المبعوث الأممي والحوار اليمني السعودي
بقلم / عبدالفتاح علي البنوس
لم أجد أي مبرر للمبعوث الأممي الجديد البريطاني مارتن غريفيت ولا للمبعوثين السابقين الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد والمغربي جمال بنعمر في عدم اقتناعهم بأن الأزمة اليمنية ليست ذات بعد داخلي وإنما لديها بعد خارجي هو الأكثر تأثيرا في البعد الداخلي وهو من يسيره ويوجه بوصلته ويحدد مساره ،وأنه لا يمكن التوصل إلى حلول للأزمة اليمنية ما دامت تكيف على أنها نتاج صراعات وخلافات يمنية – يمنية على الإطلاق .
صحيح هناك خلافات وتباينات يمنية أفضت إلى قيام الأزمة اليمنية ولكنها ظلت محصورة في الداخل اليمني وكانت محط حوار وطني ومفاوضات وطنية كانت في طريقها للحل لولا قيام السعودية بشن عدوانها الهمجي على بلادنا للحيلولة دون التوصل لاتفاق يمني – يمني، ومع ارتماء بعض الأطراف اليمنية في حضن العدوان وتأييدها وتبعيتها المطلقة له، ودخول السعودية وتحالفها العبري في خط المواجهة لم يعد منطقيا الحديث عن أزمة يمنية داخلية، فالأزمة صارت خارجية بامتياز، ولم يعد منطقيا الحديث عن حوارات ومفاوضات يمنية – يمنية، بعد أن أثبتت جولات المفاوضات السابقة بأن الأطراف اليمنية القابعة في فنادق الرياض عبارة عن أجراء وأدوات بيد السعودية والإمارات، وهو ما يعني أن أي مبادرات أو دعوات للحوار والتفاوض قد يتقدم بها المبعوث الأممي في سياق حلحلة الأزمة اليمنية يجب أن يكون حوارا يمنيا – سعوديا ولا حاجة للأذناب والوكلاء كون الحوار معهم غير مجد وعقيماً ولن يقود نحو تحقيق أي تقدم في جانب المفاوضات .
فما دام قرار المرتزقة والخونة والعملاء الذين يسمون أنفسهم بالشرعية بيد الرياض فمن الصواب التحاور والتفاوض المباشر مع الرياض اختصارا للوقت وتوفيرا للجهد، وهذا ما يجب على المبعوث الأممي أن يدركه ويسلم به وخصوصا عقب تصريحات البنتاجون التي أعلن فيها مشاركة بلاده في العدوان على اليمن ، وفي موروثنا الشعبي ذات الصلة بالأمثال والحكم والحكاوي الشعبية يجري الحديث عن (خدام خدام الجرافي ) وهو الدور الذي يشبه دور هادي ومرتزقته، وما دام هؤلاء يقومون بدور خدام الخدام فلا حاجة للحوار معهم ومن الحكمة والعقل والمنطق أن نتحاور ونتخاطب مع الجرافي والذي يتمثل دوره آل سعود بصورة مباشرة ضمن حوار ثنائي يمني سعودي ترعاه الأمم المتحدة ويشرف عليه مبعوث أمينها العام لليمن، دونما حاجة (للبعسسة والطنفسة )والأخذ والرد والدخول في مفاوضات عقيمة تفاقم من الأزمة وتزيد من حدة توترها على مختلف الأصعدة وفي شتى المجالات.
وهنا الكرة باتت في ملعب المبعوث الأممي الذي باتت لديه رؤية واضحة للأحداث في اليمن وظهرت له حقائق ومستجدات لم تظهر لمن كان قبله وعليه أن يتعاطى معها بحنكة ومسؤولية وحرص على تحقيق ما عجز عن تحقيقه ولد الشيخ ومن قبله بن عمر، لا جدوى من حوار يمني – يمني فهو يشبه حوار الطرشان، ولا بد من حوار يمني سعودي تضع خلاله النقاط على الحروف، فالعدو الذي يقتلنا ويحاصرنا ويدمر وطننا ويحتل أرضنا هم آل سعود وتحالفهم العبري ، وإذا ما أراد آل سعود و تحالفهم العبري أن يكون الحوار يمنيا – يمنيا فعليهم أن يوقفوا عدوانهم ويرفعوا حصارهم ويغادروا المناطق اليمنية التي احتلوها ليتركوا الأطراف اليمنية تتحاور وتتفاوض بإرادة يمنية خالصة دونما وصاية أو إملاءات وتدخلات سافرة .
بالمختصر المفيد، السعودية ليست جادة في إنجاح أي حوار أو تفاوض قادم ، لأنها لا تريد لنا الخير مطلقا، ولو كانت حريصة علينا لما عملت على إفشال جهود المبعوث الأسبق جمال بنعمر بشنها عدوانها الهمجي على بلادنا ، وليس أمامها من خيار إلا أن تجلس معنا على طاولة الحوار والمفاوضات الثنائية أو أن ترفع يدها عن اليمن واليمنيين وحينها سيصل الجميع إلى نقاط توافق تقود إلى التوصل لصيغة حل توافقية تنهي الأزمة اليمنية وتضع نهاية للتدخلات الخارجية في شؤون اليمن الداخلية وتطوي صفحة العدوان ومآسيه ويتفرغ الجميع لترميم الجسد اليمني وتطبيب الجراح وجبر الأضرار وإعادة الإعمار وتسريع وتيرة البناء والتنمية في ربوع يمننا الحبيب.
ومن أجل ذلك ينبغي على القوى الوطنية أن تكون السباقة في رفض تكرار الدخول في مفاوضات عقيمة وحوارات فاشلة مع المعاقين فكريا ووطنيا الذين يمثلون أحذية وقباقيب الرياض، وليكن التفاوض والحوار مع السعودي المعتدي الغازي المحتل الباغي .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.