسخرية من الإسرائيليين أنفسهم، الذين قالوا إنّ النتائج هي صفر.

– بمثل ما توفرت لـ«إسرائيل» كلّ طلباتها من أميركا والخليج، توفّرت لها في ظروف المواجهة عبر سورية أعلى درجات التبرير لدخول الحرب، مع الصواريخ التي استهدفت مواقعها العسكرية في الجولان، والأكيد أنّ «إسرائيل» تعرف أنّ مَن أطلق الصواريخ فعل ذلك كركن في محور المقاومة أتمّ التنسيق مع سائر الحلفاء، وكانوا جميعاً في حال جهوزية للحرب، والأكيد أنّ «إسرائيل» كانت في حال استنفار سياسي تمثل بزيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لموسكو، وعسكري تمثل بالإعلان الاستباقي عن نشر القبة الحديدية، والغارة على الكسوة تحت شعار إجهاض خطة إطلاق صواريخ نحو المواقع الإسرائيلية، والأكيد ثالثاً أنّ الوجبة الأولى من الردّ الإسرائيلي على صواريخ الجولان كانت بحجم بداية حرب، سواء للمساحة الجغرافية لحركة الاستهداف الإسرائيلي، أو بعدد الطائرات التي جرى حشدها في الأجواء الأردنية، أو بالانعقاد المتواصل للمجلس الوزاري المصغر لمواكبة التطورات.