هل كُتب عليكم القتال أم الجدال ؟
بقلم | أمة الملك الخاشب
للأسف أعرف وغيري يعرف من هم وطنيين ومحبين لوطنهم و ويقفون ضد العدوان ويسهرون على هواتفهم الجوالة للصباح أو ينامون قبل صلاة الفجر بساعة أو نصف ساعة ويستنفذون كل طاقاتهم الايجابية الكامنة في دواخلهم وهم ينشرون منشورات جيدة نعم ولا خلاف على ذلك وصحيح أنها تفضح جرائم العدوان وتفضح مرتزقته وتساعد على رفع مستوى الوعي للمجتمع نوعا ما ولكن !!
للأسف هؤلاء المواجهون للعدوان بالفيسبوك وبالواتس أب يوهمون أنفسهم أنهم بالجدال مع هذا ومع ذاك وبالرد على منشور فلان وعلان وبكتابة منشورين أو ثلاثة لا تتعدى أرقام مشاهدتها الى أربعين أو خمسين وربما أكثر وربما أقل بقليل ..
هؤلاء يوهمون أنفسهم بأنهم قد قاموا بدورهم بالجهاد في سبيل الله ويعتبرون أنفسهم في درجة المجاهدين الذين وفقهم الله للنزول في الجبهات و الذين تركوا بيوتهم وزوجاتهم وأولادهم وذهبوا للجهاد في السواحل الحارة وفي الجبال الباردة والقاسية يفترشون الأرض هناك ويقدمون أنفسهم في سبيل الله بكل قناعة لا ينتظرون جزاء ولا شكورا
وهؤلاء المفسبكون يقنعون أنفسهم أنهم يقومون بدور عظيم لمجرد سهرهم على وسائل التواصل يجادلون ويقارعون مع أنهم لو غابوا عن صفحاتهم أو عن مجموعاتهم لن يتغير من الأمر شيئا ولن تتوقف وسائل التواصل الاجتماعي عن العمل
لهؤلاء أقول لهم :- استغلوا طاقتكم ضد العدو في محلها ولا تسنتفذوها في مجرد جدال عقيم لا يؤثر ولا يثمر
وإجعلوا طاقتكم الإيجابية الكبيرة تتفرغ في ميادين الجهاد الحقيقي وبحمل السلاح في وجه هذا العدوان وفي وجه مرتزقته العملاء الذين باعوا أنفسهم للشيطان وتركوا حتى السهر على وسائل التواصل وتركوا بيوتهم وذهبوا للجبهات من أجل المال السعودي ومن أجل إعادة شرعية السعودية على بلادهم فأنتم أيها الصادقون أولى بالجبهات من أولئك العملاء .. ذلك وجهته الكلام لمن يعتقد أنه يواجه العدوان بالفيسبوك أو بمجموعات الواتس آب لأني أحزن لوضع هؤلاء وأشعر بصدقهم وأشعر بغضبهم بعد كل صور جريمة تنتشر مع أن حمل السلاح بعد رؤية صور المجازر والتوجه لميادين الجهاد هو الرد الحقيقي على كل جريمة يرتكبها هذا العداون الذي لا يعرف غير لغة السلاح والقوة فأكيد أنهم يشعرون بالفخر والعز عندما يشاهدون صور الدفع المتخرجة وصور الاعلام الحربي فعليهم أن يحدثوا أنفسهم أنهم أيضا وبكل سهولة إذا عزموا يستطيعون أن يكونوا مرافقين للأبطال في الجبهات فالله تعالى يقول كتب عليكم القتال ولم يقل كتب عليكم الجدال .
ولي كلام أخر لمن يعتقد أنه يواجه العدوان بعمله الثقافي أو الاجتماعي أو أي عمل أخر من المدن الآمنة التي لا مواجهات فيها مع العدو مباشرة
صحيح نحترم ونٌجل كل من يكتب كلمة صدق وكل من يقوم بعمل ثقافي أو توعوي أو مؤسسي أو أي عمل أخر من مكانه وكل من يبذل جهودا في سبيل الله بكل استطاعته وبكل طاقاته ولا خلاف أنهم يقومون بعمل مؤثر
ولكن فليسأل كل واحد منهم نفسه بصدق وإخلاص ..هل هناك شخص بديل يستطيع أن يقوم بعمله في صنعاء أو في غيرها من المدن ؟ أم أن عمله الذي يقوم به لا يستطيع أحد غيره القيام به ؟
هل أعطى فرص للآخرين ليغطوا عمله هل جهز له كادر بديل وعلمهم العمل من باب الإحتياط مثلا إذا اضطر الأمر أن يترك عمله أم أنه سيترك فراغا بعد أن يحصل له شيئ لا قدر الله ؟ رغم أن الحياة لن تتوقف والعمل الجهادي لن يتوقف مهما تركه أشخاص مؤثرين ومهمين لأن الله سيهيأ أشخاص أخرين لمواصلة الطريق .. علينا أن نفكر جميعا بصدق هل كتب الله القتال على ناس دون ناس مثلا ؟ هل هناك استعداد نفسي وروحي من القاعدين ومن المنشغلين بأعمال أخرى يستطيع غيرهم القيام بها أن ينزلوا للميدان في أي لحظة لو تطلب الأمر ؟ طبعا هذا السؤال لن يستطيع غيرهم الإجابة عليه بصدق ..الله تعالى فضَل القتال في سبيله على كل الأعمال الأخرى قال تعالى :-
(( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضَل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ))
نحن الآن على مدخل العام الرابع من العدوان ومن المخجل أن نجد من لم يدرك بعد ماهو واجبه تجاه هذا العدوان ومن لم يفهم أن الله تعالى عدل في سماه وهو من يقول ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) والآية القرآنية تخاطب المؤمنين في كل زمان ومكان وليست محصورة على مكان معين أو زمان معين . فما علينا جميعا إلا النفير النفير بكل قدراتنا لعل الله تعالى أن يعجل بالنصر العظيم والقريب بإ ذن الله والمؤمن يدرك أن الجهاد نعمة كبيرة فتحت للمسلمين لعل الله يدخلهم في أوسع رحمته ويختار منهم شهداء ليفوزوا فوزا عظيما
هنيئا للمجاهدين في سبيله هنيئا لمن باعوا أنفسهم هنيئا لم وفقهم الله تعالى لهذا الطريق العظيم