المرأة اليمنية… سيدة الحزن …ومعادلة البقاء!
تحقيقات | ذمار نيوز_سبأ- نسيم الرضاء:
الـتهم توحش العدوان السعودي -الأمريكي (الإنسانية ) في اليمن، وحصد جنون ثلاث سنوات من القصف اكثر من 35 الف و415 ضحية من الرجال والنساء والأطفال وأبتلع حقده وتدميره الممنهج مقومات الحياة في اليمن الصامد الذي يصنف المرأة بأنها (أم الصبر وسيدة الحزن ومعادلة البقاء).
وانتزع الموت قصفاً حسب الإحصائيات الرسمية أرواح 13,603شهيداً منهم اكثر من 2000 شهيدة و2,233جريحة تخاف أن تطول جراحها ومرضها وتعجز عن خدمة أسرة تنتظر عودتها بفارق الصبر.
تجولت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) في صمود المرأة اليمنية التي تمثل في التوزيع السكاني النوعي باليمن 49.6% من إجمالي السكان حسب الإسقاط السكاني لعام 2011م فيما يمثل الذكور 50.4% من إجمالي عدد السكان البالغ 26مليون و988 الف وتسعمائة نسمة.
( وقفة ضد العدوان للمرأة اليمنة)
وتُلهم المرأة اليمنية أسرتها بالصمود أمام جبروت العدوان بعد أن تحملت أعباء الهَـم المعيشي لتوفير رغيف مخبوز بنار الصبر من أسواق العيش الصعبة والمتعثرة بعد ان تدحرجت اليمن من تصنيف الدول الفقيرة الى الدول الأشد فقراً بفعل تدمير البنية التحتية التي يوضحها الرسم البياني /
المؤشرات الاقتصادية
تأمين الحلم..!
أهتدت (أم أمل) إلى صناعة الكيك والحلويات وبيعها في أحد المتاجر, ولا عيب إن عرض أبنها بعض الحلويات على المارة لتأمين ثمن رسوم دراسته ,وتجتهد الأم المكافحة في توضيح فكرتها بأنها لم تكتفي بما يعطيها والدها نهاية كل شهر كون زوجها يعاني من مرض نفسي وأصرت على استثمار مهارتها في صنع الحلويات لإعالة ابنائها الخمسة خاصة وأن أبنتها الكبرى تحتاج إلى مصروف مضاعف ثمن ملازم وكتب الدراسة الجامعية حيث تؤمن لها مهنتها دخل يومي يتراوح بين (1000و2000) ريال تجد إنها غير كافية لكنها افضل من مضغ القهر.. فقـــراً.
تتـزاحم أفكار المشاريع الصغيرة في مواقع التواصل الاجتماعي لفتح أبواب أمل أمام المرأة اليمنية من فرص تسويق مبيعات تجميل وأكسسوارت الى دورات تعليم المكياج والكوافير الى فرص تنمية الذات والبحث عن مشاريع الربح السريع.
الربح الذي دفع ( رنده) إلى التواصل مع كل صديقاتها لفتح مشروع صغير تتجاوز تكلفته ( 60 الف ريال ) وربحه مضمون ويومي لإعالة أسرتها بعد غياب رب الأسرة المفاجىء و فشلت في أستثمار صناعة المعجنات والحلويات بعد التحاقها بدوره تدريبية كلفتها 15 الف ريال وتبرر تعثرها في بيع الحلويات بأن (المشروع السهل أبرك من مشاريع الخسارة و التعب )|.
أنهـك العدوان السعودي- الأمريكي الإقتصاد اليمني الذي يوصف بـ(المتدهور)و يصنف اليمن من أفقر دول العالم الذي يعيش سكانه على اقل من دولار يومياً حسب تقرير الأمم المتحدة للتنمية لقوائم الفقر والفقراء العالمية ليزحف الفقر الى اكثر من 18مليون مواطن يمني يعيشون تحت خط الفقر ويصارعون الجوع.
وتتصدر اليمن قائمة الدول ” الأشد فقراً” بسبب العدوان الذي حاصرها جواً وبراً وبحرا تليها أفغانستان وجمهورية افريقيا الوسطى بحسب معهد (ليجاتوم) بلندن حول مؤشرات الرفاهية والرخاء والفقر والجوع والشقاء وتزعمت اليمن قائمة 19 دولة (الأكثر بؤساً ) فيما أرتفعت نسبة فقراء اليمن بسبب العدوان الى 80% وبحسب تقرير للبنك الدولي الذي قَدر الأضرار التي ألحقها العدوان بالبنية التحتية بين 4و 5 مليار دولار ,فيما لفت إلى أن الاحتياجات الإنسانية تجاوزت مليار دولار نتيجة استمرار هوس النفوذ السعودي.
هجوم الفــقر..
تحملت المرأة اليمنية أعباء الدمار والحصار السعودي -الأمريكي وخوفاً من هجوم الفقر على الأسرة تضطر المرأة العاملة الى البحث عن أي عمل يخرجها من حدود الحاجة حيث تقول الأستاذة أحلام معلمة رياضيات “أنها تحولت للبحث عن عمل مناسب بعد أن تدهور العملية التعليمية فاضطرت الى التطوع في أحدى المؤسسات الخيرية التي تقوم بتوزيع المساعدات الإنسانية مقابل الحصول على بدل المواصلات (وشهادة تطوع) تساعدها للعمل في أي شركة تشترط الخبرة.”
(نحمـي الحقوق ننقذ الأرواح)..
هكذا تُعـرف منظمة هيومن رايتس ووتش نفسها والتي تدافع عن حقوق الإنسان في 99 دولة حول العالم معتبرة أن الحرب على اليمن تسير (بلا هوادة) بعد أن خَيـم التدهور الاقتصادي على الواقع الإنساني في اليمن (المَنسي ) حيث أدت القيود (الحصار) الذي فرضه العدوان على الواردات إلى تفاقم الحالة الإنسانية الصعبة وتأخير تحويل ناقلات الوقود وإغلاق الموانئ الهامة ومنع البضائع من الدخول إلى الموانئ البحرية .
مضيفه أن الحرب أنتجت أكبر كارثة إنسانية صنعها “البشر” في بلد بعيد عن اهتمامات العالم .
وأسفت منظمة الأمومة والطفولة “اليونيسيف” أن 80% من الأسر اليمنية اضطرت لبيع مقتنياتها لتأمين القوت اليومي وتلجأ غالبية الأسر إلى اقتراض ثمن الغذاء يومياً.
قريب من بيع المقتنيات يؤكد صاحب محل مجوهرات في سوق الزهراوي الذي يعج بالمتسوقات من النساء وبات ضالة محدودي الدخل والبسطاء أن حركة بيع الذهب “نشطة” في سوق العرض والطلب حيث تتوافد النساء يومياً لبيع حليهن مهما كانت تكهنات السعر ويؤكد انه أحيانا يقدم نصيحة إنسانية للنساء بعدم التسرع في البيع ويعرض اقراضهن مبلغ مالي لمدة شهر مقابل (رهن) أملاً في تدبير المبلغ وتسديده عوضاً عن البيع خاصة وأن سوق الذهب واعد في ظل عدم استقرار سعر صرف الدولار مقابل الريال، حيث توقع أن يصل سعر جرام الذهب مع نهاية العام الجاري إلى ثلاثين الف ريال ما يعني خسارة كبيرة للنساء اللاتي يبعن ذهبهن مقابل بعض الإستقرار المادي المؤقت.
وتؤكد(آمال) موظفة أنها باعت كل ما تملك من مقتنيات لتأمين غذاء اطفالها ودفع ايجار المنزل والتزامات أخرى أجبرتها على البيع تخلصاً من ملاحقة الدائنين لزوجها العاطل عن العمل الذي يلتزم الصمت (صبراً)و التعوذ من (غلبة الدين وقهر الرجال).
فيما بددت (أم الهام) كل ذهبها بحثا عن مشروع صغير ولم توفق في تحقيق أملها معلله الفشل بضعف القوة الشرائية عند الناس اللذين يترددوا كثيرا ويكتفون بتأمين الأساسيات خاصة وان مشروعها ترفيهي عبارة عن محل لألعاب (البلاستيشن) يزوره القليل من الهاوين والكثير من الأطفال اللذين يكتفوا بتأمل بطولات اللاعبين الكبار في شاشات الصراع الخيالي.
( نموذج من عطاء المرأة دعماً للصمود الوطني في مواجهة العدوان)
صمود اسطوري..
عبد الحكيم الأزرق / يصف لـ(سبأ) صمود المرأة بأنه (إسطوري ) حيث مثلت سند وعون قوي لشريكها الرجل في هذه المرحلة الصعبة ويبدأ صمودها أولاً بصبرها اللامحدود على الظروف القاسية التي يمر بها شريكها و تخليها عن الكثير من المتطلبات، و كذا تقديم كل ما تمتلكه من مقتنيات و مجوهرات لبيعها من اجل سد جزء من احتياجات و متطلبات الأسرة.
لافتاً إلى إصرار الزوجة على تعلم بعض المهن و الأشغال اليدوية المدرة للدخل و لو بمبالغ بسيطة تفيد رب الأسرة في توفير بعض المتطلبات الأساسية من مردود الخياطة وتطريز الأقمشة النسائية و صناعة البخور و مستلزمات التجميل.
ويتألم حكيم/ عندما يشاهد شريكته تعاني و تشاركة تحمل المسئولية بصبر منقطع النظير دون ان تشتكي او تتذمر و هو مكتوف اليدين.
ويوضح أحمد باد ويلان/ أن الشراكة بين الرجل والمرأه قائمه بموجب التكليف الإلهي دونما مس بقيمة أحدهما او إنتقاص .. وماحدث من تراجع في نظرة بعض الرجال في قدر الشراكه وأهميتها ناتج عن قصور يجب تلافيه.
فالمرأة تحظى بقدسية وإحترام ومهابة لأنها احد الشريكين فالزوجة ينبغي ان تحظى بالتقدير والإنصاف والإعتراف بحقها في الشراكة دونما انتقاص..
معتبراً أن العوده الآن إلى حديث الشراكة وتقاسم الهموم هي عوده إلى فطرة الحياة الأصيلة التى قامت عليها البشرية منذ الخلق وليست وليدة التطور كما يدعي المدافعون عن حقوق المرأة.
محاولات المرأة في المساعدة يقابلها جهد حثيث من الشريك للبحث عن عمل يعفيه من عتاب المجتمع الذي يحشره في خانه (عاطل) ,حيث دفع البحث عن فرصة عمل / جمال / إلى محاولة السفر واستغلال خبرته العملية كمهندس وبادر عند الحصول على فيزه سفر للعمل بالاستعداد الجيد للهجرة وبالغ في بيع الأمل لزوجته الصابرة وعند اول محطة ذهاب (بسيئون) تفاجأ أن الرحلة ستؤجل أسبوعين وفيزته ستنتهي خلال أسبوع وبعدها حاول السفر عبر أي منفذ ولكن تعثرت رحلته وانهارت أحلامه وأصيب بجلطه نقل على أثرها المستشفى لتتجاهل زوجته وعود الحلم وتختصره بأمنيات الشفاء لزوجها.
سباق المـــوت…!
خان الصبر إمرأة أخرى سقط زوجها “هـــماً”بجلطة الزمته سرير المستشفى ورافقته الزوجة بذكريات الحلو والمر لثلاثين عام زواج فباغتها الخوف من فقدانه وموته الفاجع وتركها وحيده تصارع أمواج الفقر مع ابنائها وبناتها وقَضت ليلتها بجانب زوجها تتخيل صراخها وحزنها وفي الصباح خطفها الموت قبل زوجها المريض لتترك له مهمة الهَـم وحـيداً.
صمود المرأة (الأم العطوفة والزوجة المخلصة والأخت الصابرة والأبنه المطيعة ) يقابله عرفان مستحق من الشريك (الزوج والأخ والـ..) بدورها المخلص والمتفاني في مواجهة فظاعة العدوان وبشاعة جرائمه لشعب لا يكسر صموده التجويع والقصف والتدمير.
حيث يزهر ربيع وليد اليمني حلماً بأنه حال إنفراج الحالة المادية ووقف العدوان سيكافأ زوجته برحله سياحية طويلة الأجل الى مصر (أم الدنيا).
فيما يَـعد آخر زوجته بتعويضها كامل ذهبها بأفضل منه شكلا وأثقل وزناً ولاينسى توثيق أسمه بحروف من ذهب لتتزين بة في مناسباتها وتثبت لصديقاتها انه الزوج الوفي.
فيما سارع زوج محب بتكريم زوجته عندما حصد مبلغ مالي من عمل خاص وأشترى لها خاتم زواجها(الدبلة) التي باعته وتسبقها دموعها في ضائقة مالية ولم ينسى كتابة اسمه وتاريخ الخطوبة وبعد ثلاثة أشهر زارته الديون فأضطر لبيع الخاتم مره أخرى والغريب أنه ثالث مره يتكرر نفس التكريم وذات البيع عند نفس محل الذهب الذي حفظ أسم الزوج بعد تكرار نحته على خاتم الزواج (الضيف.)
أوهنـت أهوال الوضع الاقتصادي كاهل الرجال وغزتهم شيخوخة مبكرة ورسمت تجاعيد إستباقية بوجوه النساء ولم تعفي الأطفال من تحمل قساوة العدوان الذي دفعهم لحفظ الأشعار والزوامل من ترديد (صنعاء بعيدة قو لو له الرياض أقرب) في حالة التحدي الى مشاركة البردوني في تساؤله “لماذا نحن يامربى ويامنفى بلا سكنً بلا حلوى بلاذكرى بلا سلوى بلا حزن.”