الخبر وما وراء الخبر

شجاعة الجيش الإماراتي في الهروب

124

بقلم / حسن الوريث


 

من تابع ذلك الاستقبال الحافل للجنود الإماراتيين الذين فروا من اليمن يظن للوهلة الأولى أن الجيش الإماراتي حرر بيت المقدس أو أنه على الأقل حرر جزره الثلاث من إيران, لكن هذا الاحتفال لم يكن سوى بالهروب من اليمن ومن الجحيم الذي وجدوا أنفسهم فيه.

لقد قال المهرج ضاحي خلفان في تعليقه على ذلك إن الجيش الإماراتي أذهل العالم وهو بالفعل ما حدث, فقد أذهل الجيش الإماراتي العالم ولكن ليس في الشجاعة والإقدام كما هي عادة الجيوش بل في الهروب والفرار من أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية الذين فعلاً أذهلوا العالم بصمودهم وبطولاتهم في مختلف ميادين الشرف والبطولة ولقنوا الجيش الإماراتي والسعودي وغيرهم من المرتزقة دروساً أعتقد أنهم لم ولن ينسوها وسيسجلها التاريخ في أنصع صفحاته, كما سيتم تدريسها في الأكاديميات العسكرية العالمية.

لقد جاء الإماراتيون إلى عدن ومأرب وهم يمتلكون أحدث المدرعات والأسلحة وتغطيهم أحدث الطائرات في العالم وكان يفترض بهم وهم يمتلكون هذه المعدات الحربية والآليات والغطاء الجوي الكثيف أن يحتلوا اليمن من أقصاها إلى أقصاها وفي غمضة عين, على اعتبار ان الجيش اليمني تم تدمير بنيته العسكرية ومعداته وأسلحته ومعسكراته ومواقعه على مدى أشهر طويلة, لكنهم لم يصمدوا لا في عدن التي قالوا أنهم حرروها ولا في مأرب التي حشدوا لها حشداً لم يسبق له مثيل وفاجأهم ابطال اليمن وأجبروهم على الفرار كما تفر الفئران من عدن ومأرب وكل أراضي اليمن, حتى المرتزقة الذين جلبوهم من بلدان كثيرة لم يستطيعوا تحقيق ولو حتى نصر معنوي صغير في أي بقعة من بقاع اليمن.

أعتقد أن على الإماراتيين والسعوديين أن يخجلوا من أنفسهم ويعيدوا حساباتهم ويعرفوا أنهم أمام الشعب اليمني العظيم وجيشه البطل ورجال لجانه الشعبية المجاهدين الأشاوس الذين يدافعون عن بلدهم وحقهم في الحياة, وليس كهؤلاء الذين امتلكوا المال والسلاح وظنوا وبعض الظن إثم أنهم سيحتلون اليمن ويتحكمون في مصيره وقراره, ولعمري فهؤلاء القوم في قمة الغباء ولم يستوعبوا دروس التاريخ جيداً وهذا ما جعلهم يخسرون ويفرون من أمام الجيش اليمني واللجان الشعبية ويخسرون الكثير والكثير, وإذا ما ظلوا مكابرين واستمروا في عدوانهم على اليمن فإن خسارتهم ستكون فادحة وسيجدون أنفسهم في مأزق أكبر من هذا الذي هم فيه الآن وربما لن يجدوا لهم بلداناً تؤويهم لأنهم سيفقدونها بتصرفاتهم الرعناء وغباء حكامها الذين يعبثون بثروات هذه الدول ويبعثرونها يميناً وشمالاً وينفقونها في تمويل الحروب والدمار والقتل في الكثير من الدول العربية والإسلامية وبالتأكيد أن كل هذه الدماء التي سالت بسببهم وبأموالهم ستعود وبالاً عليهم وسيندمون حين لا ينفع الندم.

بالطبع فإن الإماراتيين بهذه الاحتفالات يريدون أن يغطوا على خسائرهم وهزائم جنودهم في اليمن, وربما أنهم يريدون الضحك على شعبهم فقط لأن الناس في العالم يعرفون حقيقة الأمر وأن الجيش الإماراتي هرب من اليمن ولم ينتصر, حتى لو قال ذلك الأحمق المهرج ضاحي خلفان أنهم أذهلوا العالم بشجاعتهم, وحتى لو قال حاكم دبي أن الامارات ستعيد الشرعية المزعومة لليمن, فالواقع هو من يقول, والواقع هو الذي يفرض نفسه, وأنا أقول أن العالم يعرف بالفعل أن الإماراتيين أذهلوا العالم بهروبهم وفرارهم من أرض المعركة.