المجد اليماني يعانق عامه الرابع
بقلم / عادل محمد
العدوان الذي يشن على بلادنا هو عدوان صارخ على قيم التعايش الحضاري واستهداف مباشر لحياة السكان المدنيين , ويعرض مسار الأمن القومي لدولة ذات سيادة وعضو مؤسس في جميع الكيانات القومية والدولية لخطر الغزو الاجنبي مما يسهم في خلق مناخات التوتر وعدم الاستقرار في الإقليم .
ثلاث سنوات هي عمر العدوان والحصار , وكيف عاش اليمن هذه التجربة , وما هي آفاق المستقبل, هنا آراء مجموعة من العلماء أدلوا بآرائهم عن السنوات الثلاث ودلالات الصمود الأسطوري الذي أذهل العالم .
العلامة فؤاد ناجي نائب وزير الأوقاف والإرشاد, أشار إلى أن النصر آت بعد صمود السنوات الثلاث.
ودعا إلى الاستبسال في مقاومة الغزاة المعتدين والمشاركة في حمل راية النصر ولواء الفتح, وقال: ثلاث سنوات من العدوان والصمود تعني سلسلة من الانتصارات ومزيداً من الثبات والتحدي هذه المدة قضاها اليمانيون في معية الله يرون آياته وتأييده ونصره وعونه ولطفه وقوته، هذه المدة قطعها اليمانيون نحو النصر الحاسم والكبير والذي سيكون بداية مرحلة للأمة كل الأمة.
ثلاث سنوات من الإجرام والعدوان والسقوط والتعري والفضيحة لقوى العدوان ومرتزقتهم .
ثلاث سنوات من الابتكار والتصنيع العسكري والتطوير للقوات الجوية والصاروخية.
ثلاث سنوات من التكافل الاجتماعي تحول فيه الشعب إلى جمعية تكافلية عنوانها (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى), كيف لا وهو الشعب الذي لم ينس مظلومية شعوب الأمة في كل نكباتها، فكيف ينسى نفسه وهو شعب الأنصار الذي قال الله فيهم (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وكيف لا وهو شعب المدد وشعب الإيمان والحكمة .
ثلاث سنوات وأبطال اليمن يقصفون عواصم أئمة النفاق والعدوان بعد أن كانت تعتبر ذلك دول العدوان ضربا من الخيال والمستحيل.
ثلاث سنوات ولا زالت فرصة اللحاق بركب الجهاد لمن لم يلتحق ويغنم فضل الجهاد من لم يغنم.
وليست طويلة هذه الفترة، وانما الطويل قعود الجبناء وتخاذل المتخاذلين، وإلا فهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم صمد في وجه قريش سنوات عديدة حتى نصره الله عليهم.
ثلاث سنوات من الصمود والنصر الإلهي الذي ينبغي أن نكون بعده أكثر عزما واصراراً وثباتا حتى يكتب الله النصر خصوصا وأن العدو استنفد كل أوراقه وفشلت كل رهاناته ولم يبق أمامه إلا ما يمني به نفسه من يأس اليمانيين ونفاد صبرهم وهيهات له ذلك.
ثلاث سنوات من الإجرام والوحشية كفيلة بأن تحرك من لم يتحرك وتستنفر من لم يستنفر وتدفع إلى الجبهات كل المترددين الذين لم يسجلوا موقفا مشرفا تجاه شعبهم وبلدهم وتجاه أولئك الأطفال الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم .
وتجاه أولئك النساء اللاتي استهدفهن العدوان بغاراته ومن لم يتحرك بعد كل هذه الجرائم فهو ميت الأحاسيس ،فاقد الشعور بالمسؤولية ،والإحساس بالواجب .
العلامة أحمد درهم, أكد على أهمية توحيد الصف الوطني والثبات على مبادئ الجهاد في سبيل الله والاعتماد على المولى سبحانه وتعالى في معركة اليمن الكبرى , وقال: تجاوزنا ثلاثة أعوام من بداية العدوان والشعب اليمني الموصوف بلسان نبي الله بالإيمان والحكمة صامد لم تزلزله العواصف لا عاصفة الحزم ،ولا إعادة الأمل اللتين صبتا حمم قنابلهما ونيران صواريخهما على مساجد الشعب اليمني ومدارسه وأسواقه وتجمعاته في المآتم والاعراس والمناسبات حرصاً منهم على تدمير ممتلكات الشعب والوطن إضافة إلى الحصار الخانق براً وبحراً وجواً محاكاة لحصار قريش الظالم لبني هاشم إبان الدعوة الإسلامية .
ورغم كل هذا العدوان والحصار لا يزال الشعب ثابتا ولم يلن ولم يتزحزح عن موقفه شامخا بعزته وإيمانه العظيم بتأييد المولى سبحانه وتعالى لأنه لا سواه هو الذي ثبت اقدام شعبنا وفي مقدمتهم اللجان الشعبية الحرة والجيش البطل المغوار فلولا عناية الله وإمداده لما استطعنا الصمود هذه المدة .
لهذا يجب علينا كشعب مسلم تكالب عليه العالم بأسره وشاهد هذه المعجزة الالهية بعينه أن يشد يديه في الاعتماد على الله والتوكل عليه والركون إليه معترفا صادقاً في اعترافه لله وحده بالمنة ملتزما بما أمر الله في كتابه بقوله جل شأنه وتعالى سلطانه (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) نابذا للفرقة ودعاتها واسبابها مع الاستمرار في رفد الجبهات بالرجال والمال والالتفات إلى أسر الشهداء والمجاهدين وتفقدا احوالهم ومحاولة التحفيف من معاناتهم .
الاستاذ / أحمد حسين شرف الدين, أشار إلى أهمية تحصين الجبهة الداخلية وحمايتها من أي اختراق كونها صمام أمان الوطن.
وأضاف: لم يعد خافياً على أحد أن الهدف الحقيقي لشن تحالف الشر عدوانه البربري على اليمن هو تركيع اليمنيين وإخضاعهم والسيطرة على أراضيهم وثرواتهم ولتحقيق ذلك شن هذه الحرب العدوانية وبهذه الضراوة مستخدماً كل وسائل الدمار وبكل وحشية ولا إنسانية بهدف حسم هذه المعركة وتحقيق ما أرادوه من استسلام لليمنيين وتركيعهم لتنفيذ مشروعهم الصهيوأمريكي المجرم في المنطقة وبحسب ما خططوا له فإن عدواناً بهذا الكم والكيف سوف لن يأخذ منهم أكثر من أسابيع قليلة لتحقيق ما أرادوا, ولكن؟
بفضل الله وقدرته وبقوة وإيمان وصبر وشجاعة أبناء اليمن الأحرار فوجئ العدو والعالم بالصمود الأسطوري لأبطال الجيش واللجان الشعبية أبناء القبائل الأحرار وشدة بأسهم مع الفارق الهائل في القدرات التسليحية والمادية بينهم وبين قوى العدوان مما أربك العدو، وخلط كل حساباته بل وغير كل توقعاته وأوهامه في الحسم العسكري وجعله يضرب أخماساً في أسداس ويفكر في كيفية الخروج من هذا المأزق الذي وصل إليه بماء وجهه، ويفكر في البدائل الممكنة والخيارات المتاحة بعد ما تبدى له فشل الخيار العسكري أمام قوة وصلابة وإرادة الأبطال من الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل الأحرار فوجد ضالته في الخيار الاقتصادي إلى جانب خيارات أخرى كخلخلة الجبهة الداخلية والأمنية وغيرها.
لكن الخيار الاقتصادي كان هو المدخل لكل الخيارات الأخرى مما جعل العدوان يركز معظم طاقاته عليه بهدف خنق الشعب اليمني المفتقر أصلاً والضعيف اقتصادياً من قبل العدوان وذلك عبر سلسلة إجراءات تبدأ بالحصار ونقل البنك المركزي وقطع مرتبات الموظفين ومنع دخول السلع والأدوية من كل المنافذ المسيطر عليها وغير ذلك من الإجراءات والأساليب التي يقوم بها العدوان كل يوم بهدف خنق وتجويع الشعب الصامد ليحقق بذلك ما عجز عن تحقيقه بالقوة العسكرية ولكن العدوان القذر وكما فوجئ بفشل حملته العسكرية بكل ضراوتها وجبروتها فوجئ أيضاً وعلى مدى ثلاث سنوات بفشل خياراته الاقتصادية والأمنية والاجتماعية بالرغم من وجود المعاناة والآلام التي يتحملها الشعب جراء هذا الحصار الخانق إلا أن ظاهرة التكامل الاجتماعي التي يتميز بها شعب الإيمان والحكمة كانت الجبهة التي لم تكن في حسبان العدوان وأفشلت كل ما كان يأمله ويخطط له لتحقيق أهدافه الخبيثة.
ومن هنا نجد أن التكافل الاجتماعي وتعزيزه بين أوساط المجتمع يجب أن يكون له الأولوية في الاهتمام في هذه المرحلة التي يراهن العدو على نجاح خياراته الاقتصادية في تحقيق مخططاته، لنصل في النهاية إلى النصر القريب بإذن الله.
يتغنون بالأمن والأمان وتطبيق العدالة على واقع الأمم والشعوب، هذه كلها أصبحت مجرد عناوين خادعة والحال أنم لا يبحثون إلا عن مصالحهم فقط، ولهذا نجدهم لا يبالون بسفك الدماء المعصومة وتمزيق أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء وتدمير الأوطان والبلدان, وأين الدول التي تتبجح بالديمقراطية ليلاً ونهاراً من هذا العدوان الظالم الغاشم؟! ولا يسعنا سوى التأكيد على ضرورة تماسك المجتمع اليمني وضرورة التعاون والتكامل والمواساة وبث روح البذل والعطاء والنظر إلى الفقراء والمساكين والمحتاجين والمرضى وهذه من الأعمال التي تقرب النصر.
الأستاذ حفظ الله زايد, أكد أن عالم اليوم لا يعرف سوى لغة القوة والمصالح ولا يبالي بالدماء المسفوكة وحث التلاحم الشعبي تفويتاً لهذه الأهداف, وقال: ما الواجب علينا بعد مرور ثلاث سنوات من العدوان الأمريكي السعودي علينا؟ سؤال في غاية الأهمية يجب على كل عاقل أن يقف وقفات للمراجعة والمحاسبة والتأمل لينظر إلى بشاعة هذا العدوان الأثيم ويتأمل من يدعمه ومن أي مكان تم إعلانه ومن المخطط والمبرمج له ومن أين يأتي السلاح لدول العدوان ومن الذي يدير المعركة وماهي الأسباب الحقيقية لخلفية هذا العدوان ولينظر ويتأمل كيف أن هذه الحرب فضحت كل الكاذبين وكل المتآمرين وكل المنافقين الذي يدعون المحافظة على حقوق الإنسان .