الخبر وما وراء الخبر

فاضل الشرقي لـ “الوقت”: جزيرة سقطرى ستكون الشعرة التي قصمت ظهر البعير.

88

الوقت- تتواصل ردود الأفعال المحلية والدولية بشأن ما يحدث في جزيرة سقطرى اليمنية من احتلال وسطو تقوم به دولة الإمارات، لكن معظم تلك الردود تبدو خجولة خصوصاً من أولئك الذين يدّعون “شرعية البلد”، وينصّبون أنفسهم حماة له، وينعتون الاحتلال بالمحرّر والمخلّص، لكنهم اليوم أول من يكتوي بناره، ويتجرّع كأس إهاناته وإذلاله.

“الوقت” كان حاضراً وقريباً من الجهات اليمنية الرسمية ورصد أولاً بأول المواقف، وردود الأفعال تجاه التطورات في جزيرة سقطرى، واليوم التقى “الوقت” القيادي البارز في “أنصار الله” الأستاذ فاضل الشرقي، الذي كان موقفه هو موقف الجماعة الذي لم يتغير ولم يتزحزح منذ انطلاق العدوان، فهم أكثر من يفهم مغازي العدوان وأهدافه، وهم من يذيقونه العلقم في كل الجبهات ببأس شديد للعام الرابع على التوالي.

أدوات اللامشروع
يقول الشرقي “لا يوجد أي مشروع لدويلة الإمارات هادف وواضح ومستقلّ تسعى وتضحي من أجل تحقيقه، مثلها مثل السعودية والتي استحي دائماً أن اسميها العربية، هذه الدول تسعى لخدمة أجندة أمريكية وإسرائيلية فقط لا غير، وحكام وأمراء وملوك هذه الدول مجرد أدوات بيد الاستعمار قديماً وحديثاً، وهم أصلاً نبتة استعمارية في منطقتنا، وجذورهم تشهد بذلك.

ويتساءل الشرقي ساخراً:
كيف للإمارات والسعودية وبقية الحلفاء أن يكونوا أصحاب مشاريع توسعية ونوايا امبراطورية، وهم لا يمتلكون القوة والقدرة للقيام بذلك، ويضيف: “أطماع الاستعمار الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي القديم والجديد في سقطرى واليمن بشقّيه الشمالي والجنوبي أهداف استراتيجية لدى دول الشرّ المذكورة، والسعودية والإمارات وقطر هم من يدفعون ثمن هذه الفاتورة.”

مخطط مبكّر
مخطط إسقاط واستئصال جزيرة سقطرى مبيّت منذ مدة، وقد بدأت فصوله يوم أعلنها عبد ربه محافظة مستقلة بهدف التمهيد لاستقطاعها عن الأراضي اليمنية حسب الرغبة والشهية الأمريكية، طبعاً ليس لأنها محمية طبيعية، ولا لأجل الأعشاب، والأسماك، والمرجان…

وإنما لموقع استراتيجي مهم جداً جداً جداً في الخليج الفارسي، وتكاد تكون هي الموقع الاستراتيجي الوحيد عسكرياً، وأمنياً، واقتصادياً، وسياسياً، وأيضاً للتحكم بأهم المواقع البحرية الاستراتيجية في البحر العربي، بعد مضيق باب المندب في البحر الأحمر، الذي تكمن أهميته في الناحية الاقتصادية والتجارية بالنسبة له.

إلى الحضن الإسرائيلي
أمريكا وبريطانيا تريدان جزيرة سقطرى من أجل عيون وأمن وسلامة “إسرائيل”، والسعودية والإمارات هما أداتان تنفيذيتان للسيادة “الإسرائيلية” في المنطقة، وتسعيان للارتماء في الحضن الإسرائيلي علناً، وخطوات “التطبيع” تسير بشكل متسارع، وقادم الأيام سنشهد اتفاقيات معلنة وصريحة لقيام تحالف كبير واستراتيجي بين “إسرائيل” والإمارات والسعودية وبرعاية أمريكية ترامبية..

قشة ستقصم ظهر البعير
أهم ما في الأمر أن سقطرى قد تكون القشّة التي قصمت ظهر البعير، فلا الإمارات ستخرج منها، ولا السعودية ستقبل بذلك، ولا الأمريكيون والأمم المتحدة ببعيدين عما يجري ويحدث.. بينما يفكّر من يسمون أنفسهم بـ “الشرعية” أن بإمكانهم الحديث عن الحرية، والاستقلال، والاحتلال، والاستعمار، وتحقيق شيء من ذلك بكل بساطة، لأنهم كانوا يعتقدون أن هذا التحالف ما قام إلا من أجل “سواد عيونهم”، يوم نصحهم السيد عبدالملك بدرالدين أنه جاء من أجل الاحتلال والاستعمار خدمة لأمريكا و”إسرائيل”.

اتصالات مع الأهالي
أجريت اتصالات هاتفية مع من أعرفهم من أبناء سقطرى أسألهم عن طبيعة ما يجري فكان الردّ بأن أبناء سقطرى لن يقبلوا على الإطلاق بالاحتلال والاستعمار مهما كان الثمن، ولن يفرّطوا بالهوية اليمنية، وستتشكل مقاومة من أبناء سقطرى لإخراج الغزاة بالقوة، مؤكدين لي أن هذا هو موقف وشرف أبناء سقطرى الأحرار، وأضافوا إن الإمارات ظلّت على مدى سنتين تعمل في سقطرى تحت “مسمّيات” المنظمات والمساعدات الإنسانية والطبية حتى ظنوا أنهم قد تمكّنوا من شراء ولاءات وذمم أبناء الجزيرة، إلا أن المفاجأة كانت صادمة للإمارات بهذا الرفض الشعبي المطلق.
مع مرور الوقت تتكشف الحقائق، وتتضح الأمور، وتنقلب الصورة، وما زال هناك فرصة بسيطة لمراجعة المواقف، وتصحيح الأخطاء، وتقويمها لمن كان له قلب أو ألقى السمع فهو شهيد