الرئيس الصماد: مشروع المستقبل لبناء اليمن الجديد
بقلم/ أمين النهمي
خلال فترته القصيرة التي تولى فيها الرئيس الشهيد صالح الصماد قيادة الوطن، كان مشروع بناء اليمن الجديد يتصدر أولويات اهتماماته، وعلى رأسها المحنة الاقتصادية التي فرضت على اليمن، ليس منذ بدء العدوان الغاشم فحسب بل منذ سنين ،…مدركا وواعيا لخطورة الهيمنة الاقتصادية وأهمية الاعتماد على قدرات اليمن وإمكانياته الاقتصادية والبشرية والطبيعية التي سعى ويسعى المعتدون والغزاة القدامى الجدد ومرتزقتهم إلى الاستحواذ والسيطرة عليها، وفرض الوصاية في القرار والسيادة.
الرئيس الصماد أدرك أن المعركة الاقتصادية التي يشنها العدوان أكثر خطورة حتى من العدوان العسكري،
… وأكد أكثر من مرة أن الاقتصاد اليمني يجب أن يتحرر، وأن لا يظل مرتهنا للسعودية والإمارات ..ومن خلفهما دول الهيمنة الاقتصادية الاستعمارية الأمريكية البريطانية .
الشهيد الرئيس الصماد في كلمته التي ألقاها في الذكرى الثالثة للعدوان أكد على الضائقة الاقتصادية التي خلفها العدوان والحصار وخطوة نقل البنك المركزي قائلا:
العدوان البربري ترافق معه حصار بحري وبري وجوي منع أبسط مقومات الحياة من الدخول إلى الشعب، كما استخدمت فيه كل الوسائل والأساليب القذرة التي فاق النظام السعودي فيها الشياطين، كان أخطرها نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن وما ترتب عليها من معاناة وصلت إلى كل بيت بانقطاع الرواتب لما يقارب العامين، ومع هذه الخطوة قاموا بطبع مئات المليارات دون غطاء أدت إلى ارتفاع أسعار الدولار وانخفاض سعر الريال اليمني؛ مما انعكس على أسعار السلع الأساسية فتضاعفت قيمتها الشرائية بالتزامن مع انقطاع الرواتب.
وخاطب الشعب قائلاً: ومن هنا أيها الشعب ندرك أن معركتنا اليوم، معركتنا في الدفاع عن اليمن واستعادة استقلاله وبناء دولته تعتمد على ركيزتين أساسيتين، الركيزة الأولى هي الدفاع عن الأرض والعرض، وصد المعتدين والغزاة في مختلف الجبهات وحماية كل ذرة من تراب اليمن ومياهه، والركيزة الثانية معركة بناء دولة حقيقية في ظل نظام مؤسسي منضبط بالقوانين الوطنية التي تمثل إرادة الشعب.
وأعلن الرئيس الشهيد في ذلك الخطاب خطته ورؤيته الإستراتيجية في بناء اليمن الجديد معلنا مشروع بناء الدولة، قائلا: وفي ختام العام الثالث للعدوان وبداية العام الرابع للصمود نعلن عن إطلاق مشروع بناء الدولة، وإرساء مبدأ العمل المؤسسي، بالتوازي مع معركة التصدي للعدوان في مختلف الجبهات، مشروع تسنده الجبهات ويسند الجبهات عنوانه وشعاره (يد تحمي ويد تبني) ونحن ننطلق في هذا المشروع نعرف أن الطريق طويل ومحفوف بالتحديات وخاصة في ظل العدوان والحصار ولكن كما كنا بقدر التحدي في جبهات القتال وصمدنا وحطمنا أحلام الغزاة والمحتلين فسنكون بإذن الله بمستوى التحدي على طريق بناء الدولة.
ومشروع بناء الدولة، وإرساء مبدأ العمل المؤسسي، ومحاربة الفساد، يحتاج الكثير من الخطوات والإجراءات
*أولويات وخطوات
ونحن اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من الصمود بعد ثلاثة أعوام من العدوان والحصار تحمّل فيها شعبنا أصناف المعاناة في كل المجالات، وفي مقدمتها الوضع الاقتصادي الصعب، فإننا نؤكد أن هذه المعاناة لم ولن يتحملها شعب من شعوب الأرض وقاساها وتحملها شعبنا اليمني بكل صبر وتحدٍ، مدركاً أن الكرامة والعزة لن تأتي بالتمني، بل بتحمل أصناف المعاناة في سبيل تحقيقها، وهذه المعاناة لا تغيب عن أولوياتنا لبذل أقصى الجهود لرفعها عن شعبنا، سواء من خلال تحسين أداء المؤسسات لتوفير المتاح والممكن من الرواتب أو تقديم المتاح من الخدمات وإصلاح الأوعية الإيرادية، أو من خلال تعاطينا الإيجابي مع أي فرص للسلام .
. وفي سبيل ذلك أمامنا الكثير من الخطوات على كل الأصعدة منها، تفعيل مؤسسات الدولة بكل طاقاتها، وتجاوز الروتين المعتاد لمواكبة التحديات، وتعزيز الصمود والعمل على ترسيخ الوعي الاقتصادي، وتشجيع الجانب الزراعي للاستفادة من أرض اليمن الطيبة في توفير القدر الأدنى من الاكتفاء الذاتي، وعلى الحكومة العمل بوتيرة عالية في هذا المجال، كما نهيب بالإخوة في حكومة الإنقاذ بتجاوز كل الآثار وتقييم الأداء والارتقاء بالأداء والعمل بأقصى الطاقات لمواكبة التحديات وتوفير المتاح من الراتب والخدمات الأساسية خاصة قبل شهر رمضان مع إدراكنا لحجم الصعوبات والتحديات الواقعية التي فرضها العدوان, ولكن إذا امتلكنا الإرادة والعزم والتصميم مستعينين بالله وعشنا حرارة الأحداث فسنحقق الكثير من الإنجازات ونتجاوز الكثير من الصعوبات بإذن الله تعالى.
*دور تكاملي.
وفيما يتعلق بالدور الذي ينبغي أن يقوم به القطاع الخاص في سبيل تعزيز الوضع الاقتصادي والخدمي، بالتعاون مع الدولة في مختلف القطاعات، وكذلك تعزيز سلطة القضاء والأجهزة الرقابية لنشر العدل ومحاربة الفساد.
وفي أكثر من مناسبة، أكد فخامة الرئيس صالح الصماد على أهمية تفعيل الجانب الرقابي واستخدام التكنولوجيا الممكنة للحد من السلبيات الموجودة، والاستفادة من الدراسات والأبحاث العلمية التي لا يجب أن تبقى حبيسة الإدراج لإيجاد أنظمة متطورة ومواكبة للتقدم العلمي الذي وصلت إليه بلدان العالم الأخرى.
وقال” ان ظروف العدوان والحصار خلقت معاناة كبيرة و هو ما يحتم علينا الاعتماد على النفس وإيجاد أنظمة رقابية أكثر فعالية في محاربة الفساد.
آمال وتطلعات
سياسيون، واقتصاديون، أكدوا أن إعلان الرئيس الصماد إطلاق مشروع البناء والتنمية تحت شعار”يد تحمي ويد تبني” عبر عن آمال وتطلعات كل اليمنيين الذين سطروا خلال السنوات الثلاثة الماضية أروع الملاحم البطولية في التصدي لأشرس واعتى عدوان عرفته البشرية في التاريخ المعاصر وقدموا صورة عظيمة عن قوة وصلابة أبناء اليمن في مواجهة التحديات والشدائد..مشيرين إلى إن هذا المشروع الحضاري الكبير القائم على ركيزتي الدفاع عن الوطن وإرساء مبدأ العمل المؤسسي ومحاربة الفساد جدير بان يحظى بالاهتمام اللازم من قبل جماهير الشعب التي عليها ان تلتف بكل قواها مع القيادة السياسية ودعم توجهاتها الطموحة والواعدة في البناء وإقامة دولة قوية ذات سيادة شاملة على كل أراضيها وعلى قرارها الوطني والتخلص من التبعية للخارج والتي كانت طيلة العقود الماضية السبب الرئيسي في الوضع البائس الذي وصل إليه الوطن رغم ما يمتلكه من ثروة بشرية هائلة وبخصائص قلًّما تتوافر في إي شعب أو امة من الأمم الأخرى ولعل العدوان الغاشم وما يفرضه من حصار جائر طيلة الثلاثة الأعوام الماضية قد اظهر تلك السمات والخصائص العظيمة والتي تجلًت في الصمود والثبات الاعجازي الذي أبداه الشعب اليمني في مقارعة كل أنظمة ودول الاستكبار العالمي وقد تكالبوا عليه في لحظة واحدة..
* مواصلة المشوار
يتبقى على الرئيس المشاط والحكومة والمسؤولين والمعنيين بالشأن الاقتصادي، مواصلة المشروع الذي اطلقه فخامة الرئيس الصماد ، والسير على هذه الأفكار والمنهجية الاقتصادية الفذة التي ترتكز على الاعتماد على الذات والتخلص من هيمنة الخارج المتسلط والمتحكم في أرزاقنا وذلك هو المعول عليه بإذن الله، وحتى نحقق جيشاً عظيماً اقتصاداً عظيماً، عنوانه “يمن مزدهر يمن مستقل القرار والسيادة” …. ويقيننا بالنصر المبين،و”نصر من الله وفتح قريب، وبشر المؤمنين”.