لماذا اغتالوا الرئيس الصماد؟
بقلم | أمين النهمي
منذُ تحمله مسؤولية قيادة البلاد، ظل فخامة الرئيس الشهيد صالح الصماد كابوساً يقض مضاجع العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، وجعلهم يعيشون في حالة هستيريا وقلق دائم؛ من خلال خطاباته القوية وأفعاله الصادقة التي ترجمها ميدانيا في جبهات العز وميادين الكرامة، والتي كان لها الأثر القوي والفاعل في إلحاق الهزائم والخسائر في صفوف العدوان، ورفع معنويات المجاهدين من أبطال الجيش واللجان الشعبية.
لم يعبأ الرئيس الشهيد لتهديدات العدوان الذي وضع اسمه في الترتيب الثاني بقائمة المطلوبين لأهدافه بعد قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، واعلن العدوان عن مكافأة بملايين الدولارات لمن يدلي بمعلومات دقيقة عن المطلوبين اغتيالهم؛ فتجده في أيام الأعياد والمناسبات، يقوم بزيارة الجبهات الأشد ضراوة، ويظهر شامخا في الصفوف الأمامية وخطوط التماس، جنبا إلى جنب مع رجال الرجال، بائعا نفسه لله، ومحتقرا كل مناصب الدنيا أمام المجاهدين؛ ويطلق كلماته الحسينية المزلزلة لأركان العدوان، والمدوية في الآفاق ألقا ووقودا لاجتراح الانتصارات العظيمة “ليست جوارحنا أغلى من جوارحكم”، و”مسح الغبار من نعال المجاهدين أشرف من مناصب الدنيا”، وليست هذه المواقف الفذة غريبة على رجل تربى على القران وثقافته، ونهل معارفه من معين آل محمد.
وبرغم الفترة الزمنية القصيرة التي تولى فيها الرئيس الشهيد قيادة البلاد، فقد وحّدَ اليمنيين على قلب رجل واحد لمواجهة العدوان بكل الوسائل والإمكانات، وشهدت المؤسسة العسكرية في عهده نقلة نوعية كبيرة، وتقدما ملحوظا، وانجازات عظيمة ومفاجئة في التصنيع الحربي، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر الطائرات المسيّرة، والمنظومات البالستية المتعددة والمتنوعة، والتي كان لها عظيم الأثر في تغيير معادلة المواجهة وموازين القتال، وانتقال اليمن من معركة الردع إلى كسر العظم، ومن الضربات البالستية الآحادية إلى دفعات.
في احتفالية الذكرى الثالثة لمواجهة العدوان، ومن ميدان الصمود والتحدي (السبعين) وجّه الرئيس الشهيد رسالة نارية شديدة اللهجة لقوى العدوان، مفادها “هذه الصواريخ … هي رسل سلام مشرّف …. اوقفوا غاراتكم نوقف صواريخنا”، فيما كان الخطاب الذي ألقاه قبل استشهاده بعشرة أيام في محافظة ذمار هو الأكثر دوياً ووجعاً وإزهاقاً لقوى العدوان؛ والذي قال فيه “بإن هذا العام سيكون عاما بالستيا بامتياز”، الأمر الذي ترجمته القوة الصاروخية إلى إرسال البالستيات المخترقة لأنظمة الباتريوث الأمريكية، والمحققة أهدافها بدقة عالية.
قوى العدوان يعرفون من هو الرئيس الصماد، ولذلك سعوا بكل الوسائل، وحاولوا مرارا اغتياله في القصر الرئاسي الذي تم قصفه بعدد من الغارات، وفي الجوف وغيرها، فهو الذي أفشل كل رهاناتهم.
رحمك الله أبا الفضل، عشت عظيما مهابا، ومت خالدا، ولن يمروووا، فدمك الطاهر سيجرف عروش مسوخ الخليج، “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.