معركة الربوعة عملية نوعية ومتابعة إستثنائية
بقلم /حسين علي الويناني..
حازت معركة الربوعة على نصيب الأسد من المتابعة، وصنفت الأعلى والأضخم على المستوى المحلي والخارجي لتتصدر الحدث الأكثر متابعة منذ بداية العدوان على اليمن .
الكثير من الذين شاهدوا معركة الربوعة أعتبروها حدثا إستثنائيا، لم تستطع أغلب وسائل الإعلام والوكالات العالمية وعلى غير عادتها تجاهلها ،فقد تناقلتها وسائل الإعلام العربية والأجنبية سواء القنوات الفضائية أوالصحف أو المواقع الإلكترونية، وطغى الحدث على مواقع التواصل الإجتماعي بمختلف أنواعها وأفردت لها مساحات كبيرة في التغطية والتعليق ، ولم يخف المتابعين علامات الدهشة والإستغراب والذهول .
قدر عدد المشاهدات على اليوتيوب وحده بالأربعة ملايين مشاهد في اليوم الأول .
محللون وخبراء توقعوا إهتمام كبير من قبل المدارس والجامعات المتخصصة في العلوم العسكرية ومراكز الدراسات الإستراتيجية وصنفوا معركة الربوعة درسا ستتظمنها المناهج الدراسية في أكبر الكليات العسكرية . وكانت وسائل إعلام غير عربية نشرت تقارير إخبارية وتحليلية للعديد من النقاط والتفاصيل الخاصة بمعركة الربوعة ولعل أبرز النقاط التي تم تناولها هي شجاعة المقاتل اليمني وعزيمته إلى جانب عقد مقارنات بين بساطة تسليح المقاتل اليمني والمقاتل السعودي وعوامل الضعف وعناصر القوة لكليهما .
أما بالنسبة لدقة الهجوم وسرعته والإنسجام الكامل بين المهاجمين والتغطية النارية والتواصل المستمر بين المهاجمين إلى نهاية المعركة فكانت العنوان الثاني .
وخلال المتابعة لتلك التغطية الإخبارية لأغلب وسائل الإعلام حول معركة الربوعة نجد إنها ركزت على عجز الجيش السعودي وفشله معللين ذلك لإفتقاره للقضية على النقيض من المقاتل اليمني التي يتمتع بها ويمتلك الإيمان الحقيقي لعدالة قضيتة وهو ما أعطاه وقودا إضافيا للشجاعة الكبيرة التي ظهر بها في تلك المشاهد .
لم تتوقف التحليلات هنا بل ذهبت إلى أبعد من ذلك وبناء على كتابات خبراء عسكريون فقد توقعوا أن الإعلام الحربي للجيش اليمني واللجان الشعبية لم يعرض حتى اللحظة الكثير من أسرار المعركة والتي قالوا عنها إنها ستكون صادمة ومذهلة ، معتبرين التحفظ عليها لتوجية ضربة قوية وقاضية للجيش السعودي في الوقت الذي يراه المعنيون مناسبا .
ويبدو أن هذا التوقع ليس خياليا خاصة مع تسربيات بدأت تظهر للتو تتضمن تفاصيل جديدة ومهمة إبتدأً بزمن المعركة وخطة إقتحام المدينة وكواليسها ، وأعداد القتلى في صفوف الجيش السعودي و الأسرى والغنائم . ولعل مايدعم صحة التسريبات كون الإقتحام كان مفاجئا تؤكده المشاهد في الفيديو حيث ظهر الجيش السعودي في حالة إرباك وتخبط وعشوائية حتى في الهروب .
التسريبات أشارت إلى أن زمن المعركة لم يستغرق سوى ٤٨ دقيقة فقط لاغير وعن أسر جنود من عدة جنسيات إلى جانب غنائم كثيرة وكبيرة .
لا يستبعد أن فضيحة كبيرة ومدوية يعدها الإعلام الحربي للملكة السعودية ستمثل صفعة قاسية ومؤلمة ستسقط ما تبقى من هيبتها في الوحل ويمرغ أنفها في التراب .
لن يتأخر هذا كثيرا ومن المتوقع الكشف عن هذه التفاصيل مع إقتراب موعد المفاوضات التي أعلن عنها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن والذي قال إنه سيعقد في منتصف الشهر الجاري ، وذلك إمعانا في إذلال النظام السعودي وإهانته إلى آخر لحظة .