الخبر وما وراء الخبر

قادمون.. يا قرن الشيطان

46

بقلم | علي الدرواني

“قادمون في العام الرابع، بمنظوماتنا الصاروخية المتطورة والمتنوعة التي تخترق كل وسائل الحماية الأمريكية وغير الأمريكية، قادمون في العام الرابع بطائراتنا المسيرة التي هي على مدى بعيد”.

هكذا ختم قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي خطابه عشية الذكرى الثالثة للعدوان السعودي الأمريكي مدشنا عاما رابعا من الصمود، لا يزال الجميع يتذكر تلك العبارات وبسمة القائد التي ارتسمت على وجهه كعلامة للثقة والاطمئنان.

وبعد اقل من ثلاث ساعات كانت القوة الصاروخية قد اوفت بالشق الخاص بها من هذا الوعد وارسلت دفعة صواريخ من طراز بركان 2اتش على أهداف في العاصمة الرياض، بالإضافة الى دفعة من صواريخ بدر1 الى أهداف استراتيجية في جيزان ونجران، لتتواصل بعدها الضربات الباليستية بشكل شبه يومي، وتتوج اليوم بقصف أهداف تقصف لأول مرة، حيث توجهت دفعة من صواريخ بركان 2 اتش إلى وزارة الدفاع السعودية في الرياض وأهداف أخرى، فيما اتجهت مجموعة من صواريخ بدر1 لتضرب أهدافا اقتصادية كمبنى توزيع ارامكو في نجران ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية في جيزان، وغيرها من الأهداف، ليصبح هذا العام عاما باليستيا بامتياز كما وصفه الرئيس صالح الصماد.

القوات الجوية وسلاح الجو المسيّر من جهتها وخلال اقل من شهر اوفت بوعد القائد، وأعلنت اليوم عن تفعيل الطائرات المسيّرة، وفي تطور نوعي مهم بإطار الرد على العدوان السعودي المستمر منذ أربع سنوات، يعلن سلاح الجو المسيّر عن عمليتين نوعيتين منفصلتين ومتزامنتين بواسطة طائرات مسيرة من طراز قاصف 1 التي صنعت وطورت محليا وازيح عنها الستار أواخر فبراير من العام الماضي .

وحسب تأكيدات مصدر عسكري فإن هاتين العمليتين حققتا إصابات مباشرة في أهداف استراتيجية للعدو في عمق أراضيه الأولى ضربت مطار ابها الاقليمي في عسير والثانية ضربت شركة ارامكو في جيزان.

ولم تمض ساعات حتى جاءت الاعترافات نقلا عن مطار أبها الإقليمي الذي أكد توقف المطار عن الحركة دون الإشارة إلى الأسباب فيما تداول المواطنون تغريدات تؤكد سماع دوي انفجار كبير في مطار أبها وزيارة تفقدية لأمير عسير أكدت وقوع الضربة.

وبالإضافة الى الانجار الذي حققته قاصف واحد في مدة التحليق وقطع المسافة من الأراضي اليمنية للوصول الى العمق السعودي فإن أهمية العمليتين تكمن أيضا في تجاوز تحصينات أجهزة الرصد والاستشعار والتجهيزات الدفاعية الجوية المتطورة التي تتباهى بها قيادات العدوان.

عمليات الطائرات المسيرة في العمق السعودي حسب الخبراء العسكريين ستضع خطوطا جديدة في المعادلة العسكرية القائمة وترفع حالة التهديد للعدو وتوسع بنك الأهداف في مساحة واسعة ما يفرض على قيادة العدوان إعادة النظر في الخطط العسكرية الهجومية والدفاعية على حد سواء بسبب ما تتميز به الطائرات بدون طيار من مرونة في الحركة والقدرة على المناورة واختراق المنظومات الدفاعية والاستطلاع لكشف مواقع العدو وأهدافه الحيوية .

طائرة “قاصف واحد” بمداها الذي يصل الى 150 كيلومترا ، وتحليقها لزمن يمتد الى ساعتين كاملتين تعد إضافة مهمة في الميداني العسكري، حيث ستكون قادرة ليس فقط على استهداف خطوط التماس مع قوات العدو، بل تتعداها الى تجمعات العدو في الخطوط الخلفية وطرق الإمداد ، وكل تحركات العدو ستكون تحت العين اليمنية.

يضاف هذا الانجاز النوعي لسلاح الجو المسير الى جانب انجازات القوة الصاروخية التي وصلت بيدها الضاربة الى عاصمة قرن الشيطان الرياض، الى جانب قوات الدفاع الجوي المستمرة في التطوير والإبداع ، لا سيما مع الاستراتيجية الجديدة التي تحدث عنها الرئيس الصماد بجعل العام الرابع عاما بالستيا بامتياز، والتوعد بأن تستقبل المواقع الاستراتيجية السعودية الصواريخ اليمنية كل يوم مهما حشدت من المنظومات الدفاعية، لتشكل هذه الوحدات معا مثلث ردع سيغير موازين المعركة .