خبير أمريكي لا يستبعد انهيار مفاعل ديمونا “الاسرائيلي” لعيوب خطرة في عمله
أفادت صحيفة (هآرتس) العبريّة، نقلاً عن مصادر “إسرائيليّة” وصفتها بأنّها رفيعة المُستوى، أنّ مراقبَ الدولة العبريّة القاضي يوسف شابيرا قدّم إلى الجهات المختصة قبل أسبوعين تقريراً سرياً شدّدّ فيه على وجود عيوب خطرة تمّ اكتشافها في عمل مفاعل ديمونا النوويّ “الإسرائيليّ”، وفي شركة “روتم” للصناعات التابعة لهذا المفاعل.
وبحسب المصادر عينها، فإنّ مراقب الدولة لا ينوي الكشف عن مضمون التقرير أوْ عن أجزاء منه. وجديرُ بالذكر أنّ القانون “الإسرائيليّ” يسمح بإمكانيّة عدم عرض التقرير على الكنيست ويتيح لعضوي كنيست فقط إمكان الاطلاع عليه، وهما رئيسة لجنة مراقبة الدولة كارين إلهرار ورئيس لجنة الخارجية والأمن تساحي هنغبي وكلاهما من حزب “الليكود” الحاكم بقيادة رئيس الوزراء، بنامين نتنياهو.
ولفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّ المسؤول عن أمن المعلومات في وزارة الأمن “الإسرائيلية” يُعارض هو الآخر نشر أي أنباء أو تقارير تتعلق بعمل المفاعل النووي في “ديمونا” والمنشأة النووية في “ناحل سوريك”، الأمر الذي يسمح لديوان رئيس الوزراء “الإسرائيليّ” بفرض تعتيم على تقرير مراقب الدولة هذا. وقال مصدر اطلع على مضمون التقرير للصحيفة إنّ معظمه لا يتعلق بأمن الدولة، وإنمّا بالإدارة السليمة وأداء المسؤولين.
بالإضافة إلى ذلك، قالت الصحيفة العبريّة، إنّه وصلت إليها معلومات تُفيد بأنّ ديوان المراقب عمل على إعداد هذا التقرير على مدار أربع سنوات وتركز في عملية خصخصة بعض نشاطات المفاعل وبيع منتجات حماية في المفاعل إلى شركة خاصة من دون نشر مناقصة. وخلُصت الصحيفة إلى القول إنّ ديوان مُراقب الدولة العبريّة رفض التعقيب على النبأ الذي أوردته.
جدير بالذكر أنّ مفاعل (ديمونا) في صحراء النقب هو حجر الأساس في النشاط النووي “الإسرائيلي” واستخدم منذ إنشائه لتخصيب اليورانيوم المستخدم في الأسلحة النووية، ولكنّ هذا المفاعل أصبح اليوم يشكل خطراً كبيراً على المنطقة بأسرها. حيث تشير التقارير “الإسرائيليّة” إلى أنّ البنية المعدنية التي تغلف مفاعل ديمونا تآكلتْ بسب مستوى الإشعاعات العالي، وذلك حسب الخبير النووي الأمريكي هارولد هاو، الذي لم يستبعد حدوث انهيار في المفاعل في أية لحظة.
علاوة على ذلك، قام الخبير الأمريكيّ بإعداد تقريره بعد حصوله على وثائق من داخل المفاعل وكذلك صور التقطتها طائرة تجسس روسية في العام 1985 تعطي دلالات على حدوث تسرب إشعاعات كبير، وقارن بين غياب المساحات الخضراء التي تلاشت من المنطقة المحيطة بالمفاعل وبين ظاهرة مماثلة في منطقة محطة هانفورد النووية القريبة من واشنطن حيث غابت المساحات الخضراء. وسارعت واشنطن عقب ذلك إلى إغلاق المفاعل وأنفقت مليارات الدولارات من أجل إزالة التلوث الذي أصاب المنطقة المحيطة بالمحطة النووية.
وقبل هارولد حاول الخبير النووي “الإسرائيلي” مردخاي فعنونو، قبل أنْ تختطفه وحدة خاصة من الموساد من روما، حاول أنْ يُحذّر من خطر السلاح النووي “الإسرائيلي” عندما كشف لصحيفة (صنداي تايمز) البريطانيّة معلومات سريّة عن البرنامج النووي “الإسرائيلي” أُتيح له الاطلاع عليها خلال عمله كتقني في مفاعل ديمونا حيث أكد أنّ “إسرائيل” تمتلك ما لا يقل عن 200 رأس نووي صنعت في ديمونا من البلوتونيوم.
وما يؤكد معلومات فعنونو شدة العقوبة التي حكم بها حيث صدر حكم بسجنه العام 1986 لمدة 18 سنة، وظل رهين السجن الانفرادي حتى العام 2004. ولم تكتف “إسرائيل” بتلويث النقب والأراضي المحيطة بها عبر مفاعل ديمونا، بل إنّها وسَّعت نشاطاتها إلى البحر المتوسط.
وقد وجهت إحدى الدول المتوسطية تحذيراً مباشراً “لإسرائيل” للحدّ من نشاطاتها النووية وخصوصاً نشاطات غواصاتها النووية كما وجهت الدولة نفسها تحذيراً غير مباشر عبر واشنطن التي كلفت البنتاغون بدراسة التحذير، وقد توصل في تقرير له إلى أنّ “إسرائيل” تلجأ إلى المياه الدولية في المتوسط لممارسة أنشطة يعتقد أنها تتصل بأنشطة نووية يمكن أن تكون متطورة، وأنّ غواصات “إسرائيليّة” مجهزة بصواريخ يتم التدرب عليها، وأنّ هناك أسلحة على متن الغواصات لا يتم استخدامها إطلاقاً.
*متابعات