الخبر وما وراء الخبر

قراءة في شعر الشهيد عبدالمحسن النمري ودوره في التعبئة العامة

148

|| شعر ||

اعداد / إبراهيم يحيى الديلمي

التعبئة مصطلح لغوي اشتق من كلمة «عبّأ» بمعنى هيأ، الجيش للحرب جهزه، ويقابلها من المترادفات «النفير»، أي القوم الذين ينفرون في الأمر متأهبين للجهاد. وكانت التعبئة في العهود الإسلامية مرتبطة بمفهوم الجهاد، على ما جاء في القرآن الكريم: (انْفِروا خِفَافاً وثِقَالاً وجَاهِدُوا بأمْوالِكم وأَنْفُسِكم في سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُم خَيرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُم تَعْلَمُون) التوبة (41) والتعبئة بمفهومها الحديث الخاص تعني الاستعداد لخوض حرب طويلة الأمد برفع تعداد القوات المسلحة ووضعها على أهبة الاستعداد لمواجهة أي خطر محتمل من قبل العدو أو للانتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم أو العكس وأما التعبئة بمفهومها العام فقد تأتي كحاجة وخيار إستراتيجي شامل ولازم لحسم المعركة عسكرياً في أسرع وقت،وذلك بإيجاد إعلام قوي يقوم بدوره بفاعلية في تهيئة وحث الجماهير في الداخل من الناحية السياسية والنفسية على الصمود والثبات والعمل بشكل جماعي مترابط بعيد عن كل أشكال التفرقة والتباعد بما يؤدى إلى تماسك وتقوية الجبهة الداخلية ويساهم في الحفاظ على استقرار الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في البلاد وصولاً إلى إحراز النصر ضد العدو.

والتعبئة العامة قد تأتي بعد نشوب الحرب أو قبل نشوبها بوقت طويل وذلك من قبيل الإعداد والاستعداد لها نتيجةً لتباين الاتجاهات السياسية وتشابك المصالح ما قد يولد العداء بين الدول بعضها البعض أو بين مكونات المجتمع الواحد،وهنا ندرك مدى الحنكة السياسية لدى السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي استبق الحرب السعوأمريكية العدوانية على اليمن بالدعوة إلى إعلان التعبئة العامة كخيار استراتيجي لا بد منه لردع المعتدين وهو الأمر الذي بدأ يعطي ثماره الطيبة وبدأت الانتصارات اليمنية تظهر على الأفق وبات الفشل والهزيمة السعودية والأمريكية حقيقة ناصعة لا شك فيها.

لقد حرصت المسيرة القرآنية ممثلة بقائدها الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه وإلى اليوم على تعبئة الجماهير اليمنية سياسياً ودينياً واقتصادياً واجتماعياً وذلك من خلال ما حفظته لنا الأيام من تراثه القرآني الفريد استبق به كل ما سيواجهه الشعب اليمني من مؤامرات وحروب كاشفاً لنا في الوقت نفسه عن الهوية الحقيقية للعدو الذي سنواجهه وهو أمريكا وإسرائيل وعملائهما من الحكام العرب،ولم ينس الشهيد القائد التطرق للقضايا العربية والإسلامية وإنما وضعها نصب عينيه مبيناً الأسباب التي أدت إلى تشظيهما وخلق العديد من المشاكل والمعضلات التي باتت تشكل حجر عثرة أمام دول العالمين العربي والإسلامي مبيناً أن أساس تلك المشاكل يتمثل في جهل العرب والمسلمين لعدوهم الحقيقي وأن حلها يكمن في العودة إلى الله وفي التعبئة الصحيحة للأفراد حكاماً ومحكومين الذين تقع على عاتقهم مسئولية القيام بإعادة تقييم علاقتهم بالله تعالى وتقويمها إذ أن المشكلة لا تكمن في الأنظمة بقدر ما تكمن في تهاون وتخاذل وتكاسل الأفراد عن القيام بواجباتهم تجاه أنفسهم وتجاه أمتهم لأن هؤلاء الأفراد هم القوة المؤثرة وباستطاعتهم متى ما متنوا علاقتهم بالله وعرفوه معرفة عدوهم الحقيقي وبالتالي الانتصار عليه في حال ما اعتدى عليهم أو تأمر عليهم وقد قام الشهيد القائد بربط كل تلك المشاكل والحلول ربطاً عقلانياً ومنطقياً بمنهجية القرآن الكريم التي أصبحت بعد استشهاده ثقافة قرآنية لاغنى عنها في السير والتحرك الصحيح الواجب على كل فرد منا بالقدر والدور الذي يستطيعه تجاه كل القضايا والمعوقات التي قد تعترضنا من منطلق العودة إلى الله والالتزام بتوجيهاته القرآنية،وهذا هو ما فعله الشاعر النمري عندما شعر بمسئوليته كفرد من أفراد المجتمع المسلم فنهض لأداء دوره بإخلاص وفاعلية وعزيمة صلبة لاتلين وأتجه للتعبئة العامة بشعره الذي سرعان ما انتشر إلى أن أصبح ترنيمة المنشدين وملهم الثوار والأحرار في ساحات الثورة وعليه وعند قيامنا باستخراج ذلك الدور من شعر الشاعر الشهيد عبد المحسن النمري كونه كان شاعراً وثيق الصلة والارتباط بشخص الشهيد القائد ومن أتباعه ومريديه وممن أيقنوا وآمنوا بكل أفكاره المستنيرة نجد أن الشاعر النمري قد تلقى فكر الشهيد القائد بأذنٍ واعيه وعقلٍ لبيب ومدرك لحقيقة ما يجري من حوله ما دفعه لتجسيد هذا الفكر في أغلب قصائده الثورية كأساس موضوعي لشعره فكانت تلك القصائد هي المرآة العاكسة لفكر الشهيد القائد والمتحدث الرسمي بلسانه والمقيمة حجته على الناس باعتبارها الحجة التي لا تقبل الشك.

التعبئة الفكرية والسياسية في شعر النمري:

لقد كانت كل القصائد التي صدح بها الشاعر النمري أنموذج حي للمعنى التعبوي الداعي إلى معرفة الحق والسير بعد ذلك في مساره المستقيم والاستعداد الدائم لمواجهة ومقاومة العدو الأخطر للمسلمين ومروجاً لفكرة أن من يملك العقيدة الصافية والنقية من أوساخ التعصب والنفاق والانتهازية يملك النصر والغلبة والتأييد الإلهي على عدوه،هناك الكثير من قصائد الشاعر النمري التي ركزت على التعبئة الفكرية والسياسية لا يسعني الحديث عنها كلها لذا سوف أكتفي بقراءة وتحليل بعضاً من أبيات إحدى قصائده الطويلة التي احتوى عليها ديوانه الشعري الأول (بداية الأحداث) وذاع صيتها في البلاد عندما جاءت مختصرة على هيئة نشيد حماسي بعنوان حيا بداعي الموت مع ملاحظة أنها في الديوان جاءت بعنوان مختلف (ثوري يا عواطف واغضبي) يقول الشاعر النمري وقد أحس بالغربة في وطنه مستعيناً بالله وكاشفاً اللثام عن الحقائق المغيبة خلف أستار الخداع ومنتقداً سياسة القمع والترهيب التي كانت السلطة تمارسها ضد الشهيد القائد لمنع صوته وأفكاره من الانتشار وفاضحاً في الوقت نفسه مزاعم تلك السلطة حول الفاسدة إيمانها بالديمقراطية وحرية التعبير والرأي كأساس للحكم :

بديت باسم الله ثوري يا عواطف واغضبي

لله غضبة حق صيحي في الجهات الأربعة

أنا مواطن فيك يا شعب اليمن وإلا أجنبي

من حقي أتكلم وصوتي ذا الحكومة تسمعه

قادة ومسؤولين في الأحزاب صلوا على النبي

صار اليهودي اللي يدبركم وتشتوا نتبعه

يا مجلس النواب يا شورى الوطن ما هو غبي

قلب الحقائق صعب والتعتيم جهل وزوبعه

ثم يعرج شاعرنا على مدى الانحطاط القيمي والأخلاقي الذي وصل إليه قادة الجيش نتيجة تسليمهم بالولاء والعبودية لأمريكا وتدافعهم وإمعانهم في العدوان والتنكيل بالأصوات الشعبية الحرة التي يسعى أصحابها إلى الإصلاح، ثم يعمد إلى تحذير الشعب من العدو والشيطان الأكبر أمريكا التي لا تظهر بجلاء وإنما تظهر من سياسة وتصرفات أدواتها وعملائها التي تتحكم في مصير الشعب مشدداً على ضرورة التبرؤ من هذا العدو الخفي وأدواته لافتاً الانتباه إلى أن الواجب على الجيش هو التوجه لضرب إسرائيل وليس ضرب الشعب وأصواته الحرة:

ما عاد به في الجيش في الضباط في القادة أبي

مات الضمير الحي وأمريكا هي اللي تدفعه

الله أكبر لا قد أمريكا تخلي صاحبي

يضـرب علي يواجه القرآن بأفتك ما معه

من صاحب أمريكا وعادانا وقال لها ارحبي

فتح لها صدره وسايس في خويه يرفعه

نبرأ ونتبرأ تبرى الله منه والنبي

والى اليهود وشـرع اللي بوش نفسه شـرعه

الواجب أن نضـرب على إسـرائيل بالجيش الغبي

وإلا تخلي بوش وأمريكا يجينا نصـرعه

يشير الشاعر إلى أن هوية المخرب الحقيقي للوطن هي الحكومة نافياً عن نفسه هذه التهمة التي تدعيها الحكومة فهي لأنها قررت ضرب مواطنيها انتصاراً للشيطان الأكبر أمريكا وإرضاءً لها مؤكداً وبقوة أن المظلوم المؤمن بعدالة قضيته والرافض لكل محاولات ابتزاز المواقف سيظل صامداً ولن يستسلم لكل محاولات تركيعه وإخضاعه مهما بلغت شدة الضرب والتدمير :

دام الحكومة قررت والضغط معروف أجنبي

تضـرب وطنها كل حر يعيش فيها تقمعه

فاحنا نقل هيا اضـربي هيا اضـربي هيا اضـربي

وادعي الحلايف مستحيل الحلف حقه ينفعه

بعد ذلك يتجه الشاعر إلى تسبيب تحديه لقوى العدوان في البيت السابق بتعويله على الله الذي فوض إليه أمره ومصيره محتجاً على المعتدين بأن قوتهم التي يضربون بها ليست شيئاً أمام قوة الله وأن المستضعفين في مواجهة قوى الاستكبار والغرور هم من سينتصرون في نهاية المطاف ولو لم تكن لديهم القوة المناسبة للدفاع عن أنفسهم ومواجهة ورد العدوان،فالله مصدر قوة المستضعفين وهو الكفيل بنصرهم مادامت قضيتهم عادلة ومحقة وعلاقتهم بالله قوية ومتماسكة :

لو قوة العالم معك تضـرب فلازم تغلبي

ذه قوة الله يا خفيف العقل واحنا اللي معه

صـرنا به أقوى من جميع قواك وأنت المتعبي

جرجر ذيولك وانسحب وإن تشتي الموت اتبعه

موتاي في الجنة وموتاكم في النار ارحبي

واتقدمي نسقي عدو الله من الموت أشنعه

يستمر الشاعر النمري في تحليقه الشعري وقصفه المركز لمواقع الخلل في الحكومة شاهراً للعيون عن هويه صاحب القرار الحقيقي فيها ومبيناً الأسباب الحقيقية وراء اعتداءاتها المستمرة ضد قائده الثائر الحر الشهيد السيد حسين بدرالدين الحوثي:

قل للحكومة ليه تتعدي الحدود وتحربي

والجيش فوقي حط صاروخه وجهز مدفعه

أكبر جريمة تقصف الشعب العزيز وتذهبي

للبوش وتضحي بدين الله من أجل أربعه

شارون هو والبوش والدولار والذل اضـربي

والبوش يصنع كل ما في وسعه إنه يصنعه

يستمر شاعرنا الفذ في استرسال بقية أبيات قصيدته وقد زاد من تصميمه على ترديد الشعار كموقف سياسي لا مفر منه في المواجهة والمقاومة وسبيل واضح للخلاص وتحقيق النصر:

من أجل دين الله يرخص كل غالي مطلبي

أثأر لدين الله وشعاري على الكفر أرفعه

اللهُ أكبر كل شـي غيره صغير مذبذبي

هذه شهادة قالها ذا الكون كله بأجمعه

والموت لأمريكا يموت الطاغية والمذنبي

عدوة الإنسان والشيطان يلقى مصـرعه

والموت لإسـرائيل مت يا مكر مت يا ثعلبي

يا كفر يا طاغوت مت والقى الفنا وتجرعه

واللعنة اللعنة على كل اليهود مركبي

لعنة من الله في الكتاب منزلة ومشـرعه

والنصـر للإسلام والعزة لدينه والنبي

والأولياء من صفوة المختار وآله تشفعه

يعود الشاعر للتأكيد على تمسكه بمبادئه واستعداده للموت ثمناً لها كيف لا وهو المرحب بالموت في سبيل الله وفي سبيل قضيته :

من أجل هذا يا نجوم الكون باسمك جوبي

على جميع الناس من يشتي جوابي يسمعه

حيا بداعي الموت قل للمشـرقي والمغربي

إنا جنود الله بعنا بيع ما حد يشفعه

الروح له والقلب له والدم له مقربي

والربح لي والفوز لي يوم اللقا في مجمعه

يواصل الشاعر النمري تصديه للأعداء مسترسلاً وبقوة ألفاظه وعباراته الجزلة في الدفاع عن الشهيد القائد وكيف كان الناس يعيشون في ضياع والأوضاع مترديه إلى أن برز هو كالبدر وهو يحمل منهجه القرآني كحل لتصحيح تلك الأوضاع وتغييرها إلى الأفضل:

يا سيد السادات ما كنا بغيرك نحسبي

ما للقبايل كرت والسادة ظلايم موجعه

ضعنا في العالم وصيحنا ولا حد جوبي

عشنا المرارة والألم والذل والجور أبشعه

تهنا وضيعنا عقيدتنا شباب وشايبي

واتجمد القرآن ما حد جا بعلمه يدفعه

لمين لاح البدر من فوق الثريا يلهبي

والنور شعشع والأمل والحق جانا مطلعه

التعبئة العسكرية في شعر النمري:

شرع الشاعر النمري في التعبئة العسكرية بشعره منذ أول حرب ظالمة شنتها السلطة على الشهيد القائد وعلى كل من كانوا معه وقد تمثلت هذه التعبئة في الدعوة للوحدة ورص الصفوف استعدادا للمواجهة كما حث كلما تقطعت حبال الصبرعلى الأذى والعدوان على القيام ضد الظالمين دفاعاً عن أي عدوان قد يقومون به ضد المظلومين والمستضعفين وقد جاء شعر النمري زاخراً بالكثير من القصائد التي تدعو في مجملها إلى التعبئة العسكرية ومن تلك القصائد قصيدة أركعي يا معاني التي مثلت درة من درر النمري،يقول النمري راسماً الصورة التي أضحى عليها الميدان وقد غطاه غبار الحرب وبعدما بدأ الظالمون في عدوانهم كخيار آحادي لحل المشكلة التي كان من الممكن حلها بالتفاوض :

طبلة الحرب دقت دقدقي يا دفوف

داعي الحق ومنادي الجهاد أبرقا

تم ينادي النمري الأمة بضرورة توحيد الصف والخروج للجهاد في سبيل الله لنيل أسمى مراتب الشرف والرقي عند الله ولما للحشد العسكري من تأثير في الصمود والثبات واستجلاب النصر والتأييد وإرهاب الأعداء :

وحدي الصف سيري وازحفي يا صفوف

الشـرف والمعالي من بغاها رقـى

واخرجوا في سبيل الله شم الأنوف

من غزا الكفر دينه من دماه استقى

يقوم النمري بعد ذلك بتسبيب هذا الخروج بأن الحياة ليست إلا أياماً قصيرة سرعان ما ستنتهي بالموت وأن الإنسان لم يخلق إلا للجهاد في سبيل الله متى دعت الضرورة إليه :

ويش هي ذا الحياة احنا عليها ضيوف

والضيافة ثلاث أيام ما هي بقا

ما خلقنا لغير الرمح وإلا السيوف

والفرس والمهند لي خيار أصدقا

ثم يؤكد النمري على ضرورة توافر الجاهزية القتالية لكل مقاتل والرضا بالمصير إذ أن المقاتل والمجاهد في سبيل الله يدرك أنه ذاهب لمواجهة الموت كما يدعو إلى نبذ الخوف من النفوس لأن المواجهة تحتاج إلى شجاعة وصلابة

بندقي في يميني والجعب في الكتوف

والكفن فوق راسـي موت وإلا نقا

إن سـرينا الليالي ما عرفنا أي خوف

وإن بدا الصبح فينا ما نهاب اللقا

بعد ذلك يقوم النمري ببث الرعب في نفسية أعدائه بأسلوب حماسي قوي يؤكد فيه ثقته في الانتصار عليه ويعده بالطواف حول داره لأن الباغي يظل ضعيفاً مهما عظمت قوته ولا يمكنه تحقيق النصر مهما فعل :

من بغانا لقينا حول داره نطوف

ومن غزانا يعود وكلمته لا سقى

نغرف الدم من كأس المنايا غروف

كل راس إن غزانا مرتفع دنقا

لقد كان الشاعر النمري بحق الشاعر الفريد والاستثناء الذي أمتدحه وأورده الله تعالى في كتابه على لسان نبيه الأكرم محمد (ًص) في آخر سورة الشعراء حين تحدث عن طبيعة ونفسية الشعراء المجبولة على النفاق والكذب قائلاً جل وعلا : (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ* أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ* وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (الشعراء) لأنه لم يكن من الشعراء الغوغاء وكان يفعل ما يقول وكان فوق هذا وذاك نعم الشاعر المؤمن المظلوم الصالح الذاكر لله والمنتصر به كيف لا وقد كان المجاهد والمقاتل الصنديد بالكلمة والبندقية في آن واحد.