الخبر وما وراء الخبر

الهوية الإسلامية في مشروع الشهيد القائد

62

بقلم | ابراهيم الخطيب

الخطاب التنويري والتجديدي للشهيد القائد ارتكز على إحياء الهوية الإسلامية وانتشالها من براثن الخنوع والضياع , واستطاع الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه أن يقوم بدور القائد الروحي في حياة الأمة العربية –الإسلامية رغم طغيان الكثير من عوامل الهدم والاستهتار وتسّلط أنظمة ظاهرها عروبي – قومي وجوهرها أمريكي – إسرائيلي كحال معظم الأنظمة العربية وخاصة الخليجية التي أسهمت بشكل مباشر في تغلغل مشاريع دول الاستكبار والهيمنة.

وخلال مسيرة العطاء والبذل والتضحية التي جسدها الشهيد القائد كان الأمل في تجديد الهوية الإيمانية وخلق واقع جديد من رحم المعاناة والاضطهاد هو العامل الأساسي في نجاح المشروع التنويري القرآني الذي لولاه لكانت الأمة الإسلامية تعاني الويلات من تسلط الطغاة والظالمين ,كون مسألة الهوية هي من أهم الإشكاليات التي نواجهها كعرب ومسلمين.

ويأتي التساؤل حول ماهية الهوية ؟ هل هي الانتماء العرقي ام القومي ومن خلال منهج الشهيد القائد نستطيع تحديد ملامح هذه الهوية بأنها الانتماء الحضاري والثقافي والفكري والتاريخي والديني وإن الإنسان المسلم في كل الأقطار يجب عليه ان يتجاوز واقعه العرقي ومحيطه القومي إلى الأفق الإيماني الشامل وقد حذر الشهيد القائد من محاولات الغرب والاستكبار العالمي تفريغ كيان الفرد العربي –المسلم من هويته وانتمائه الحقيقي عن طريق الاختراق الثقافي من خلال تشويه الموروث الثقافي المشكل لهذا الكيان والشخصية الفرد وجعله منبوذاً لدى الشخصية المعاصرة التي يجب أن تكون وفق معايير فكر العولمة وتصوير الثقافة الغربية بأننا الأفضل والأمثل للشخصية الحضارية المعاصرة.

وبالتأكيد أن هذا الاختراق كما يؤكد الشهيد القائد يهدف إلى تحقيق السيطرة واستعمار المنطقة ونهب ثرواتها، والاستفادة من موقعها الاستراتيجي , وهذا الهدف لم يكن ليتحقق إلا في ظل خلخلة مفهوم الانتماء الديني والحضاري واستبدل هذا المفهوم بأفكار مهجنة وغير قادرة على مقاومة الهجمة الاستعمارية.

إذاً نستنتج من وحي دروس الشهيد القائد حسين بد الدين الحوثي بضرورة العودة إلى الذات الحضارية – الإسلامية وضرورة وجود نظام سياسي مقاوم متسلح بثقافة المقاومة بعيداً عن العمالة والارتهان، يقوم بوضع الخطط والبرامج الثقافية والتوعوية لتأصيل الهوية الحقيقية للأمة وتحصين المجتمع المسلم وأهمية قيام النخبة الثقافية المقاومة بواجبها في تحصين أجيال الأمة العربية الإسلامية والتصدي لهجمات الحرب الناعمة التي تستهدف أجيال العروبة والإسلام.