الخبر وما وراء الخبر

السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي: النظام السعودي يحمل العداء الشديد للشعب اليمني ويشكل خطراً عليه وحقنا في الرد على العدوان أقرته شريعة السماء وقوانين الأرض والعرف الإنساني

221

نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

لحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله محمد عبده ورسوله خاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليه وعلى ؟آله الطاهرين ورضي الله عن صحبه المنتجبين ،شعبنا اليمني العظيم أيه الأخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية نوجه تحية المحبة والإعزاز والتقدير والإكبار لشعبنا اليمني العظيم في صموده العظيم وثباته الكبير هذا الشعب الأبي العزيز الثابت لم تنكسر إرادته ولم يهوهن عزمه حجم العدوان الغاشم الذي استهدفه في كل مقدراته وفي كل مظاهر الحياة استهدف الإنسان اليمني في حياته فقتل الطفل  وقتل المرأة وقتل الكبير وقتل الصفير واستهدف الأحياء السكنية واستهدف المدن والقرى والريف واستهدف كل المقدرات وكل و كل مقومات الحياة الاقتصادية وغيرها هذا العدوان بحجمه الكبير لن يوهن من عزم هذا الشهب بل زاده إباء وعز وصمود وثبات يشهد لهذا الثبات ويشهد لهذا الصمود موقف هذا الشعب الذي لم يتراجع الى الوراء قيد أنمله لم يرفع راية الاستسلام ولم يعلن ضعفه أو عجزة أو استسلامه أو خنوعه بل كانت مواقف الشرف التي يطلقها حتى الأطفال التي تعبر عن صمود وتصميم وإرادة صادقة وحقيقية وفولاذية وعن عزم لا يلين أبدا الأطفال في هذا الشعب الذين كانوا هم من الأهداف الأولى لهذا العدوان منذ أول غارة جوية له كانوا هم في عزمهم في كلماتهم في ثباتهم أعظم ثباتا وصمودا وشجاعة من أولائك المعتدين الذين جبنوا عن أن يدخلوا هذا العدوان بمفردهم فاستأجروا الجيوش من هنا وهناك واستأجروا أيضا القاعدة والمرتزقة من شتى أقطار العالم ان هذا الموقف العظيم ليدلل بصدق على أن شعبنا اليمني العظيم هو يمن الإيمان هذا الإيمان الملموس في عزة هذا الشعب ، هذا الإيمان الملموس في قوة إرادة هذا الشعب هذا الإيمان الذي فعلا لم يكن لشعب من الشعوب أن يصمد بهذا المستوى لولا أنه يحمل الإيمان بالله ويحمل الإيمان بعدالة قضيته

ثانيا نوجه أيضا الثناء والتقدير والإعزاز لكل المواقف الحرة في هذا العالم التي ساندت هذا الشعب ووقفت متضامنة مع هذا الشعب ومع هذا البلد وأدانت العدوان ورفضت العدوان هذا الموقف الإنساني بحق والموقف الأخلاقي بكل ما تعنيه الكلمة وهذا هو المأمول من كل الشرفاء والأحرار في هذا العالم من كل من ينتمون إلى العدالة ويقفون موقف الحق أن يقفوا هكذا موقف في مواجهة عدوان غاشم ظلوم يستهدف شعبا وبلدا مسلما عربيا عزيزا بدون أي حق في مقدمة تلك المواقف على المستوى الشعبي الموقف المحق والمتميز لحزب الله وهنا نثمن مواقف كل الذين وقفوا على مستوى الدول على مستوى التيارات على مستوى الأشخاص كل أحرار هذا العالم نقدر لهم هذا الموقف هذا العدوان الذي مضى عليه 24 يوما منذ بدايته اتسم بالوحشية ولم يرعى أي حرمة من الحرمات كل شيء في اليمن كان مستهدف لهذا العدوان الطفل والشيخ المسن الرجل والمرأة مقدرات ومقومات حياة هذا الشهب المدارس والمساجد المستشفيات والأسواق والمتاجر المطارات والموانئ كلها كانت هدفا لهذا العدوان الذي يقوم فيه أربابه وقادته أنه من أجل هذا الشعب كيف يمكن هذا أي منطق ساذج وسخيف هذا هل عندما تستهدفون هذا الشعب تستهدفونه في كل محافظاته ومدنه وفي كل قراه تستهدفونه في حياته وفي معيشته وفي كل مقومات حياته هل هذا هو من أجله هذا منطق سخيف غير مقبول وغير غريب عمن يرتكبون أبشع هذا الجرائم أن يقولون أسخف الكلام وأكذب القول وأن يكون غير منطقيين نهائيا هذا اقل ما يمكن ان يقولوه أما التبريرات التي يسوقونها في محاولة للتسويق لعدوانهم وشرعنة عدوانهم الغاشم الظلوم فهي كلها واهية لأن هناك عدد كبير من الحقائق الكبيرة الحقائق الواضحة الجلية التي تكشف زيف ادعاءاتهم وتبريراتهم وتوضح أنها مجرد تبريرات واهية لا أساس لها في مقدمة هذه الحقائق حقيقة كانت هي بمفردها كافية في دحض كل المقولات والإدعاءات والتبريرات هذه الحقيقة تتمثل بالدور الأمريكي في هذا العدوان والموقف الإسرائيلي منه الدور الأمريكي في هذا العدوان دور بارز ور أساسي في هذا العدوان أمريكا هي التي أذنت والتي وجهت وما كان لهذا العدوان أن يتم لولا هي من أمرت ووجهت ورعت وقامت عليه بكل التفاصيل في كل غرف العمليات هناك أمريكيون يديرون هذا العدوان أمريكا في واقع الحال هي من تدير هذا العدوان وهي التي أطلقت العنان لعملائها وأياديها الإجرامية لتتحرك في هذا العدوان هذا واضح ومعلن من جانب الأمريكيين والنظام السعودي الأمريكيون كشفوا عن حقيقة الدور الذي يقومون به على مستوى الفعل مباشرة العدوان بطائراتهم التجسسية اليوم الأطفال في اليمن يقتلون بالقنابل الأمريكية والصواريخ الأمريكية وبالطائرات الأمريكية سواء ما كان بيد النظام السعودي  منهم أو ماركان بأيديهم هم ويباشرون به الفعل ولإجرام والقتل الأمريكيون كشفوا أنهم من يحددوا الأهداف التي تقصف فكل طفل كل منشئة سكنية كل بيت أو منزل كل متجر أو سوق كل مسجد يستهدف في هذا البلد هو بتحديد من الأمريكيين هم الذين  حددوا للنظام السعودي حددوا له الأهداف ليقوم بضربها ثم اشرفوا على عملية الضرب واقروها النظام السعودي بمثابة جندي وخادم بيد الأمريكيين أما الموقف الإسرائيلي فهو معلن وصريح وواضح أنه يؤيد هذا العدوان ويفرح به ويدعمه ويعتبره مصلحة مصلحة مشتركة له مع النظام السعودي، إذن هذا العدوان على رأسه أمريكا ومن خلفه إسرائيل ، هذه الحقيقة وحدها كافية لدحض كل الادعاءات والافتراءات والمقولات ، عندما يأتي البعض ليقول أن هذا العدوان من أجل حماية الأمن القومي العربي أي سخافة في منطق كهذا ؟ هل عدوان على رأسه أمريكا علنا وبالوضوح  ومن خلفه إسرائيل بالمكشوف وعلنا وبشكل صريح لا يستطيع أحد أن ينكره إلا إنسان ينكر الضرورات ، هل عدوان بهذا الشكل يمكن أن يكون لحماية الأمن القومي العربي ، هل أمريكا وإسرائيل سترعى وتدير وتدعم عدوانا لحماية الأمن القومي العربي؟ هل أمريكا وإسرائيل المأمونة والموثوقة والمتكل عليها والمعتمد عليها في حماية الأمن القومي العربي؟ ومن اليمن؟ هل أمريكا وإسرائيل هي الطرف الذي اتمنه العرب وارتموا في أحضانه ليحميهم من اليمن لأن اليمن يشكل خطورة على العرب؟ أي عروبة هذه التي هي في حضن أمريكا وفي حضن إسرائيل ؟ هذا كلام لا صحة له كلام واهن عار، باطل ساقط ، اليمن والشعب اليمني هو الذي بحق يمكن أن يراهن عليه العرب في حماية أمنهم القومي أيضا عندما يأتي البعض ليقول أن هذا العدوان لحماية الحرمين الشريفين ، هل أمريكا هل الصهاينة هل الإسرائليين يمكن أن يكون عندهم اهتمام وسعي ومبادرة على هذا النحو بمستوى هذا العدوان ليحموا الحرمين الشريفين؟ هل ستكون أمريكا وإسرائيل هي التي تتصدر الموقف لحماية الحرمين الشريفين ، هذا الكلام فيه إساءة حتى إلى الحرمين الشريفين ، إساءة إلى المقدسات الإسلامية إساءة إلى الإسلام بنفسه، هذا الكلام باطل ساقط سخيف بكل ما تعنيه الكلمة،  إسرائيل لن تكون هي التي تدعم الموقف الذي يحمي الحرمين الشريفين  وتؤيده وتباركه علنا وبكل وضوح، أمريكا هي التي لم تقود عملا بهدف حماية الحرمين الشريفين ، إن لم يكن أكبر خطر يهدد الحرمين الشريفين هي إسرائيل وأذناب إسرائيل وعملاء إسرائيل وأمريكا فمن يكون؟ هكذا نجد ونشاهد ويسمع كل العالم كيف تقلب الحقائق وكيف تعكس الحقائق ، وكيف تسوق المقولات الكاذبة والتي لا أوضح من بطلانها ، لا أوضح من بطلان هكذا مزاعم تجاه هكذا عدوان فيه أمريكا هي التي تقود تأمر وتدبر وتوجه وفيه إسرائيل فيه إسرائيل التي تؤيد تبارك تدعم ترتاح تفرح ، أيضا حينما يقولون أن الهدف من هذا العدوان إعادة اليمن إلى الحضن العربي هل ستهتهم أمريكا ومعها إسرائيل ، هذا العدوان المبارك من إسرائيل المؤيد من إسرائيل المدعوم من إسرائيل هل هو الذي سيعيد اليمن إلى الحضن العربي ، أي حضن عربي هذا الذي يصبح الوكلاء عليه والقادة فيه والبارزون فيه والموجهون فيه والأساسيون فيه هم الأمريكان والصهاينة والإسرائيليون ، أي حضن عربي هذا؟  هذا هو حضن الارتماء تحت خدمة وأقدام أمريكا وإسرائيل، وإلا فمن المعلوم حتما أن العروبة الحقيقة التي منبعها الإسلام ومنبعها القيم ومنبعها الأخلاق.. أبدا لن تكون بأي حال من الأحوال تحت وصاية إسرائيل ومباركة إسرائيل وتحت قيادة أمريكا.

الآخرون هم من يجب أن يعودوا إلى العروبة الحقيقية.. العروبة الحقيقية لم تكن هناك تحت المظلة الأمريكية ولا في الحضن الإسرائيلي، ولكن الحقيقة الصادقة الدامغة هي أنهم يريدون أن يعيدوا اليمن إلى الحضن الإسرائيلي، إلى الحضن الأمريكي، إلى حضن العمالة؛هذا الذي يريدونه وهذا الذي يتوافق مع هذه الحقيقة الدامغة.. الدور الأمريكي والموقف الإسرائيلي.

أيضاً من الحقائق المهمة التي تكشف همجية هذا العدوان وأنه لا شرعية له وأنه باطل الباطل –وحشيته، هو يستهدف في اليمن الأطفال والنساء.. مئات الأطفال استشهدوا في عدد من المحافظات، وعدد كبير من النساء استشهدن، كذلك يستهدف كل مقومات الحياة، وكل فئات هذا البلد، يستهدف الجيش يستهدف المواطنين يستهدف المؤسسات الحكومية، يستهدف المتاجر، يستهدف المصانع، يستهدف كل مقدرات هذا البلد؛ هذا يكشف أن هذا العدوان إجرامي لا شرعية له، وأن الذين يدعمون هذا العدوان، أو يؤيدون هذا العدوان بأي شكل من الأشكال.. دولاً، وحكومات، أنظمة، تيارات، أحزاب، مكونات، شخصيات.. هم يشتركون عند الله سبحانه وتعالى في كل الدماء التي سفكت، هم أيدوا قتل هذه المئات من الأطفال والنساء، هم يؤيدون استهداف شعب بأكمله، يُحاصر ويحاول الأعداء أن يمنعوا عنه حتى الغذاء وحتى الدواء وحتى الاحتياجات الإنسانية.. هم في موقف يتطابقون فيه تماما مع الموقف الإسرائيلي ومع الموقف الأمريكي، وأنا أسأل خصوصا من يحاولون أن يتمظهروا بالدين هل يمكن أن تكون إسرائيل معيارا للحق؟! حينما يكون موقفكم متطابقا تماما مع الموقف الإسرائيلي بدون أي نقص تمام التطابق، هل تظنون أنكم في موقف الحق؟ هل إسرائيل معيار للحق والعدالة؟! هذه والله كافية بأن تدركوا أن مواقفكم باطلة، وأنكم في خندق واحد مع إسرائيل ومع أمريكا؛ من يؤيد هذا العدوان موقفهم لا يزيد على موقف نتنياهو على موقف الإسرائيليين على موقف الأمريكيين.. هذا كافٍ في أن يبصر الناس الحقائق، قد أسفر الصبح لذي عينين!

هذه حقيقة كافية في أن تفصل وأن تفرق وأن تميز بين من يمكن أن تلبس عليه الأمور أو تشتبه عليه الأمور، الذين أيدوا هذا العدوان فعلوا كما إسرائيل هم أيدوا وإسرائيل أيدت، هم باركوا وإسرائيل باركت، هم فرحوا وإسرائيل فرحت، وأمام كل جريمة إسرائيل تفرح وهم يفرحون، كلما سقط المزيد من الدماء وسفكت المزيد من الدماء، من دماء اليمنيين المسلمين العرب الأحرار إسرائيل تفرح وهم يفرحون، إسرائيل تبارك وهم يباركون، إسرائيل ترى في ذلك حماية لأمنها القومي هم يقولون نفس القول؛ وبالتالي الموقف خطير، المسألة هناك مسؤولية كبيرة أخلاقية ودينية وأمام الله سبحانه وتعالى يوم الفصل بين العباد يوم القيامة؛ فالمسألة ليست سهلة أبدا أن يؤيد الإنسان عدوانا يستهدف شعباً بأكمله عدوانا ترتكب فيه أبشع الجرائم.

ماذا يمكن أن يقول بعض الذين يقولون عن أنفسهم متدينيين حينما يسألون عن عدوان يقتل مئات الأطفال يقتل النساء أي ذنب لهم، ويستهدف شعبا مسلما بغير وجه حق ، أيضا هذا العدوان يكشف أن النظام السعودي هو الذي يشكل خطورة على الشعب اليمني ، الشعب اليمني لم يكن يشكل خطورة على أي بلد عربي أبدا ولا على أي شعب عربي أو مسلم أبدا ، الشعب اليمني هو شعب أصيل في قيمه وأخلاقه ليس شعبا عدوانيا ولا مجرما، هو شعب الحضارة وشعب الأخلاق وشعب القيم، الآن تكشفت الحقائق ، الآن الذي يشكل خطرا من هو ؟ هو النظام السعودي بالفعل وليس بالإدعاءات عن نوايا مبيته أو خفايا الصدور والنفوس ، لا هناك بالفعل عدوان يرتكبه هذا النظام مع آخرين على الشعب اليمني الذي هو شعب الحضارة والأخلاق وشعب القيم والأصالة ،تجلى أن هذا النظام يحمل العداء الشديد على الشعب اليمني ، نظام يعادي هذا الشعب ، يحقد على هذا الشعب يستكبر ويتغطرس على الشعب اليمني، يحتقر هذا الشعب ، يستهتر بدماء هذا الشعب ، ولذلك برز هذا الحقد في الجبروت والطغيان في القتل العشوائي في الاستهداف الشامل لهذا البلد، اليمن بكله تحت دائرة القصف والاستهداف، هذا يكشف عن حقد أعمى ، عن كراهية عن ضغينة عن استكبار ، وبرزت حالة التكبر والتجبر والاستعلاء والغطرسة والتعالي والاستحقار لشعبنا اليمني في العدوان فيما يفعلون وفيما يقولون ، هذا واضح من يتابع ما يقولونه ومن يرى ويشاهد ما يسمعونه ، فأي شرعية أي شرعية في عدوان كهذا، عدوان يعبر عن حقد عن ظلم عن استكبار عن أنانية عن غطرسة لا شرعية له أبدا ، أما فيما يتعلق بالمشكلة السياسية في البلد فهي شأن داخلي، لا يمتلك النظام السعودي الحق بأي شكل من الأشكال ولا بأي صفة من الصفات أن يتدخل في شأننا نحن اليمنيين ، هذا إلينا هذا شأننا هذا بلدنا هذا نظامنا هذا أمر يخصنا ، نحن من يحدد مصيرنا نحن من يختار حكومتنا نحن من نقرر كشعب يمني كشعب يمني من نقرر نظامنا من يكون كيف يكون ، الحكومة كل هذه التفاصيل السياسية هي شأن يمني خاص ، فأن ياتي النظام السعودي ليتدخل في هذا الشأن فهو ظالم بهذا التدخل ومبطل بهذا التدخل وهو منتهك لكرامة بلد وسيادة شعب ، هذا لا يخصه أبدا ، وحينما نعود للشأن السياسي نجد أن الحوار كان في الأساس قائما ، كان هناك حوار في هذا البلد قبل العدوان فيما يخص الشأن السياسي فيما يخص السلطة ،حوار برعاية من الأمم المتحدة ، من خلال مبعوثها الذي كان متواجدا في اليمن ، حتى عندما بدأ العدوان كان لا يزال موجودا في اليمن ، وكانت الثورة الشعبية أكثر اهتماما بهذا الحوار وأكثر عناية به وأكثر حرصا على التوافق السياسي من كل المكونات الأخرى ولم يكن هناك أي ممانعة أو تعص من الثورة الشعبية فيما يتعلق بهذا الحوار ، بل كان هناك سعي حثيث بكل جد للوصول إلى توافق سياسي مع كل المكونات داخل هذا البلد ، وكان من الملاحظ خلال عملية الحوار تلك أن هناك يد خارجية تسعى دون الحيلولة للوصول إلى توافق سياسي على حل يرضي كل الأطراف ولمصلحة كل المكونات ، كان هذا واضحا وكان بارزا وكان ملموسا ، وكانت القوى السياسية كل ما توافقت على حلول وقضايا رئيسية وعنواين مهم ولم يبق إلى التفاصيل أتى هذا الدور الخارجي ليعرقل وليجمد وليحاول أن يحول دون إنجاز اتفاق ، كان معروف أن المراد هو المماطلة والتأخير لأن هناك كان شيء آخر يجري ، هناك كانت عملية الإعداد للعدوان على قدم وساق، تمشي وتتحرك على قدم وساق ،وكان المطلوب في الوضع الداخلي في اليمن إعاقة الوصول إلى الحل ريثما تجهز قوى العدوان وعلى رأسها النظام السعودي لتنفيذ عدوانها، وكان هذا ملموسا ،نحن كنا نتوقع أن نظن أن هدفهم هو التعطيل لم نكن نتوقع أنهم عازمون على هكذا عدوان ، كنا نتوقع أنهم يريدون البلد أن ينهار نتيجة الفراغ القائم في السلطة ونتيجة الأزمة القائمة والمشكلة القائمة ، لكن كان هدفهم أكبر من ذلك ، غزو هذا البلد واحتلال هذا البلد وإخضاع هذا البلد من جديد تحت أقدامهم وهيمنتهم ، فإذن كان الحوار قائما في البلد برعاية أممية وبدأ العدوان وجمال بن عمر في صنعاء ولم يتهيأ له الخروج بعد العدوان إلا بصعوبة نتيجة للعدوان، فالمشكلة لم يتكن في الثورة الشعبية ولم تكن في مكون أنصار الله وحلفائهم،لم يكن هناك أي مشكلة كانوا هم مهتمون بالحوار ، الذين أعاقوا الحوار حتى يستكملوا تجهيزاتهم للعدوان اتضحوا الآن ، النظام السعودي ومن مع النظام السعودوي، ايضا الثورة الشعبية بكل مكوناتها راعت القوى الأخرى بشكل كبير ، فهي حتى بعد أن حققت إنجازا تاريخا في هذا البلد لم تحسم أمر السلطة ، لم تقم بتعيين رئيس ومسؤولين وحكومة وغير ذلك ، بل اتجهت إلى المكونات السياسية  للتفاوض معها والتحاور معها حتى مع المكونات السياسية المعادية للثورة ، مدت أيديها مع الجميع تحاورت مع الجميع حرصت على التفاهم مع الجميع بغية الوصول إلى حل وبشكل أن أؤكد أنه أضر بالبلد لأن القوى السياسية لم تتعاطى بشكل إيجابي بقدر ما كانت إيجابية مكونات الثورة وبالتالي بقي الفراغ قائما وكان الآخرون يريدون أن يبدأوا عدوانهم في حالة الفراغ ذاتها ، ولذلك أوعزوا إلى بعض أياديهم والأشخاص الذين هم عملاء لهم في بعض المكونات السياسية ليعيقوا النجاح حتى يأتي العدوان في مرحلة الفراغ حتى يؤثر على طبيعة التصدي لهذا العدوان ، وهذا واضح، فأنا أؤكد أن الثورة الشعبية بكل مكوناتها راعت القوى السياسية الأخرى ، لم تستأثر لم تقص أي طرف من الأطراف ، إنما بعض الأطراف هي التي كانت تعمل على أن تؤثر على سير الحوارسير عملية الحوار ونجاحه وإلا لم يكن هناك أي طرف من الأطراف غبن أو أقصي ؛ أيضا لم يكن المشكلة من جانب الثورة الشعبية في مكوناتها أنها قامت في حماية مؤسسات الدولة من الانهيار من القاعدة ، هذه حسنة هذه إيجابية ،وموقف الآخرين الذين جعلوا من حماية مكونات الثورة لمؤسسات الدولة التي كانت موشكة على الانهيار وكانت عرضة للنهب والسلب جعلوا منها مشكلة هم ، موقفهم الخاطئ ،إضافة إلى ذلك وبالتأكيد فإن مواجهة القاعدة كانت مسألة حتمية وضرورة فعلية ، بمعنى أنه في ظل الوضع الراهن والوضع السابق كذلك لو ترك المجال وأخليت الساحة للقاعدة لتتحرك كانت هناك كارثة ، لسقط اليمن بكله تحت هيمنة القاعدة ، فيما بعد جعلوا من حماية مؤسسات الدولة ومن التصدي للقاعدة حتى لا تستولي هي على مؤسسات الدولة جعلوا من هذا مشكلة وإدانة كبيرة ، ويطالبون حتى الآن بوقفها ، اليوم يطالبون بإخلاء هذه المؤسسات بمعنى ماذا؟ بمعنى تعريضها للخطر التام والنهب والسلب ، يطالبون بوقف مواجهة القاعدة والتصدي لها ، بمعنى ماذا؟ أنه مطلوب أن نترك المجال مفتوح لسيطرة القاعدة بالكامل على البلد ، هذا غير مقبول، إضافة إلى المزاعم السخيفة في الاحتلال للمحافظات .

أيضا فيما يتعلق بالوضع في الجنوب من المعلوم أنه كان هناك ولا يزال تحرك مسبق قبل أن نتحرك نحن كثورة شعبية وكجيش وكلجان شعبية هناك كان هناك تحرك مسبق للقاعدة ، هذا التحرك نتج عنه استيلاء على مناطق واسعة ، استيلاء أضا على عدد من الألوية العسكرية ،وهذه بالتأكيد لا تمثل مشكلة عند النظام السعودي لأن المطلوب بالنسبة له هو هذا ، أن تسقط اليمن تحت سيطرة القاعدة ، أن تسلط القاعدة على اليمنيين لتذبح وتقتل وتدمر الحياة بكلها ، فتحرك القاعدة في الجنوب  تستولي على مناطق وألوية عسكرية ويصبح بيدها إمكانات الجيش اليمني لم تكن تمثل أيمشكلة ، وتحالف هادي أيضا مع القاعدة وتحرك مع القاعدة واستأجر مليشيات مستأجرة بالمال السعودي مع القاعدة ، وحينما تحرك الجيش واللجان الشعبية وبعد جرائم بشعة كان منها جريمة صنعاء في المساجد وجريمة لحج فيما يتعلق بالجنود وجريمة عدن فيما يتعلق بالجنود في قوات الأمن الخاصة أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، ويحاولن استثارة البعض في الجنوب ويحاولون أن يصوروا التحرك الذي يهدف إلى التصدي للقاعدة التي هي خطر على الجميع على الجنوب وعلى الشمال و على الإنسان اليمني في أي بقعة كان وفي أي محافظة كان ، يحاولون أن يجعلوا من المسألة مشكلة وأنه غزو واحتلال للجنوب وأن يستثيروا البعض في الجنوب أو يعقدوا صفقات مع بعض الشخصيات لتطلق مواقف كانت تلك الشخصيات تغاضت أو تعامت أو تجاهلت ما تقوم به القاعدة هناك وما تقوم به في السابق مليشيات هادي أما الآن فالدور الرئيسي في الجنوب هو للقاعدة ، من أتاح للقاعدة على السيطرة للمكلا والسيطرة على الألوية العسكرية المتواجدة هناك هو النظام السعودي، اليوم من أهم ما يحرص عليه القصف الجوي هو مساعدة القاعدة في الجنوب وفي بقية المناطق للتحرك وللتتمكن من السيطرة على ألوية عسكرية وللتتمكن من السيطرة على المناطق كجزء أساس وهدف رئيسي من أهداف العدوان على اليمن هو تمكين القاعدة من جديد للاستيلاء على هذا البلد ولجعل اليمنيين تحت رحمة القاعدة يقتلون ويستهدفون ، الآن نحن نقول للخوة في الجنوب نحن لسنا غزاة ، نحن منكم وأنتم منا ، ونحن نقول : نحن جاهزين دائما على الدوام لنمد أيدينا لأخوتنا في الجنوب للتعاون معهم في دحر القاعدة وللتعاون معهم لمواجهة أي غزو أجنبي ، ونحن مستعدون أن نتيح لهم المجال ليكون لهم الدور الأساس وليكونوا هم هناك  المعنيين الأساسيين ونحن إلى جانبهم للمساعدة ، أن يكونوا هم المعنيين بأمورهم ، أن يكونوا هم من خلال السلطات المحلية سواء الحالية أو التي يريدون هم أن يختاروها ، أن يكونوا هم المعنيين بإدارة كل شؤونهم وحياتهم هناك ، نحن متواجدون بالقدر الضروري لهدف محدد وواضح وليس من مصلحة أحد هناك أن يقف مع القاعدة ، ليس من مصلحة أحد هناك أن يقف مع القاعدة .

إذن كل التبريرات واهية وساقطة وباطلة، والهدف الحقيقي والأساسي للعدوان هو إذلال اليمنيين وتركيعهم.

آل سعود عندهم عقدة، عقدة هي نتيجة فشلهم الكبير في المنطقة، وتراجع نفوذهم في مناطق كثيرة، وهم نتيجة هذه العقدة يصبون كل حقدهم ويعرضون عضلاتهم على اليمن، وهم يريدون إذلال اليمنيين كممارسة يهونها، هذا هو حال الطغاة والمتكبرين والمتجبرين والأنانيين والمتغطرسين؛ إذلال الآخرين بالنسبة لهم هواية وممارسة تستهويهم، وهم يريدون إخضاعنا في اليمن كشعب يمني للهيمنة والوصاية المطلقة، ولمن.. لمن؟ هل لهم فقط؟ هل هم أصحاب مشروع لهم؟ هل لديهم أجندة تخصهم؟ لا. النظام السعودي لا يمتلك أي أجندة له، النظام السعودي تعود في كل مراحله التاريخية أن يؤدي دورا لمصلحة الآخرين، ومن هو أكبر مستفيد من الدور السعودي؟! والله إنها إسرائيل.. والله إنها إسرائيل ومع إسرائيل أمريكا أيضاً، أكبر مستفيد من الدور السعودي.

وما تسعى له أسرة آل سعود هو إسرائيل وأمريكا، وهذا واضح في المنطقة كلها، وجنايتهم بحق القضية الفلسطينية جناية كبيرة جدا معلومة لكل الناس الواعيين والمبصرين والعقلاء.

يريدون أيضاً أن يبقى اليمن بلدا ضعيفا، لا يريدونهم قويا أبدا، ولا حرّاً ولا عزيزا ولا مستقلا، ومدمَّراً وتحت رحمة القاعدة، حتى لو خضع اليمنيون، حتى لو قَبِلَ اليمنيون بالهيمنة، فعلى أساس أن يقبلوا بالهيمنة والوصاية وهم في ضعف.. وهم في بؤس.. وهم في عناء.. وهم في حرمان.. وهم تحت رحمة القاعدة يقتلون ولا يعيشون الأمن والأمان كما في السابق، في أيام عبد ربه منصور هادي.. أيام الخضوع المطلق للسعودية للنظام السعودي، فيما قبله كان النظام يحرص ويبذل كل جهد على مدى العقود الماضية، عشرات السنين الماضية، كان النظام في اليمن يحرص ويبذل كل جهد ليسترضي أسرة آل سعود، ليسترضي النظام السعودي عسى أن يتعاطى مع اليمن على نحو إيجابي، عسى أن يوقف تعامله العدائي والمتغطرس والمتكبر والمستهدف لليمنيين، في دولتهم وأمنهم وأمانهم واستقلالهم، ولم يكن هذا ليفيد شيئا، كانت كل المساوئ تأتي من جانبهم كل الشر يأتي من عندهم مع كل الاسترضاء من جانب النظام لهم، كانوا يجعلون من اليمن نفاية لقمامتهم للقاعدة للإرهاب للإجرام.. يصدرونه إليه، ويريدونه أن يبقى بلدا مليئا بالمشاكل، غارقا بالنزاعات، واقعا بالصراعات تحت كل العناوين، هذا ما يريدونه لنا.

فأنا أقول: والله لو قبل اليمنيون بالوصاية وخضعوا واستكانوا لما عرفوا أبدا لا عزا ولا استقرارا ولا أمنا ولما تغير أسلوب ذلك النظام السعودي السيء والمتغطرس والمتكبر والمسيء إلى هذا البلد؛ كم بذل النظام من جهد ليلتحق بمجلس التعاون الخليجي؛ ليغير الواقع السعودي في التعاون مع اليمنيين مع المغتربين الذين يُجلدون ويُعذبون ويُساء إليهم ويُهانون.

كل المحاولات في المراحل الماضية، على مدى عشرات السنين لتحسين العلاقة مع قبول الوصاية مع قبول الهيمنة السعودية لم تفعل شيئاً لمصلحة هذا الشعب، كان الوضع يسوء أكثر.. على المستوى الاقتصادي كان الوضع يسوء أكثر، فقر أكثر، معاناة أكثر، غلاء أكثر، على المستوى الأمني كان الوضع يسوء أكثر وأكثر، اليمن يسقط تحت رحمة القاعدة وهيمنة القاعدة والمجرمين والنزاعات والصراعات إلى آخره.

أما حقيقة مشكلتهم مع الثورة الشعبية فهي لنزعتها الاستقلالية وتوجهها الحر وموقفها تجاه القضايا الكبرى للأمة، هذه هي الحقيقة، ليست المسألة نهائياً مسألة نفوذ لإيران في اليمن ولا هيمنة لإيران في اليمن، ومشكلتهم في اليمن ليست والله مع إيران، إيران هي هناك دولة إسلامية كبرى، وإذا كان لهم معها تصفية حسابات أو عندهم ضغائن عليها فهل يجرؤون على أن يتحركوا باتجاهها في أي موقف، هم أذل وأجبن وأحقر من أن يتجرأوا على ذلك، ولذلك عمدوا إلى صب كل غيظهم وإخفاقاتهم في المنطقة على اليمن بعد مرحلة طويلة من الاستهداف لهذا البلد، والإضعاف لهذا البلد.

هم يطلقون على كل توجه حر ونزعة استقلالية وموقف مسؤول تجاه القضايا الكبرى للأمة وفي مقدمتها فلسطين يطلقون عليه أنه امتداد للنفوذ الإيراني وما شاكل ذلك، وهذا غلط، إذا كانت إيران تتبنى مثل هذه المبادئ فهذه هي مبادئ عامة مبادئ ليست عبارة عن مبادئ تخص إيران، من يقول أي بلد وأي دولة تريد أن تكون مستقلة لا تخضع لوصاية أحد، دولة حرة تقرر ما تريد هي في أمرها بنفسها، دولة لها موقف مسؤول ومشرف تجاه القضايا الكبرى للأمة هذه مسألة مبادئ أصيلة مشرفة أخلاقية إنسانية ليست المسألة إيرانية أبداً وإذا كانت إيران تتبناها فهذا جانب إيجابي، لكن من يتبنى ذلك هو لأنه حر لأنه شريف لأنه عزيز وليس لأن يخضع للنفوذ الإيراني فهي مجرد عناوين يرفعونها لإخضاع اليمن للحضن الإسرائيلي والأمريكي وحضن العمالة لأعداء الإسلام وأعداء الأمة وأعداء البشرية.

هذا العدوان بأهدافه الحقيقية التركيع الإذلال الإخضاع للشعب اليمني ومواجهة الثورة الشعبية في توجهها المستقل والحر وبممارساته الإجرامية بكل ما يفعله أيضاً لا شرعية له أبداً بكل مقاييس الحق والعدل على الإطلاق.

وموقف مجلس الأمن غير مفاجئ، نحن كنا سنتفاجئ بقرار مجلس الأمن لو وقف موقف العدالة والصدق، موقف الحق، كنا سنتفاجأ لأن مجلس الأمن عبارة عن مجلس للقوى الكبرى لتقاسم النفوذ والهيمنة، هذا أمر واضح، هو مجلس القوى الكبرى المتغطرسة ذات الطمع والنزعة الإستعمارية وتقاسم النفوذ والهيمنة، فلسطين شاهد على أن مجلس الأمن لم يكن يوماً من الأيام ليقف مع الحق والعدالة لصالح المستضعفين!!

إذا لا شرعية للعدوان لا بموقف مجلس الأمن غير العادل ولا أيضاً بالمواقف الأخرى، ولا أيضاً بالمواقف الأخرى بالاعتبارات الأخرى بالمقاييس الأخرى، بالادعاءات والتبريرات الزائفة، لكن الذي يمتلك الحق في موقفه والحق في تقرير مصيره والشرعية في توجهه هو الشعب اليمني.

الشعب اليمني يمتلك حقاً إنسانياً وفطرياً أقرته شريعة السماء وقوانين الأرض والعرف الإنساني في مواجهة العدوان الخارجي والغزو الأجنبي.

اليوم الشعب اليمني يمتلك الشرعية القرآنية شرعية الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه في مواجهة عدوان استهدفه إلى أرضه، استهدفنا كيمنيين إلى بلدنا إلى قرانا إلى مدننا إلى مناطقنا بغير وجه حق ولا نحتاج إلى إذن لا من مجلس الأمن ولا من غيره، شرعينا هي هذا (القرآن) في هذا الكتاب، هذه هي شرعيتنا في كتاب الله تعالى.

الله يقول: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير).، الله يقول: (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل، إنما السبيل على الذين يظلمون ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم).

الله يقول: (فمن اعتدا عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتداء عليكم).

الله يقول: (ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنهو الله).

الله يقول: (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون).

هذا هو الموقف الصحيح والعادل والمحق موقف شعب يتصدى لعدوان عليه وغزو عليه، غزو همجي وظالم وباغ، وفي ظل استمرار هذا العدوان نؤكد على جملة من المواقف:

1-     لن يستسلم شعبنا اليمني العظيم أبداً وهو صامد وثابت، وهو معتمد على الله تعالى، الذين يظنون أنهم وبجرائمهم الوحشية وعطرستهم وكبريائهم وطغيانهم وما يفعلونه بهذا الشعب من قبل وحصار أنهم سيخضعون هذا الشعب ويركعون هذا الشعب لهم، وتحت أقدامهم واهمون وأغبياء.

شعبنا اليمني لن يستسلم أبداً، ولن يخضع ولن يخنع أبداً، وهو معتمد على الله.

نحن في هذا الشعب كل رهاننا على الله، كل اعتمادنا على الله، متوكلون عليه، هم سقفهم الأعلى هي أمريكا، منتهاهم أمريكا، إعتمادهم في موقفهم على أمريكا، كل رهانهم على أمريكا، لا بأس.

ونحن رهاننا على الله، واعتمادنا على الله، ولذلك لن نبالي أبداً، وقد ثبت تجاه جرائمهم الوحشية أن حتى الأطفال في هذا البلد إنما زادوا إباءً وعزة وحماساً وظيماً، وبعزيمة الإيمان هذا هو يمن الإيمان يمن الإيمان وبعزة الإيمان أيضاً ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين.

2-     من حق شعبنا أن يتصدى للعدوان وأن يواجه المعتدي بكل الوسائل وأن تستفيد من كل الخيارات المتاحة، طالما استمر العدوان فهذا حق مشروع لشعبنا اليمني، وحسب ظروف المعركة وما يناسبها.

لا نسمع الصراخ والصياح لأنهم من البداية تهيبوا في عدوانهم على هذا الشعب وهم عمدوا على أن يستأجروا جيوش بفلوسهم وأن يستدعوا مرتزقة آخرين أيضاً من أقطار أخرى غير تلك الجيوش وهم يصيحون ويصرخون ويستغيثون ويطلبون من أهل الدنيا أن يعينوهم في عدوانهم.

عندما يتحرك شعبنا اليمني بعد هذه المدة من الاستهداف والإجرام والعدوان والقتل لكل أبناء الشعب رجالاً ونساءً وأطفالاً، كباراً صغاراً لا نسمع الصياح والاحتجاج والانتقاد، هذا عدوان مستمر وفي مواجهته لا يمكن أن نخنع أبداً.

أيضاً فيما يتعلق في هذا السياق أتوجه إلى شعبنا اليمني العظيم بالتوصيات التالية:

أولاً: بالتوكل على الله.. مهما كانت إمكانات اولئك مهما راهنوا على ما لديهم من أموال وعتاد ودعم من هنا أو هناك، فأنت توكل على الله وثق به والتجئ إليه، وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيراً نعم المولى ونعم النصير.

والله للاعتماد عليه سبحانه وتعالى أعظم عزاً وأضمن نصراً من الاعتماد على أي أحد في هذا العالم، وما النصر إلا من عند الله، ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره.

ولا تبالوا بأي ضجيج وتهويل من هنا أو هناك أبداً، هذا هو يمن الإيمان والمؤمنين كما حكى الله عنهم “الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل”.

وهكذا فقولوا دائماً حسبنا الله ونعم الوكيل، قولوها وكذلك اجعلوها في وجدانكم وشعوركم وإحساسكم وعميق إيمانكم.

أيضاً بالصبر والثبات أوصي شعبنا اليمني بالصبر والثبات إن الله مع الصابرين، صبر في مقام العمل، في مقام التحرك في مقام المسؤولية.

وأن يكون الله مع الصابرين، فهذا كاف، من كان الله معه فهو في موقف القوة.

وأيضاً برص الصفوف وتعزيز التكاتف الداخلي مهما كان هناك من خلافات سياسية فيما بين المكونات السياسية أو أي أطراف لا ينبغي أبداً أن تؤثر أي خلافات سياسية أو إشكالات صغيرة هنا أو هناك على حساب التكاتف والتعاون لمواجهة عدوان يستهدف البلد بكله، ويستهدف استقلاله ويستهدف الشعب جميعه.

يجب أن يكون هناك تكاتف وتعاون ورص للصفوف وتظافر للجهود هذه مسؤولية وهذا واجب وهذا الذي يفيد هذا الشعب.

أما أي أطراف سياسية غبية أو حمقا تراهن أو تعلق آمالها في تحقيق  مكاسب سياسيةمن خلال وقوفها مع العدوان وتأييدها للعدوان فهي خاسرة.

هي أولاً تسيء إلى نفسها بارتكابها خيانة وطنية بكل ما تعنيه الكلمة، بتأييدها الظلم بتأييدها الباطل، بتأييدها الآخرين على شعبها وقومها وأرضها هي تجني على نفسها بذلك.

والتاريخ بكل الأوطان التي تعرضت للغزو الخارجي والعدوان الخارجي التأريخي يثبت أن كل الأطراف التي تتعامل مع العدوان الخارجي وتتآمر مع العدو الخارجي ضد شعبها وضد بلدها تكون هي في نهاية المطاف الطرف الخاسر هذا مؤكد، وليقرأ التاريخ.

أنا أدعوا البعض في حزب الإصلاح أن يقرأوا تاريخ كل الدول والأوطان التي تعرضت لغزو خارجي.

أيضاً تكثيف الجهود العملية في الجبهة الداخلية مستهدفة بشكل كبير، والقوم يبذلون المليارات في سبيل إثارة المشاكل هنا وهناك لأنهم لا يريدوا أن يغرقوا هذا الشعب في صراعات في الداخل وأن يحركوا عملائهم من المستأجرين من المرتزقة ليثيروا مشاكل هنا وهناك مما يمهد لهم الغزو الخارجي فإنا أدعوا الجميع وهي مسئولية على الجميع أن يكثفوا الجهود في الجبهة الداخلية للتصدي للغزو الخارجي ، للتحرك في كل الاتجاهات إعلاميا وعسكريا وأمنيا واقتصاديا وفي كل المجالات والجهوزية لكافة الخيارات والسيناريوهات ، سواء من جانبنا أ من جانب الغزاة .

أيضا أقول لشعبنا اليمني العظيم التحدي مهما كبر أنتم بالله أكبر ، عامل القوة أ،،ا معتمدون على الله وهم معتمدون على أمريكا ، اننا مظلومون وهم ظالمون ، اننا معتدى عليهم وهم معتدون باغون فلذلك كل عناصر القوة هي لصالحنا ، العناصر الاساسية التي تبنى عليها سنن الله مع خلقه .

أيضا لنجعل نصب أعيننا تعليمات الله تعالى التي حددت أسباب النصر ولنتمسك بها ، والله سبحانه وتعالى أوجز هذه العناوين عندما قال “يا أيها الذين أمنوا إذا لقيتم فئة فثبتوا ، هذا اولا الثبات وما هناك أي خيار آخر إلا الثبات.

الذين يراهنون على الاستسلام فاشلون الذين يراهنون على أي خيارات أخرى فاشلون وسيثبت الواقع أنهم فاشلون .

الثبات هو الذي له ثمرة حقيقية ونتيجة صحيحة ، واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون هذه من المسائل الكثيرة التي نوصي بها ، الإكثار من ذكر الله تعالى “وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصاب ين ” هذه عناصر أساسية وعوامل أساسية للحصول على النصر الالهي وهذا الذي ننشده ونعول عليه وفي ظله لا نبالي مهما كان حجم المؤامرات والمكائد .

في ختام كلمتنا نتوجه إلى الله سبحانه وتعالى أن يرحم شهداء شعبنا وأن يشفي جرحانا وأن ينصر هذا الشعب ، وأن يجعل دائرة السوء على المعتدين.

وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..