دماؤنا لن تكون أغلى من دماء رئيسنا
بقلم | أمة الملك الخاشب
«دماؤنا ليست أغلى من دمائكم»
هذا الشعار يجب أن يخلد دائما بخلود مسيرتنا القرآنية التي تخرج منها رجال لا يهابون الموت بل يعشقونه رجال تخرجوا من مدرسة الحسين ومدرسة هيهات منا الذلة ومدرسة ما كره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا وتركوا لمن خلفهم مدرسة عنوانها دماؤنا لن تكون أغلى من دمائكم ليظل عبق هذا الشعار يتردد لننتهل منه نحن والأجيال القادمة حتى يضحي نبراسا مضيئا يستدل به كل التائهين وكل من لا زالوا في غفلتهم يعمهون
شعار سجلته الدماء الطاهرة لتشهد على صدقه منذ أن انطلق من لسان قائله رئيسنا الشهيد الذي آلمنا فراقه وأوجعنا رحيله ولولا عزاؤنا أنه في مقعد صدق عند مليك مقتدر لما انطفأت حرارة الألم ولما طاب الجرح وما اندملت الجراح الغائرة في كل قلب حر صادق
شعار صرخ به رئيسنا_الشهيد ولم يكن شعاراً زائفاً أو شعاراً غرضه الشهرة أو غرضه فقط الاستعراض الإعلامي وحب الظهور بل كان شعارا نابعاً من قلب مخلص عبّد نفسه لله ووهبها لله فعرف معنى العشق للذات الإلهية وذاق حلاوة القرب من الله وحلاوة مناجاته والشوق له في وقت كانت كل الدنيا تجري وراءه فلم تغره الدنيا ولم يعمل على استغلال منصبه لتحقيق مطامع شخصية له أو لمكّون أنصار الله الذي كان يعتبر أحد أهم قياداتهم
الصماد لم يكن رجلا متكبرا يصنع حاجزا بينه وبين الناس كما يصنع بعض المسؤولين وبعض المشرفين الذين تناسوا أنهم ما وضعوا في أماكنهم إلاّ لخدمة الناس وإن شعروا يوما بتذمرهم من الناس وبعجزهم عن إنصافهم فما عليهم إلا ترك أماكنهم لغيرهم وعليهم ان يكونوا مثل الصماد في تواضعهم وينزلو يتفقدوا الناس ويزورونهم ويقتربون منهم
مشروع بناء الدولة الذي وضعه الصماد ودعا له كشف عن عقلية مستقلة مستمدة كل تحركاتها من القرآن الكريم
شخصية يستحيل أن تخضع أو تركع لغير الله مهما كان جبروته وطغيانه شخصية تتحرك وفق آية “أشداء على الكفار رحماء بينهم” وضمن آية:” أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين”
وآية “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم”
فللأسف عرفه العدو وعرف قيمته أكثر من بعض الحمقى من قاصري النظر الموجودين في الداخل
فلماذا تم استهداف الصماد بنفسه ولم تتم محاولة استهداف أحد وزراء الانقاذ أو حتى رئيس وزرائهم قليل الإنجاز
جميع الأحرار زادوا شوقا للجبهات واستمدوا من مدرسة الصماد الخالدة دروسا خالدة سيعلمونها للأجيال القادمة وتنهل منها الأجيال وهو يقول: دماؤنا لن تكون أغلى من دمائكم
فهذا الشعار يجب أن يظل خالدا في صفحات التاريخ وتتعلم منه الأجيال القادمة معاني التضحية في سبيل الله لأجل أن يكون الوطن عزيزا شامخا
الصماد الرجل القرآني الذي حكم اليمن في أحرج اللحظات وأشدها وكان يطعن من ظهره حتى من حلفائه وممن حوله ولكن التسامح والعفو كان من أبرز سماته
نحن يا رئيسنا الشهيد نقولها وبكل صدق: دماؤنا يا سيدي لن تكون أغلى من دمك الطاهر ولسان حال كل الأحرار من تحركوا في مسيرة البنادق وهم يعلمون أنهم ربما سيدفعون حياتهم ثمنا للوفاء الذي خرجوا لأجله
لسان حال كل الأبطال في الجبهات بعد استشهادك يقول دماؤنا ليست أغلى من دماء رئيسنا وتجدهم يزمجرون كما الأسود ويهاجمون العدو وهم لا يهابون الموت ولكن حرارة استشهاد رئيسهم المغدور أوقدت شعلة جديدة في أعماقهم لن تنطفئ إلا بأحد شيئين إما النصر أو الشهادة وبإذن الله نصر من الله وفتح قريب
ودماؤنا لن تكون أغلى من دماء رئيسنا
وليت كل مسؤول في الدولة يرفع هذا الشعار قولا وعملا ويتحرك بكل اخلاص لا يهاب أحداً لكانت النتيجة لا يتخيلها حتى العدو نفسه.