الخبر وما وراء الخبر

تأهيـــل إلهــــــي للتمكين!!

56

بقلم / همـــام إبراهيم

تعيشُ البشريةُ منذ خلق الله الأرض في ظل نِعَمِ الله التي لم تنقطع، ليست تلك المجرّدة للعين البشرية، ويعيش الشعب اليمني في واقع اليوم وفي خضم الأحداث الضخمة أجواءً متفردة عن بقية المجتمعات، حيث يختصه الله بتكليف قيادي بشري وصقل لرجاله وشبابه ليكونوا ذلك الفولاذ الذي يجسد رجال الله وجنوده في أرضه.

إنها تلك النعم الواضحة للنفس البشرية التي تلمسها ويستلزم أن تستشعرها بكل ألم وجرح وقهر وظلم وابتلاء وتخلي البشرية عنه في احنك المحن وأشدها.

نعم.. نحن اليوم مقصرّون غافلون عن بعض العوامل التي لها الدور في إطالة درب المضي إلى ما أراده الله للمستضعفين من عباده، نعيش أجواء ودروساً وتنبيهات دورات تأهيلية وتهذيبية روحية وعملية بكل ما تنطوي عليه من تضحيات ومعاناة جسيمة ورفع من مستوى التكليف فيه تحميص وغربلة يريدها الله لعباده الذين قرّروا الارتباط به والسير على النهج الذي رسمه للبشرية، وكذا من ضآلة الإمكانيات وشُحّة الموارد وما يقوم به بعض السفهاء بجهالة أَوْ تحت غفلة نتيجة لابتعادهم عن برنامج سقطت له أرواح بكل قطرة منهم لها ثمن باهظ لا تقدر بملء الأرض ذهباً، وكما البعض زيّن لهم الشيطان بعضاً من تلك الأموال والسلطة والنفوذ وكل ما يُسقِطُ النفس في وحل الشهوات المدنسة من سلطة وجاه ونحو ذلك من الأهواء البشرية، كما لتلك النفوس المؤمنة المطمئنة الراغبة في ما عند الله لا سواه، ليريد الله لها أن ترتقي لتكون محصنة ولتقود مجتمعاً آخر يضافُ إلى مسؤولياتها (مجتمع الخليج العربي).

من هنا حكمة الله تربي من دافع الرحمة والكرم الإلهي الدائم، لنعيش ليل أيامنا ونهارها أجواء التربية الروحية والتهذيب والتنقيح والتحميص الشديد لإرادة إلهية وهدف سامي يرتقي بالروح البشرية لتكون مؤهلة مهيئة بمستوى التمكين والنصر ووفاءً من الله لتلك الأرواح التي سافرت إليه كريمة وفية صادقة ولأولئك الأطفال الذين حيّروا ملك الموت من هول الإجرام بهم من طواغيت الأرض وصواريخ شيطان مجرم وخونة باعوا حياتهم للمال المدنس الذي لم يلحقوا أن يتمتعوا به، وباءوا بغضب ونهاية مخزية ولقاء شنيع يوم القيامة أمام الملك العزيز الجبار.

حجم التكليف يرتفع بركود الناس وبقائهم على مستوى واحد وتقصير وجمود في التزود بالقرآن والوعي وتدني الأخلاقيات والإيثار والتراحم والتكافل، ولما تتطلبه المسؤولية أمام الله تفترض التطور والارتباط المكثف بالله ورفع مستوى الوعي والاهتمام بقضايا المجتمع والتركيز على الإحسان كعامل هام في تربية النفس وجذب الناس حين تفهم معاناتهم فمن خلال هذه المسائل نصل بها إلى تحقيق الاستحقاق في التمكين والنصر، ونيل الاستخلاف الإلهي ووراثة الأرض فالأرض يرثها عباد الله الصالحون، ويطمس الله الظالمين الطواغيت بتدخلاته السماوية فنرى الآيات والعبر والدروس تظهر في آية النصر وهزيمة وزوال سلاطين الطغيان وأولياء الشيطان وتجلي الوعد الإلهي الصادق المحقق وفق المعايير القرآنية..

مطلوبٌ منا اليوم المزيدُ من الوعي والتراحم والعطاء والتكافل والإحسان والاستشعار المستمر والجاد بالمسؤولية أمام الله وشعبنا ورفد الجبهات بالمال والإنفاق قضية هامة تجسد حقيقة كُلّ ما ذكر وكذا رفدها بالرجال العظماء الشرفاء الذين كتب الله النصر على أيديهم، الجميع مطلوب منه على حدٍّ سواء، فكل فرد عليه تكليف قرآني بتوجيه من الله ومن واقع انتمائه للإسْلَام واختياره لمنهج محمد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وإنسانياً وأخلاقياً وقانونياً وكل هذا مصحوبٌ بالثقة بالله والتفاؤل بحبل الله والتمسك به ولن يخذل الله هذا الشعب المظلوم والمكلوم الذي لم يحمل سوى الخير والسلام للإنسان.