مجزرة حجة، ونفاق المجتمع الدولي”
بقلم | أمين النهمي
تصعيد عدواني، ومنجز وحشي جديد، يضاف إلى رصيده الحافل بالإجرام المستمر، انسلخت منه كل قيم الإنسانية في مجزرة بشعة، وتحول فيها الفرح إلى مأتم، وساحة إبادة جماعية ممتلئة بالأشلاء المتناثرة، ضحاياها عشرات الشهداء والجرحى، ارتكبها العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي يوم أمس بمنطقة بني قيس محافظة حجة، على الرغم من تواجد لجنة خبراء الأمم المتحدة في صنعاء، وعلى مرأى ومسمع العالم .
هذه المجزرة البربرية الفضيعة، ليست الأولى فقد سبقتها مجازر مماثلة في الوحشية والإجرام ومنها على سبيل المثال لا الحصر “مجزرة عرس سنبان في محافظة ذمار، وحفل عرس للنساء في المخا، ومجزرة عزاء الصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء، ومجزرة عزاء بمنطقة خب والشعف في محافظة الجوف، واستهداف عزأء للنساء في منطقة أرحب بمحافظة صنعاء، وغيرها من الجرائم التي يمعن العدوان في ارتكابها. بصورة مستمرة.
فبعد أن وصل هذا العدوان إلى مرحلة اليأس من تحقيق أي انتصار، في عدوانه على الشعب اليمني الذي دخل عامه الرابع، وفي الوقت الذي يتلقى الهزائم المتتالية والخسائر الباهضة على أيدي رجال الرجال في جبهات العزة وميادين الكرامة، يلجأ إلى استهداف المدنيين وقتل النساء والأطفال، الأمر الذي يكشف حالة التخبط والفشل والهستيريا التي يعاني منها العدوان السعودي الأمريكي.
كما إن صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان تجاه مثل هذه الجرائم؛ يكشف عن الوجه القبيح، والدور المفضوح، والتضليل الإعلامي، والمعايير المختلة والمزدوجة التي تحكم المشهد الدولي، فنراه يستنفر غضبا ويشن عدوانا ثلاثيا ظالما لمجرد فبركة كيميائية كاذبة في سوريا، ويدين استهداف المملكة بالصواريخ اليمنية، ويتفنن في غض الطرف عن كل مجازر العدوان ضد الشعب اليمني.
دور مشبوه ونفاق أممي ودولي يميل باتجاه البترودولار، ومنظمات إنسانية لاتحرك ساكنا، وتصم أذنيها تجاه جرائم العدوان السعودي، بل يصل بها الأمر إلى مكافأة مملكة الشر، ومنحها رئاسة المجلس الدولي لحقوق الإنسان، وهو ما يبيّن الدور التكاملي لهذه المنظمات مع العدوان.
ولذلك نحن لانراهن على المجتمع الدولي، ورهاننا على الله وحده، لن نستسلم، ولن تنالوا من عزتنا وكرامتنا، وستبقى مجزرة حجة وصمة عار في جبين الإنسانية، وستلاحق المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية وكل من شارك فيها بفعل أو بصمت لعنتها وتبعاتها إلى يوم القيامة.
وداعا إلى الله أيها الصماد
أيهذا الشهيد الذي أنت أطول من قامة المجد، وسلام عليك أيها الشهيد الرئيس يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.