الخيارات الإستراتيجية.. ثمرة الصبر الاستراتيجي
بقلم / علي جاحر
المألوف والمعروف أن تكون نتيجة العدوان والحصار جوا وبرا وبحرا ولمدة طويلة تتجاوز السبعة أشهر من قبل تحالف إقليمي يقف خلفه دعم دولي وصمت عالمي غير مسبوق على دولة صغيرة وفقيرة مثل اليمن، هي انهيار واستسلام الدولة الفقيرة تلك.
لكن قف من فضلك.! أنت في اليمن، أنت أمام شعب اليمن، وحين نقول اليمن وشعب اليمن يكون المقصود الحكمة والإيمان والقوة والشجاعة والصمود والتحدي والانتصار، وهو ما يفسر بكل بساطة اللغز الذي لا يزال يحير أقطاب النظام العالمي والمراقبين والمحللين في كل الأروقة السياسية والعسكرية بعد ما يناهز الثمانية أشهر من العدوان والحصار المستمرين على اليمن، وهو التساؤل القائل : لماذا نجد اليمنيين جيشا وشعبا بعد هذه الفترة الصعبة وهذا الاستهداف الكبير أقوى واشد وأكثر حماسا وتقدما في الميدان رغم أن النتيجة يفترض أن تكون العكس.؟!
الصبر الاستراتيجي الذي اتخذه اليمنيون أساسا رئيسيا منذ بدء العدوان أثمر الخيارات الإستراتيجية، والصبر الاستراتيجي الذي كان محل سخرية البعض هو استراتيجية الفقير في مواجهة الغني والقليل في مواجهة الكثير والخفيف في مواجهة الثقيل،
الآن وفي الوقت الذي أصبح العدوان وأدواته في حالة من الإنهاك والتخبط والتفكك والتناحر والإرباك، يبدو الشعب اليمني وجيشه في قمة التجلي والاستعداد والتماسك وفي مبتدأ التحرك الجاد الاستراتيجي، لنقيم الجبهات مثلا سواء جبهات العدوان في الداخل أو جبهات ما وراء الحدود، ونقارن أداء أبطال اليمن في منتصف فترة العدوان مثلا وأداءهم اليوم، سنكتشف إننا لا نزال نقطف ثمار الصبر الاستراتيجي والصمود الأسطوري الذي أذهل العالم، وسنجد أنفسنا اليوم أصبحنا أقوى من ذي قبل وأكثر استعدادا للصمود والمواجهة والمبادرة.
سيطرة أبطال الجيش واللجان على الربوعة هزت الأرض من تحت العدوان وجعلته يضرب أخماساً في أسداس وهو عاجز بكل إمكانياته الجوية والبرية والبحرية من الصمود أمام أبطال يحملون أكفانهم على أكتافهم مع سلاحهم ويمتلكون الأرض ويخضعونها لسيطرة أقدامهم التي لا تهتز ولا تتراجع.
وفي تعز التي يتحدث العدو كل يوم عن اقتراب ما يسميه ” تحريرها ” اختلفت الوقائع على الأرض بعد تقدم الجيش واللجان الشعبية في كل الجبهات ومبادرتهم فتح جبهات جديدة والتقدم من أكثر من جهة جديدة لم تكن بحسبان العدوان ومرتزقته، وبدت تعز خلال أيام قليلة مضت عصية برجالها ورجال الجيش واللجان على ما حشد العدوان ومرتزقته.
أما في مارب التي انقضى الشهر الثالث وسينقضي الرابع قريبا وهي تشوي قوات الغزو ومرتزقته وتضرب أروع الملاحم، فإنها اليوم تفتح صدرها لأبنائها الشرفاء وأبطال الجيش واللجان الشعبية ليحققوا انتصارات كبرى كان آخرها أمس وأول أمس، كما أن صحن الجن وان سيطرت عليه قوات الغزو ومرتزقتهم يقول أنهم لم ولن يسيطروا على الجن ولم يستطيعوا أن يستقروا فوق سطحه الحامي ” الساخن ” دون أن يصبحوا والياتهم كتلا محترقة، وأمس خير شاهد.
أما العدوان بتحالفاته فأصبح اليوم في حالة يرثى لها من الضعف والتفكك والتشظي والتخبط، مناطق الجنوب التي احتلها العدوان تحت شعار ما يسميه ” تحريرها وإعادة الشرعية ” أصبحت تحت سيطرة داعش والقاعدة، والعصابة الهاربة في الرياض والتي يسمونها ” الشرعية ” تغرق في صراعاتها، ودول تحالف العدوان تضرب بعضها بعضا في اليمن كالإمارات التي هربت من اليمن بعد صراع مع السعودية وصل إلى حدود قصوى، إضافة إلى أن ثمة متغيرات تجعل العدوان عاجزا عن مواجهة اليمنيين.
ولذا فان اصغر وابسط يمني اليوم يرى ملامح النصر تلوح في كل أفق.