الخبر وما وراء الخبر

إلى شباب الصمود العظماء

115

بقلم / عدنان الجنيد


 

أيها الجيشُ الـيَـمَـني العظيم واللجان الشعبية المساندة له، في جميع جبهات القتال وميادين الشرف والبطولة، سلامُ الله عليكم، وتحايا الشعب الصامد تترى إليكم، أنتم واللهِ الشرفاء والثائرون الأوفياء والمناضلون النجباء..

نقبّل الأرض التي تسيرون عليها، فأنتم ثورة الحسين منها وإليها، إنكم اليوم تعدون بقية السابقين وقدوة اللاحقين، فلا يوجدُ في هذا الكون مَن هو أثبت منكم جأشاً ولا أعظم منكم للجهاد والشهادة حباً ولا أقوى منكم إيماناً، فعزيمتكم أحدُّ من السيف وهمتكم أسرعُ من الطيف وأحكامكم مجانبة الحيف وجنانكم أخصبُ من الصيف، فأنتم شبابُ الصمود وأنتم من أدهشتم العالم برفضكم الخنوع والجمود، وهزمتم بقوة بأسكم الاستكبارَ العالمي وأتباعه من الذئاب القرود.

وفيكم أقول: يا شبابَ الصمود يا من صنعتم في خُطى الحق ثورةً أبدية أنتمو في الثبات آياتُ نصرٍ هي في الأصل نفحةٌ علوية، فالإمام الحسين قد سار فيكم، إنه قائد لتلك السرية وحليف الكتاب زيد المعالي بات يرعى تلك الدماء الزكية من أحب الحياة عاش ذليلاً، فاجعلوا الموت للحياة مطية، إن نفس الكريم تأبى مُقاماً فيه ذلٌّ يهين نفساً أبيَّة.

يا شباب الصمود أنتم أُباة، لكم الفخر بين كُلّ البرية، أنتم شعلة تضيء شعوباً عمها الظلم وهي فيه شقية، وهي بركان كُلّ ما جاء عاتٍ سوف يُسقى بها كؤوس المنية، فاصنعوا المجد واهزموا الظلم حتى تتهاوى أصنام حُكمٍ دعيَّة، ليعم الرخاء والأمن أرضاً تتمناه بكرة وعشية، فعليكم من الإله سلامٌ مستمرٌ وكم لكم من مزية.

يا شبابَ الصمود العظماء لقد رفعتم بصمودكم رؤوسنا إلى السماء وجعلتم شعبكم يعتز بكم بما له من انتماء؛ لأنكم أصبحتم أسطورة العالمين (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)، فأنتم بما حققتموه والله منتصرون، ونحنُ بكم مفتخرون، فاستمروا في استرداد أَرَاضيكم وحققوا أمانيكم وسيروا إلى الأمام وزيدوا من شحذ هممكم العلوية حتى تحققوا أهداف شعبكم العالية وغايته الغالية، فلوا اجتمع عليكم الأعداءُ من كُلّ جانب بقضهم وقضيضهم وعتادهم وأسلحتهم الخفيفة والثقيلة – كما هو الحال الآن – فلن يستطيعوا أن يجهضوا انتصاراتكم ولا أن يثنوا من عزيمتكم أو يحطموا أمنيتكم.

نعم لقد تكالب على شعبنا الـيَـمَـني العالمُ كله، فمنهم الساكتون، والكثير منهم المؤيدون على ضرب شعبكم والبقية، وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل وآل سعود ومن تبعهم من نعاج الخليج وجرذان العرب ومرتزقة الداخل من الخونة والعُملاء، فقتلوا أبناءكم واستباحوا دماءكم وذبحوا أطفالكم وهتكوا أعراضَكم وهدموا منازلكم ومساجدكم.. ولم يرقبوا في شعبكم الـيَـمَـني إلاًّ ولا ذمة، وكل هذا بمسمع ومرأى من العالم كله ولم يحرك أحدٌ لذلك ساكناً.. كُلّ هذا ذنب شعبكم أنه رفض الوصاية السعودية والهيمنة الأمريكية وأراد أن يعيشَ حياةً فيها الكرامة خالية عن حياة الذلة والمهانة..

وها هو شعبكم ينتصر وعدوه ينحسر وذلك بشجاعتكم – يا شبابَ الصمود – وبقوة بأسكم وبضرباتكم الحيدرية وبسالاتكم الحسينية وبصواريخكم الإسكودية وَالكاتيوشية..

لقنتم العدو دروساً لن ينساها، وما زال زحفكم إلى عمق أَرَاضيهم مستمراً، وقذائفكم تنهال عليهم كالماء المنهمر.. فلله –أ يها الجيش – أبوك، وتعس من يجفوك، ونحن وإن كنا في الكهوف، لكننا بأرواحنا معكم في أول الصفوف، ندعو لكم في جميع الليالي بأن الله يؤيّدكم بالتأييدات المحمدية والانتصارات العلوية، حتى تحرروا الجزيرةَ العربية، لا سيما الحرَمين تحرروها من عابد الصنمين، فالنصر اَتٍ اَت (أليس الصبحُ بقريب)، وعليكم سلامُ الله ورحمته وبركاته.