محافظة ذمار .. لوحة من لوحات الصمود والتضحية في وجه العدوان.
ذمار نيوز../ 7 رجب 1439هـ الموافق 24 مارس، 2018م
بعد مرور ثلاثة أعوام من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن تختزل لغة الأرقام همجية القتل والتدمير والحصار الجائر في محافظة ذمار التي لا تختلف كثيراً عن سائر محافظات الجمهورية. غير ان ثلاثة أعوام بكل ما حملته من ارقام ومؤشرات عن همجية العدوان وحصاره لن تغير من ثابت وصمود أبناء ذمار وتضحياتهم العظيمة. وستظل ابجدية الثبات والصمود والتضحية أسمى الأبجديات في الحاضر والمستقبل متجاورة لغة الأرقام وعالم المقاييس والكمية وستعيش مفرداتها خالدة في الذاكرة الوطنية ..
الثورة / تحقيق: ماجد السياغي
شهداء وجرحى
وحشية القتل التي قامت بها طائرات تحالف العدوان واستهدفت الأمنيين في بيوتهم من الأطفال والنساء وكبار السن لا تختلف كثيراً في محافظة ذمار عن سائر محافظات الجمهورية .
حيث بلغ عدد الشهداء منذ اول غارة والتي كانت يوم الثلاثاء بتاريخ14 ابريل من العام 2015 م (166) شهيد و اكثر من (300) جريح جلهم من النساء والأطفال ولعل اكثر هذه الجرائم بشاعة هي جريمة عرس سنبان التي راح ضحيتها( 43) شهيد وأكثر من (90) جريح اصابة العديد منهم بالغة.
تدمير مقدرات الوطن
مبانٍ حكومية لطالما انتفع الكثير من خدماتها ومؤسسات تعليمية احتضنت طموح النشئ والشباب لبناء غدٍ واعد والكثير من المؤسسات العامة ذات الطابع المدني والإيرادي لم تسلم من همجية حقدٍ أرعن . حيث بلغ عدد المنشئات المدمرة التي كانت أهدافاً مباشرة لمرمى طائرات العدوان اكثر من (46) منشأة عامة حكومية ابرزها المجمعين الحكومين بعاصمة المحافظة ومديرية عتمة ومبنى شركة النفط اليمنية واستراحة جامعة ذمار ومتحف ذمار الإقليمي ومركز الرصد الزلزالي والصالة الرياضية والأستاد الرياضي والمعهد التقني الصناعي وكلية المجتمع(الدرب) ومبنى مياه الريف ومخازن التبريد التابعة للمؤسسة الاقتصادية اليمنية في مدينة معبر والعديد من المؤسسات العامة والمنشئات التعليمة . كما طالت غارات العدوان 10طرق عامة و8 مركبات و4 ابراج اتصالات .
الممتلكات الخاصة
ولم تسلم منازل المواطنيين والممتلكات الخاصة من القصف فعدد 266 من المنازل دمرت وتضررت و17 محل تجاري و8 مواتر و22 سيارة و80 رأس من المواشي و3 عنابر لمزارع الدجاج كانت تضم 98 الف دجاجة بياضه 35و الف كرتون بيض الى جانب استهداف مصنعاً للمواد الغذائية ومجمع الحيدري التجاري في مدينة الشرق ناهيك عن عدد من الاراضي الزراعية في بعض مديريات المحافظة.
حصار جائر
لا تقتصر لغة الأرقام على همجية القتل والتدمير وحسب بل تمتد الى تداعيات الحصار الظالم
نراها اكثر تجلياً في القطاع الصحي الذي يشهد تدهوراً واضحاً أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية واكدته المؤشرات والأرقام الصادرة من وزارة الصحة العامة والسكان .
هيئة مستشفى ذمار العام لا يختلف حالها عن بقية الهيئات والمستشفيات والمرافق الصحية.
وتقدم الهيئة خدماتها الطبية لمحافظة ذمار وأجزاء مختلفة من محافظات إب والبيضاء والضالع وريمه وهذا عادة ما يتم في الظروف الطبيعية ولكن مع العدوان والحصار تحملت الهيئة أعباء الكثير من المؤسسات الصحية التي خرجت عن الخدمة على مستوى المناطق الجنوبية والشرقية بالإضافة الى مواطني المحافظات النازحة من مرضى وجرحى .
ومع هذا الضغط وفي ظل هذه الظروف أشارت تقارير هيئة المستشفىى ان مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية يشهد انخفاضا حادا والبعض الآخر نفذ تماما وأدى لتوقف جزئي لبعض الخدمات المقدمه، ناهيك عن مغادرة العديد من الكوادر الأجنبية وهو ما خلق مزيدا من الضغوط على الكادر الوطني الذي ظل يعمل على مدى 24 ساعة.
135حالة وفاة
ووجوهم شاحبة يرسم الخوف والحزن معاً ملامحهم مستسلمين لمرض لا يعرف للرحمة عنوان يحدوهم الحصول على جلسة غسيل كلوي علها تصارع هذا الداء الذي سلبهم قواهم .
هذا هو حال المرضى في مركز الغسيل الكلوي بهيئة مستشفى ذمار العام .
حيث أشار التقرير السنوي للهيئة لعام ٢٠١٧م الى ان وفيات مرضى الفشل الكلوي خلال الأعوام الثلاثة السابقة بلغت (١٣٥) حالة وفاة حتى السادس من نوفمبر من العام ٢٠١٧م نتيجة انعدام محاليل الغسيل الناجمة عن استمرار العدوان والحصار .
وفي هذا السياق أطلقت الهيئة العديد من نداءات الاستغاثة الى شركاء التنمية الصحية والجهات المانحة والمنظمات الدولية لإنقاذ حياة مرضى الفشل الكلوي نتيجة نفاد المواد الأساسية لجلسات الغسيل وأشارت أن مرضى الفشل الكلوي بمحافظة ذمار في تزايد مستمر على المركز باعتباره الوحيد في المحافظة ويستقبل عشرات الحالات من المحافظات المجاورة والنازحين الوافدين من محافظات اخرى .
الأكثر تأثراً
ياني هذا في الوقت الذي بذلت فيه السلطة المحلية وهيئة المستشفى وفاعلي الخير جهوداً متواصلة لرفع الطاقة الاستيعابية للمركز الذي تم رفده بعدد (٢٠) جهاز الا ان القدرة الاستيعابية ليست المشكلة بقدر ما يمثله انعدام محاليل الغسيل من تقلص عدد الجلسات او عدم الحصول عليها وهو ما زاد من خوف المرضى واثقل كاهلهم مع هذا المرض الذي لا يستثني احداً بما فيهم ذوي الدخل المحدود الذين يرون في هذا المركز ملاذهم الاول والأخير ..
وتظل مراكز الغسيل الكلوي من المراكز الأكثر تأثراً بتداعيات العدوان والحصار باعتبارها من المراكز الأشد إلحاحاً للأدوية والمحاليل المقترنة بجلسات نظامية دائمة لتخليص المرضى من السموم التي تجري في دمائهم ، والانتظار يحمل في لحظاته موت العديد من الحالات وتعرض الأخرى لمضاعفات كبيرة.
معاناة ونزوح
استقبلت ذمار 30 الف أسرة نازحة قدموا من محافظات عدة بواقع 197 الف نازح ونازحة يتوزعون على مختلف المديريات بحسب الاحصائيات الرسمية بالمحافظة .
وتسببت عملية النزوح في خلق الكثير من أشكال المعاناة لهذه الأسر والتي تبدأ من النقص الحاد في المواد الإغاثية والايوائية ولا تنتهي عند متطلبات التعليم والصحة والسكن والعمل .
يأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه قيادة السلطة المحلية بمحافظة ذمار الامم المتحدة ووكالاتها ومكاتبها المتخصصة الى تقديم العون والمساعدة وتلبية الاحتياجات الطارئة للتخفيف من معاناة النازحين وتمكين المجتمع المضيف في مختلف المجالات لمواجهة أزمات النزوح الداخلي فعلى الرغم من السخاء الذي لا زال يقدمه أبناء المجتمع المحلي الا ان مواطن الحاجة للأمن الغذائي تتزايد وآليات المواجهة المجتمعية باتت ضعيفة في ظل استمرار العدوان والحصار المتلازمين اما قدرة القائمين في ظل هذه الظروف عادة ما تكون محدودة وغير كافية .
اثار العدوان على الزراعة
يصعب العثور على مزارعين في محافظة ذمار الزراعية لا يشكون تداعيات العدوان والحصار على طول السلسلة الزراعية بدءً بالمنتجات الزراعية ومدخلاتها ومروراً بعملية التسويق والتصدير وانتهاء بآلية العرض والطلب في السوق المحلية .
فما تعرض له القطاع الزراعي من استهداف مباشر كضرب بنيته التحتية واستهداف غير مباشر كالحصار الذي تفرضه دول تحالف العدوان كان له الأثر السلبي على النشاط الزراعي .
ويؤكد المزارعون ان منتجاتهم الزراعية تراجعت بشكل كبير نتيجة ارتفاع أسعار المشتقات النفطية خاصة الديزل وارتفاع أسعار المدخلات الزراعية كالبذور والأسمدة والمبيدات وقطع الغيار إلى جانب ما أحدثه العدوان في شبكة الطرقات من أضرار بالغة كبحت آلية التسويق كل هذه العوامل ضاعفت من معاناة المزارعين وأثقلت كاهلهم وانخفضت أمامها كمية الإنتاج وقابلها صعوبة التسويق والبيع في مختلف الأسواق وتعرض العديد من المحاصيل الزراعية للتلف وخاصة المعدة للتصدير الخارجي ، ناهيك عن آثار تراجع الدخل في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة التي لا تفرح المزارع والبائع والمستهلك.
مواقف ثابتة
غير ان ثلاثة أعوام بكل ما حملته من مؤشرات وأرقام عن همجية العدوان وحصاره لم تغير من ثبات وصمود وتضحية أبناء محافظة ذمار وهو ما أكدته المسيرات الجماهيرية الحاشدة والوقفات الاحتجاجية والفعاليات والأنشطة التي شارك فيها كل أطياف المجتمع على اختلاف مشاربه حملت مضامينها الرفض المطلق للعدوان والتنديد بجرائمه على امتداد الاراضي اليمنية.
و سطر أبناء ذمار أروع ملاحم الوعي والتلاحم والالتفاف الشعبي في وجه العدوان الكوني على اليمن ترجمته اللقاءات القبيلة المعبرة عن تماسك النسيج الاجتماعي واللوحات المؤيدة والمباركة للإجماع الوطني ، وازداد حضورها يوم أعلن المجتمعون النفير والنكف القبلي في
أواسطها ، اما قوافل الجود والعطاء والكرم المسنودة بالمال والعتاد والرجال فقد هبت من كل بيت دعماً لأبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في جبهات العزة والكرامة .
في مشهدٍ حملت مضامينه الصمود الوطني وعكست مفرداته توحد كل أبناء الوطن الواحد الكبير .
مسيرات ووقفات
في الوقت الذي ارتكب فيه العدوان أفضع الجرائم بحق الآمنين في بيوتهم من النساء والأطفال وكبار السن وتدمير مقدرات ومكتسبات الوطن المتزامن بالحصار الجائر على الشعب اليمني ، شهدت عاصمة المحافظة وعواصم المديريات مسيرات جماهيرية حاشدة ووقفات احتجاجية ندد فيها المشاركون بجرائم العدوان السعودي الامريكي في القتل والتدمير والحصار الظالم .
واستنكروا بشدة صمت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أمام ما يتعرض له اليمن وشعبه من مجازر يندى لها جبين الإنسانية ويرون انها ما كانت لتتم لولا تخاذل المجتمع الدولي منظمات وهيئات وتفرعاتٍ ذات صلة . مؤكدين أنّ هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم وسيكون لها ما بعدها.
و ان الشعب بقواه الحية ورجال جيشه وأمنه البواسل سيسطرون أروع الملاحم دفاعاً عن هذا الوطن وسلمه الاجتماعيين .
فعاليات وانشطة
وتعبيراَ عن وعي ابناء المحافظة تجاه ما يعانيه الشعب اليمني من تداعيات العدوان والحصار الظالم اقيمت العديد من الفعاليات والانشطة في مجالات عدة . وتعد المعارض الفنية والتشكيلية احد هذه المجالات حيث نظمت المدارس والكليات معارض الفنون التشكيلية والمجسمات الفنية والكثير من معارض الصور المستمرة خلال فترة التحصيل العلمي .
عبر من خلالها الطلاب وكل الفئات التربوية والتعليمية عن مشاعرهم تجاه العدوان ووحشيته التي استهدفت بحقد مقدرات ومكتسبات الوطن وطالت ببشاعة وداعة الطفل وظرف الشباب وحكمة الكهل جراء الغارات المتواصلة على محافظات الجمهورية . ناهيك عن تداعيات الحصار الجائر الذي يصطاد كل مقومات الحياة .
الجميل في هذه الفعاليات والأنشطة ان الصورة فيها تغني عن الآلاف الكلمات لمن في الداخل والخارج ، فهي تتكلم بكل لغات العالم عن جرائم تحالف العدوان بحق ابناء الشعب اليمني ومقدراتهم .
والأجمل أيضاً من ساهم وشارك في الاعداد من الجانب الرسمي والإعلامي والحقوقي وعديد المهتمين بهذا الشأن.علئ اختلاف انتمائتهم وتوجهاتهم مؤكدين ان ما يعيشه الوطن وأبنائه من عدوان لن يكبح صلفه الا الصمود والثبات والنضال المشترك.
القبيلة حضور فاعل
منذ بداية العدوان الكوني على اليمن سطرت القبيلة في ذمار أروع ملاحم الوعي والتلاحم والالتفاف الشعبي ترجمته عديد المواقف والأحداث نراها أكثر تجلياً في اللقاءات القبلية التي شهدتها وتشهدها مختلف القرى والعزل والمديريات فحلقاتها تتوسع يوماً بعد آخر وإيقاع نفيرها يعلو أكثر من أي وقت مضى ، فبقدر ما تحمله من إدانة واستنكار شديدين إزاء جرائم العدوان المتمثلة في القتل والتدمير والحصار الجائر بقدر ما تبعث برسائل متعددة مضامينها أن للقبيلة اليمنية حضورها الفاعل في صياغة الحدث وولادة الموقف الذي لا تخطئه العين .
ولم تكن ردة فعل القبائل في محافظة ذمار بإعلانها النفير العام في وجه العدوان السعودي الأمريكي واستعدادها المطلق لمواجهته بالإمكانيات المادية منها والبشرية إلا موقفاً طبيعياً عن دورالقبيلة اليمنية التاريخي التليد والتي لطالما جعلت من الغازي والمعتدي والمحتل عظاماً بالية وقبوراً مكلسة ، واليوم تعيد إنتاج دورها الفاعل والمؤثر بتضحية لا تعرف قيود الزمن وصمود عميق كالبحر وثبات عالٍ كالنجوم .
قوافل من الرجال
ورداً على همجية العدوان وجرائمه تحرك أبناء ذمار من مختلف المخاليف قاصدين جبهات العزة والكرامة إلى جانب إخوانهم الذين يمثلون أبناء القبائل من الجيش واللجان الشعبية من مختلف المحافظات يدافعون عن الأرض والعرض متسلحين بعقيدة فريدة يسطرون أروع ملاحم التضحية والفداء ضد شذاذ الآفاق ويرسمون أجمل اللوحات التي لا تتسعها الكلمات مخلدين أمثلة ستتداولها الأجيال .
الشهيد عبد القوي الجبري
كثيرةٌ هي التضحيات التي يسطرها أبناء محافظة ذمار وما الشهيد عبد القوي الجبري الا واحداً من الذين آمنو بحقهم في العيش بكرامة أو الموت دون ذلك ، الشهيد عبد القوي شاب عشريني من أبناء قرية عين عرة بمديرية جبل الشرق ممن آمنوا أن ما يتعرض له الوطن من مؤامرات لابد أن تعمد بالبطولات فانطلق إلى جبهات العزة والكرامة وأثناء دفاعه عن الوطن والعرض والشرف قام مرتزقة العدوان المدعومين من قوات الغزو الإمارتية بدفنه حياً وهو منتصبٌ كعمود النور .
على الدرب ماضون
حين التقينا بإهالي وذوي الشهيد الجبري قالوا لنا “هنئونا ولاتعزونا” هكذا أراد الشهيد وهكذا سنفعل ويضيفون: سنظل أبداً ما حيينا نفتخر بكل الشهداء الذين قدموا أرواحهم لكي نبقى أعزاء شامخين وإن ذهبوا عن أعيننا لن تذهب قضية الوطن وعشق الأرض .
أمّا شباب قرية الشهيد الجبري فقد قالوا لنا نحن على خطى الشهيد ماضون وسنصون دماء الشهداء الطاهرة الزكية بمتابعة المسيرة ملتحقين بركبهم فكلنا مشاريع شهادة وبها ومن خلالها سيحقق الله النصر وسيعود الوطن أقوى مما هو عليه مهما أوغل العدوان ومرتزقته في الإجرام بحق اليمن أرضاً وشعباً ومقدرات .
أما أبناء المجتمع المحلي فيرون أن الشهيد عبد القوي لم يمت وإن مات بنظر المعتدين والغزاة والمرتزقة لم ينكسر فقد سطر بشموخه إروع المواقف التي لا تلبس الحبر ثوباً ولا تتخذ الورق مسكنا. ويرون ان اسم الشهيد الجبري عمّ أرجاء البلاد أمّا عزته وكرامته فهي تبعث القوة وتعزز من مقومات التحدي والثبات في وجه فراعنة العصر.
مواقف الشرف والبطولة
ولم تتوقف التضحية عند بذل النفس وحسب بل والمال أيضاً فقوافل الجود والعطاء والكرم هبت من كل بيت متجاوزة كوابح الحصار الأمامية والخلفية وهمجية العدوان التي طالت المنشآت ذات الأوعية الإيرادية ظناً منه انه سيجفف منابع هذه الأرض المكسية بثوب العطاء .
فالقرى والعزل والمديريات يتسابق ابناؤها على من يعطي في وقت أسرع ويجود بشكل اكبر بقوافل العطاء والكرم المسنودة بالمواد الغذائية والأموال والمواشي دعماً لأبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في ساحات الشرف والبطولة . معتبرين أنها قليلة في حق من دعاهم الوطن فأجابوه باذلين أرواحهم رخيصة من أجل أن نعيش بعزة وكرامة .
حصناً منيعاً
وبفعل الوعي المتنامي شكل أبناء المجتمع المحلي حصناً منيعاً لإفشال مخططات العدو الرامية الى خلق الاضطرابات وهدم المعنويات وتفكيك النسيج الاجتماعي . رأيناها في مفاعيل الاجتماعات واللقاءات الموسعة التي ضمت قيادة المحافظة وقادة الرأي والتأثير التي أكدت أهمية تعزيز الامن والسكينة العامة التي تنعم بها المحافظة وتأييد ومباركة الإجماع الوطني
وتفويت الفرصة على أعداء الوطن بتعميق وحدة النسيج الإجتماعي وتماسك الجبهة الداخلية التي لطالما راهن عليها العدو ولازال يراهن بعد ان فشل في كل رهاناته غير انه مهما أمعن لا ولن يكتب له النجاح وهو ما أكدته المواقف والأحداث التي شهدتها المحافظة في مشهد يعكس واحدية الهدف والمصير الواحد والنضال المشترك في وجه العدوان وجرائمه .
تكافل وتراحم
و أخذ الوعي لأبناء ذمار أشكالاً وقوالب متعددة منها صور التكافل وتعزيز قيم التراحم فذمار التي استقبلت مديرياتها اكثر من 197 الف نازح شتتهم العدوان وجمعتهم المعاناة مد لهم أبناء المجتمع المحلي يد العون والمساعدة وشاركوهم المسكن ولقمة العيش رغم الظروف الاقتصادية الصعبة ومنهم من استقبل في منزله المتواضع 6 أسر يبلغ قوامها 45 نسمة ، وتنامت المبادرات الفردية وأعمال الخير لتمتد الى إقامة المخيمات الطبية المجانية ودعم مرضى الفشل الكلوي بالكثير من جلسات الغسيل للتخفيف من معاناتهم في ظل استمرار العدوان والحصار المتلازمين.
استمرار التعليم
ولكي تكتمل مضامين الصورة شكل أبناء ذمار كتلة متجانسة في وجه العدوان نراها في استمرار التعليم ومتابعة التحصيل العلمي فرغم صلف العدوان لن يثني اكثر من 500 الف طالب وطالبة للمرحلتين الاساسية والثانوية من التقدم لامتحانات الفصل الدراسي الاول من العام الحالي ناهيك عن اكثر من 13 الف طالب وطالبة في المستويات الجامعية احتضنتهم قاعات الامتحانات للدراسة والامتحانات وبرغم تأخر صرف المرتبات إلا ان كل منتسبي العملية التعليمة اثبتوا ان الصمود عنوانهم الوطني وخيارهم الحتمي متسلحين بجواز التعليم للسفر الى المستقبل يحدوهم زينة التعليم في الرخاء وملاذه في الشدة .
تفعيل دور الخدمات
وكما هو معلوم إن الأوضاع التي افرزها العدوان السعودي الامريكي المتزامن بحصار جائر انعكس سلباً على كل مقومات الحياة ، و لتجاوز هذه التحديات صدرت توجيهات المجلس السياسي الأعلى ممثلة في الأخ الرئيس صالح الصماد لتفعيل دور الخدمات في مختلف المجالات وتعزيز العمل الاداري ومتابعة تحصيل الإيرادات و رفد مختلف الجبهات بالمال والعتاد والرجال دفاعا عن الوطن وعزة وكرامة ابنائه .
ومن اجل ذلك تقوم قيادة المحافظة بدور وعمل وجهد إستثنائي لمواجهة كافة التحديات التي فرضها العدوان واتخذت العديد من المعالجات والإجراءات الرامية الى تخفيف معاناة المواطنين وخاصة قطاع الخدمات المرتبط ارتباطاً وثيقاً بحياتهم . وخرجت الاجتماعات مع المكتب التنفيذي والمجلس المحلي وهيئته الادارية واللجنة الأمنية والإدارات العامة بعدد من القرارات الهادفة الى تعزيزالعمل الاداري من خلال رفع تقاريرالأداء وإعداد التقارير والخطط و تفعيل دور الأجهزة الرقابية لتنمية الإيرادات ورفع كفاءة تحصيل كافة الأوعية الإيرادية وتفعيل النزول الميداني لأجهزة الرقابة للاطلاع على مستوى الأداء في جميع الوحدات الإدارية بمركز المحافظة والمديريات.
ومواكبة الأساليب الحديثة في مختلف القطاعات والاستفادة من الكوادر الإدارية للتغلب على التحديات التي فرضها العدوان والحصار.
حملة التجنيد الطوعي
ويرى أبناء محافظة ذمار ان أبناء الوطن هم المعنيون بالذود عن وطنهم مؤكدين ان اليمن قوية بأبنائها المحبين لها والمستعدين للتضحية للدفاع عنها . واليوم يتقاطر أبناء ذمار من مختلف القرى والعزل والمديريات للتسجيل في حملة التجنيد الطوعي التي دعت اليها وزارة الدفاع والالتحاق بصفوف القوات المسلحة التي يرونها بداية مرحلة جديدة من مواجهة العدوان السعودي الامريكي لنيل شرف المشاركة في معركة التحرير ضد الغزاة والمعتدين والمرتزقة. .
النصر اتٍ لا محالة
بات من المقطوع به يقيناً ان لغة الأرقام لهمجية العدوان في القتل والتدمير والحصار الجائر خلقت لغة خالدة ابجدية الثبات والصمود والتضحية تتجاوز لغة الأرقام وعالم المقاييس والكمية وبها ومن خلالها سيتحقق النصر الذي تصيغه دماء الشهداء وانأت الجرحى وصمود الملايين الأحرار وتضحياتهم العظمية فالنصر اتٍ لا محالة و للنصر عيون ترصد الأيام …