عام الحسم
بقلم | زينب الشهاري
لا يمكن وصف احساس أن تكون جزءا من حشود بشرية ضخمة تنبض جميعها على وقع ذات الحروف (ي م ن) ويحركها ذات التوجه وتهتف بنفس الكلمات وتختلجها ذات المشاعر، فنحن جميعا عشنا نفس التفاصيل،،، تشاركنا نفس الأعوام والشهور والأيام، تشاطرنا ذات الألم لفقد أحبائنا وعايشنا نفس الوجع على ما أصاب بلدنا من خراب ودمار، تقاسمنا ذاك الصبر وذاك الصمود معاً.
زففنا قوافل الشهداء العظماء وأرينا جثامينهم الطاهرة وتقاسمنا نفس العهود بأن نستمر في دربهم، عشنا نفس المشاق وكابدنا نفس الشدائد وتحدينا كل الصعوبات معاً، ها نحن اليوم يجمعنا ذلك الحب الكبير فخرجنا بالملايين نصرخ ونصدح بآيات التحدي والحرية والكرامة والشموخ والعزة وبأننا سنظل جنوداً مجندة تحت راية اليمن، خرجت المواكب الغفيرة إلى ذات الوجهة، تلبي ذات النداء وتستجيب لذاك القائد العظيم ولهذا الوطن العزيز، خرجنا وكلٌ يسبق الآخر يدفعه الشوق ليلون لوحة اليمن بألوان الصمود والتضحية والعنفوان والفداء، في هذا الصباح الذي استمد شروقه من بهاء طلعتهم وخطف نوره من ضياء أرواحهم، خرجنا نصرخ بأعلى صوت ونسمع كل الدنا بأنا اليمنيون الذين لن يغيرهم حقد الحاقدين ولا تآمر المتآمرين ولا أطماع الطامعين، سنظل صامدين في محراب جهادنا المقدس، ستظل قضيتنا الأولى والأخيرة هي نصرة الإسلام ومقارعة البغاة والظالمين، صككنا مواثيقا معمدة بالدماء بأن لا يمسك سوء يا وطن ونحن بين ظاهريك، وفي عام النصر هذا كانت صواريخنا الباليستية هي ترجمان ثباتنا و وقوتنا وعزمنا اللامنقطع، اليوم يخيم الرعب على الظالمين ويسيطر الجزع والعجز على نفوسهم، خابت كل مساعيهم وفشلت كل مخططاتهم وانهارت كل آمالهم، وباتوا أكثر يقيناً بأن لا قوة على الأرض تستطيع هزمنا أو إخضاعنا، ما زالوا يكابرون رغم تسليمهم بهزيمتهم وفشلهم المدوي، لكن قُدِّرَ أن تكون نهايتهم القريبة على أيدي المؤمنين الصادقين من اليمنيين.
يوم تاريخي عاشته اليمن وشهد تفاصيل ساعاته الثورية المليئة بالعنفوان والشموخ والتحدي كل الشعب اليمني الذي عاش لحظات فارقة استنشق فيها معاني الحرية والكرامة والانتصار الذي صنعه من التضحيات الكبيرة ومن ثلاثة أعوام من صبر وصمود ومعجزات فاقت كل وصف، وها نحن نبدأ عاما جديدا، عام حسم ونصر خطت أولى كلماته صواريخنا الباليستية ولا زالت الأيام حبلى بالمزيد والمزيد من المفاجآت، فلا تزح ناظريك عنا أيها العالم فعام الحسم قد بدأ.