الخبر وما وراء الخبر

الصبر والتقوى شيئان مهمان في ميدان المواجهة مع أعداء الله

126

وفي ميدان المواجهة مع أعدائه يأمر المؤمنين بالصبر والتقوى {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا}(آل عمران: من الآية125) {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا}(آل عمران: من الآية200) التقوى لابد منها، التقوى كحالة نفسية تسيطر على مشاعرنا الحذر الشديد من أن نقصر، أو نهمل، أو نبتعد عن ما أرشدنا الله سبحانه وتعالى إليه، التقوى فيما تعنيه من انطلاقة في التحلي بالفضائل، من انطلاقة في كل العبادات التي شرعها الله سبحانه وتعالى لنا نؤديها كاملة بشكل واعٍ، نفهم مقاصد الله سبحانه وتعالى، ومقاصد كتابه في تشريعها.

إذا فقد الناس التقوى في نفوسهم وفي أعمالهم فلن يكونوا أبداً جديرين بنصر الله سبحانه وتعالى، وسيكون أول من يواجههم هو الله، سيكون أول من يضربهم هو الله، متى ما قصروا، متى ما أهملوا، متى ما ضيعوا.

فهنا بدأ يرشد المسلمين، يرشد المؤمنين كيفما كانوا يرشد الأمة بكاملها، أو مجتمعاً خاصاً ـ وهو الذي يهمنا ـ إذ يهمنا نحن الآن نتحدث مع الزيدية بخصوصها، لماذا؟ لأنه فيما أعتقد أن بقية طوائف الأمة ميئوس منها فيما هي عليه الآن، وأن الطائفة التي لم تعمل حتى أبسط ما يمكن أن تعمله ولو أن تعمل مثل ما عملته طوائف أخرى ممن فشلت أيضاً هي طائفة الزيدية الذين يجب أن يكونوا هم من يتقوا الله حق تقاته، ويجب هم أن يكونوا أول من يهتدي بكتابه.

ألم يقل الله لأهل الكتاب: {وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ}(البقرة: من الآية41) هذه العبارة تعني لا يليق بكم وأنتم أهل كتاب تعرفون الرسالات، تعرفون الكتب أن تكونوا أول من يكفر بهذا الكتاب القرآن الذي أنزلته، وبهذا النبي الذي تعرفون أنه نبي كما تعرفون أبناءكم، عبارة {وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ} أي لا ينبغي لمثلكم أن يكون أول من يكفر وهو ما هو عليه من المعرفة، وبين يديه ما يؤكد أن هذا الذي جاء من جديد ليس بِدْعاً من الرسل، وليس بِدعاً من الكتب.

فالزيدية هم الطائفة الذين يجب أن يكونوا أول من يحمل الاهتمام بأمر الإسلام، الاهتمام بأمر المسلمين، الاهتمام بالعمل لإعلاء كلمة الله، ونحن في وضعيتنا التي نحن عليها ممن يجب أن يكون أكثر انتباها أن يأتينا الموت ونحن غير مسلمين، أو –  كما قلت سابقا –  نتصور بأنه ليس هناك شيء يصل إلينا، كل ما يعمل اليهود والنصارى، كل آثاره تصل إلينا.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

[الدرس الثاني من آل عمران من صفحة [7 ــ 12]].

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.