الخبر وما وراء الخبر

الشهيد القائد: المرأة والرجل كيان واحد تختلف أدوارهما في إطار النهوض بالمسؤولية

83

بقلم / نوح جلاس

تحدث الشهيدُ القائدُ السيدُ حسين بدرالدين الحوثي، في الدرس السابع عشر من دروس رمضان، عن طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة من المنظور القرآني, وفنّد ما لدى الآخرين من ثقافات ومعتقدات حول هذه العلاقة.

فعن الوحدة التي أودعها الله سبحانه وتعالى بين الرجل والمرأة قال الشهيد القائدُ إن “الله سبحانه وتعالى في أكثر من آية ذكر الوحدة القائمة فيما بين الرجل والمرأة: أنهم من نفس واحدة وهذا من حكمة الله سبحانه وتعالى يخلق آدم أولاً، ثم يخلق منه حواء زوجته، لم تخلق بطريقة أخرى مثلاً: أن يخلقها هناك كما خلق آدم من طين من صلصال، فإذا سوّيتها ونفخت فيها من روحي، لا يوجد، خلق آدم ثم جعل منه زوجته، العبارة هذه توحي ليس فقط أنه جعل من جنسه، منه فعلاً؛ لأنه ليس هناك أي معلومات أخرى بأن حواء خلقت لوحدها بطريقة أخرى أبداً، بل خلق منها زوجها، جعل منها زوجها أي: جعل من هذه النفس التي هي آدم زوجها”.

كما أوضح الشهيد القائد، أن هذه الوحدةَ جاءت من باب وحدة المسؤولية وحمل نفس المهمة التي أوكلها الله تعالى للإنسان, حيث قال: “الله جعل الرجل سكناً للمرأة وجعل المرأة سكناً للرجل، جعلها لباساً للرجل وجعل الرجل لباساً لها: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ}(البقرة: من الآية 187)، مهمتهم الأساسية هي كلها هي مهمة واحدة:{إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} (البقرة: من الآية30) أليس الله قال هكذا في القرآن الكريم؟”.

وفي التأكيد على وحدة التحَرّك والمسؤولية، أضاف الشهيد القائد “دورهم، مسئوليتهم في هذه الأرض واحدة، مهمتهم واحدة، هذا الإنسان ـ ولهذا جاء في القرآن الخطابُ بلفظ ناس: {يا أيها الناس}، {يا أيها الناس}، هي تشمل الرجل والمرأة بعبارة واحدة اسمهم: ناس، كلهم اسمهم: بنو آدم، ـ مسئولية واحدة، ومهمة واحدة الآثار الطيبة أَوْ النتائج السيئة كلها تأتي واحدة لا تتصور بأنه بالإمكان أن يكون الرجل يعيش في ظل وضعية صحيحة إلا وتكون المرأة كمثله، أَوْ أن يكون في وضعية مضطهدة ستكون المرأة كمثله في مسيرة الحياة”.

وفنّد الشهيد القائد ما روّجت له بعض الثقافات من مزاعمَ فحواها أن الرجل قد يأخذ وضعية مستقلة عن المرأة في هذه الحياة, مشيراً إلى أن الاختلافَ هو فقط في الأدوار التي سيقومان بها في إطار هذه المسؤولية: “لا تستطيع أن تتصور أنه يمكن أن يكون للرجل وضعية مستقلة عن المرأة أَوْ للمرأة وضعية مستقلة عن الرجل في مسيرة الحياة على الإطلاق، كلها مسيرة واحدة، وكلهم كيان واحد، تختلف فقط الأدوار في إطار النهوض بهذه المسئولية التي هي ملقاة على بني آدم بشكل عام، تختلف الأدوار ليس فقط فيما بين الرجل والمرأة بل فيما بين الرجال أنفسهم وفيما بين النساء أنفسهن وكلمة: {خَلِيفَةً} يظهر من خلالها أنها مسئولية، إذاً فالدور الرئيسي للإنسان بشقيه أَوْ بجُزأيه فعلاً المترابطين: الرجل والمرأة هي ماذا؟ مسئولية بكل ما تعنيه الكلمة أوسع حتى من مسألة النظام الإداري أَوْ المؤسسات الإدارية لأية دولة من الدول، الحياة بكلها مسئولية، المهام بكلها تسمى: مسئوليات”.

كما تطرق الشهيد القائد إلى ضرورة محاربة الأسلوب الخاطئ الذي اتجه إليه الناس وحوّلوا فيه مسمى المسؤولية المشتركة بين الرجل والمرأة إلى اسم “حقوق”, بحيث تفقد المرأة مسؤوليتها في أي دور من أدوار القيام بهذه المهمة التي أوكلها الله تعالى على الجنسين, مشيراً إلى أن اليهودَ تعمدوا هذا النهج: “كانت الغلطة الكبيرة عندما اتّجهوا إلى المرأة، اليهود اتجهوا إلى المرأة ليحسسوها بأنها تفقد الكثير من حقوقها وأطلقوا على كُلّ هذه المسئوليات اسم: حقوق، الوظيفة العامة، الأعمال الإدارية، كلها سمّوها حقوقاً، رئيس، رئيس وزراء، أَوْ وزير معيّن، أَوْ وكيل وزارة أَوْ مدير أَوْ نائب أَوْ أي شيء من هذه سمّوها حقوقاً، وهذه غلطةٌ كبيرةٌ هذه لا تسمى: حقوقاً، هذه تسمى: مسئوليات، والمسئولية عادة يجب على الرجل والمرأة جَميعاً أن يعملوا من أجل أن تكون المسئوليات في المؤهلين لها.