الخبر وما وراء الخبر

السيد نصر الله: العدوان الاسرائيلي على سوريا حادثة مفصلية وترامب مأزوم بإدارة مرتبكة

52

أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تأييد حزب الله الشعبي والسياسي والجماهيري لكل من لائحة وحدة بيروت في الدائرة الثانية بيروت في الانتخابات النيابية المقبلة والمتشكلة من حركة امل وجمعية المشاريع الاسلامية والتيار الوطني الحر وحزب الله وشخصيات سياسية مرموقة من اهل بيروت. واضاف “حزب الله يعلن تأييد ودعم لائحة الوفاق الوطني في دائرة بعبدا والمؤلفة من حركة امل والتيار الوطني الحر والحزب الديمقراطي اللبناني وحزب الله”.

وقال السيد نصر الله في كلمة له خلال مهرجان انتخابي الجمعة في باحة عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت إن “في بيروت هناك فئات شعبية واسعة وكبيرة من حقها الطبيعي ان تتمثل في المجلس النيابي ليعبروا عن اراداتهم ومصالحهم ومصالح كل بيروت واهلها”، وتابع “في القانون الاكثري هذه الفرصة كانت ضعيفة ولكن اليوم القانون النسبي فتح المجال بكل الدوائر”، واوضح “لذلك على الاحزاب الكبيرة التسليم بإمكانية حصول فوز للوائح الاخرى سواء في بيروت وغيرها”، ولفت الى ان “هدف هذه اللائحة في بيروت هو هذا التمثيل المرتجى وليس الهدف اي شيء آخر”.

وشدد السيد نصر الله على ان “هذه اللائحة لا تخوض الانتخابات النيابية من اجل مصادرة قرار بيروت كما تدعي لائحة المستقبل وهي تتهم هذه اللائحة بالتحديد كما بقية اللوائح”، وأكد ان “هذا غير صحيح والهدف ليس مصادرة قرار بيروت لان هناك اناس من بيروت ابا عن جد ومن حقهم التمثيل في بيروت، ومن ينتخب لائحة وحدة بيروت او غيرها هم اهل بيروت والمسجلين على لوائح الشطب فيها”.

وتابع السيد نصر الله “يجب التنبيه ان بيروت هي عاصمة لبنان ويجب ان لا تفقد هذه الميزة وهي يجب ان تحتضن كل اللبنانيين وتختصر بتركيبتها كل لبنان واللبنانيين فيها من كل المذاهب والطوائف”، واضاف “بيروت هي خلاصة لبنان ورمز وعنوان لبنان والتعبير الصادق عن التكوين والتركيب اللبناني وهذه الخصوصية لبيروت تعني انه لا يجوز لاي حركة او تيار او زعامة ان تختصر بيروت بلونها الخاص ويجب ان يبقى لون بيروت لون لبنان وشعبه ويجب ان يشعر الجميع في بيروت انهم امام فرصة حقيقية ليتمثلوا”.

واشار السيد نصر الله الى ان “من العناوين المطروحة بقوة هوية بيروت والحفاظ عليها، نعم هناك معركة حول هوية بيروت والبعض تجاوز مرحلة ماذا قدم لبيروت خلال تمثيلها كل الفترة الماضية وبالتحديد تيار المستقبل، تجاوز كل ذلك ليذهب الى معركة شد العصب والقول إن هوية بيروت عربية والحديث عن العروبة ضد المشروع الفارسي”، وتابع “برأيهم كل من في هذه اللائحة وغيرها ومن يؤيدهم هم في المشروع الفارسي”.

وقال السيد نصر الله “اذا كانت العروبة تعني من يحملون القضايا الامة والشعوب العربية وآمالهم وهمومهم في الحرية والاستقلال وعدم التبعية والخضوع للمحتلين والمستكبرين وفي الشرف والشهامة والهمة وعدم الخضوع والقبول بالذل فنحن مع الحفاظ على هذه العروبة”، واضاف “لكن اليوم دول تدمر ومحرمات تستباح ولا احد يتحرك فاذا كانت العروبة بهذه المعنى انا اسال عن اي عروبة تريدون ان تدعونا اليها هل هي بالخضوع والتبعية للاستكبار وخوض معاركها بالنيابة وهل هي بالتخلي عن فلسطين وشعبها وعن المقدسات؟”.

وسأل السيد نصر الله “هل العروبة في ايجاد نسخة مظلمة عن الاسلام وشن حرب على اليمن وتدمير العراق وسوريا ولبنان؟”، واكد “ليست هذه عروبة بيروت التي كانت تحمل القضايا العربية وعنوانها الحقيقي احتضان القضية الفلسطينية وعنوان المقاومة والرصاصات الاولى للمقاومة اللبنانية انطلقت في شوارع بيروت”، وشدد على انه “لا يجوز لاحد ان يذهب لخطاب طائفي ويجب الحفاظ على نسيج بيروت الاجتماعي ولتكن المنافسة على خدمة بيروت واهلها”، وتابع “جزء كبير من اهل بيروت يسكنون خارجها نتيجة جشع التجار واعتبارات اقتصادية وهذه من اهم قضايا بيروت التي يجب ان يفكَّر في حلول لها”.

وأكد السيد حسن نصر الله ان “أصبح اسم الضاحية موازيا لكل ما هو شرف ومقاومة وإباء وصمود”، وتابع “عليكم تقبل الضاحية واحترامها”، واضاف “اليوم نحن أحوج ما نكون كلبنانيين الى التلاقي خصوصا بين القوى السياسية التي تتفق استراتيجيا، لذلك بعد الانتخابات يجب ان نسعى جميعا لان نجد حلولا لكل الخلافات السياسية القائمة اليوم ويجب على الجميع التواصل مع بعضهم البعض”، ولفت الى انه “في عام 2006 وعلى مقربة من عين الرمانة في كنيسة مار مخايل التقينا مع الرئيس عون ووقعنا تفاهما بني عليه استحقاقات كثيرة”، وأشار الى ان “من هذه التجربة الطويلة في بعبدا يجب على القاعدة الشعبية ان تفهم ان التلاقي والتفاهم معرفة ان ذلك لا يعني اننا اصبحنا حزبا واحدا وانما نحن نتفق على الكثير من القضايا الاساسية”، واوضح “اليوم الاتفاق في بعبدا وبيروت هو حرص على الاتفاق السياسي اكثر منه تحالف انتخابي، ونحن اصرينا على ذلك لتأكيد التحالف السياسي”.

وقال السيد حسن نصر الله إن “في كثير من البرامج السياسية والانتخابية هناك الكثير من القواسم المشتركة منها محاربة الفساج وغيرها، ومن هنا نريد ان اؤكد ان يكون هناك لدى كل اللبنانيين بعدم الاستماع الى احد او اي مشروع يريد اخذ لبنان الى الحرب الاهلية”، ولفت الى “المحاولة السبهانية عبر احتجاز الرئيس الحريري في الرياض كان الحرب الاهلية والبعض في لبنان كان جاهزا للذهاب الى هذا الخيار، وهذا من اكبر الجرائم وفي السابق تم العمل ايضا على هذا الامر خاصة مع انطلاق الحرب في سوريا”، واوضح “حزب الله كان الفريق القوة العسكرية الاقوى في البلد ومع ذلك رفض الذهاب الى الحرب واصر عدم نقل المعركة لبنان لاننا لا نريد حربا اهلية في لبنان بل نريد عزل البلد عن حروب المنطقة بينما كان البعض كان يصر على جلبه هذا الامر الى الوطن عبر جلب الارهابيين والسيارات المفخخة في مختلف المناطق ويريدون استدراج ردود فعل وحربا اهلية وايضا فتنة لبنانية فلسطينية عبر ارسال انتحاريين فلسطينيين”، وشدد على “ضرورة الوعي الوطني والديني لمواجهة كل المشاريع الفتنوية وما نحتاج اليه ويجب ان يتعزز”.

وعن الوضع في المنطقة، قال السيد حسن نصر الله إن “المنطقة تعيش حالة من القلق نتيجة العدوان الاسرائيلي السافر والفاضح على قاعدة مطار التيفور في ريف حمص واستهدفت قوات ايرانية هناك ما ادى الى استشهاد 7 من ضباط وافراد الحرس واصابة أخرين”، ولفت الى انه “كان هناك تعمد اسرائيلي بالقتل وليس له سابقة منذ 7 سنوات ان تقوم اسرائيل باستهداف قوات الحرس الثوري الاسلامي وقتلهم عمدا”، وتابع “المسؤولون الايرانيون هم الذين سيقررون ماذا سيفعلون ولست في مكان ان أنطق باسمهم”.

واضاف السيد نصر الله “لكن كحزب الله اريد ان اقول للاسرائيليين ما يلي عليكم ان تعرفوا انه بهذا القصف الفاضح انهم ارتكبوا خطأ تاريخيا واقدموا على حماقة كبرى وانهم ادخلوا انفسهم في قتال مباشر مع ايران وهذه الجمهورية ليست دولة صغيرة ولا ضعيفة ولا جبانة وانتم تعرفون ذلك”، وتابع ان “هذه الحادثة مفصلية في المنطقة وما قبلها غير ما بعدها ولا يمكن العبور عنها بشكل عابر فهي مفصل تاريخي، وعندما اقول للاسرائيليين ان تقديركم خاطئ واقول لكم لا تخطئوا التقديم وانتم في مواجهة مباشرة مع الجمورية الاسلامية الايرانية”، وتابع “يجب ان نسجل هنا شهادة للايرانيين كتبوها بالدم، فالاسرائيلي يخاف وجود اعداد قليلة من الحرس الثوري لا يخشى عشرات آلاف من الارهابيين في سوريا بل تتعاون معهم وتساعدهم وتقدم لهم العون”.

وعن تهديدات ترامب لسوريا، قال السيد نصر الله “كلنا ندين استخدام السلاح الكيميائي في اي مكان، لكن ما جرى في دوما مسرحية وهذه معلوماتنا”، وتابع “المنتصر لماذا سيستخدم مثل هذا السلاح؟ المنطق والعقل والادلة تؤكد ذلك”، ولفت الى انه “مع كل انتصار كبير في سوريا يحصل مسرحيات وبدأ يطلق ترامب المواقف والتغريدات على تويتر وانه سيدمر وسيقصف وغيرها، وهنا أقول نحن أمام مشهد جديد من الإستكبار الاميركي حيث يتهم ويحقق ويقرر الاتهام والرغبة بالقصف”، واشار الى انه “من حق الناس في المنطقة والعالم ان يقلقوا بوجود رئيس كترامب لا نفهم ماذا يريد وكيف يفكر وهو شخصية انفعالية تأخذ مواقف غير مدروسة ولديه صفات غريبة، بالاضافة الى وجود إدارة غير منسجمة ومحتارة ومرتكبة ومتخاصمة وليس لديها رؤية استراتيجية لاي شيء”.

واضاف السيد نصر الله “ترامب بالاضافة الى انه انفعالي فهو تاجر ويتصرف بشكل تجاري ويتحدث عن الوظائف والاموال والدولارات”، وتابع “قبل اشهر عندما ذهب الى السعودية كان يفتخر انه حصل على مليارات الدولارات وكذلك عندما استقبل ولي العهد السعودي عندما قال له سنبيعكم اسلحة وسنأخذ الاموال منكم وغيرها من الامثلة”، ولفت الى ان “ترامب يتعاطى بان القوات الاميركية هم من المرتزقة”، واوضح ان “ترامب هو رئيس مأزوم يعاني ويخشى التحقيقات التي تقام بحقه”، ورأى انه “بوجود مثل هذا الرئيس والادارة الاميركية من حق العالم كله ان يقلق”.

وقال السيد نصر الله إن “الاميركي عندما يهدد يفترض ان العالم كله سيخاف وسيركض الناس للاستسلام والبحث عن حلول، ولكن ليعلم العالم كله ان كل هذه التهديدات الترامبية لم ولن تخيف لا سوريا ولا ايران ولا روسيا ولا حركات المقاومة ولا شعوب المنطقة”، وتابع “اليوم هناك قوة كبيرة في المنطقة تأسست على قاعدة انتصارات واسقطت مشاريع كبرى وتملك من الامكانات البشرية والعسكرية ما يمكنها من ان تواجه اعتى الحروب والقوات في العالم”، واضاف “ترامب الآن يهدد ويفكر بالعدوان على محور خارج من مجموعة كبيرة من الانتصارات بينما اميركا خارجة من مجموعة كبيرة من الهزائم في مشاريعها من العراق الى سوريا واليمن وغيرها”.

وأوضح السيد نصر الله “هم لديهم رصيد كبير من الهزائم ونحن لدينا برصيد كبير من الانتصارات، هم لديهم الاطماع بالمال ونحن قدمنا الارواح للحفاظ على الكرامة”، واضاف “النقطة الاهم هنا ان تعرف الادارة الاميركية ان الحرب على المنطقة لن تكون مع انظمة وجيوش المنطقة بقدر ما ستكون مع شعوب المنطقة وفي كل المعارك التي خاضتها اميركا مع الجيوش كانت تنتصر او تهزم لكن في كل المعارك التي خاضتها مع الشعوب كانت تهزم وكانت الجيوش الاميركية تخرج مهزومة من اي بلد تفكر بالاعتداء”.

وختم السيد نصر الله عن الانتخابات النيابية بالقول “لكل من تصل لديه بعض الشهبات السياسية او الدينية نقول من موقعنا الديني والسياسي اذهبوا وانتخبوا بهدوء في الانتخابات لتعزيز السلم الاهلي من اجل وفائكم للوعد والنصر ولدماء الشهداء وللمقاومة ولمستقبل هذا البلد بشعب حر ابي كريم عزيز ولدولة سيدة قوية عزيزة”.

المصدر: موقع المنار