الخبر وما وراء الخبر

التذكير بنقاط ضعف العدو أسلوب قرآني مهم جداً

208

|| من هدي القرآن ||

اتجه أيضاً لإيضاح النقاط نقاط الضعف وهذا أسلوب قرآني هام جداً ومن أهم الإيجابيات بالنسبة للعدو أنه يبين لك نقاط الضعف فيه حتى تعتبره في الأخير أنه فئة يواجَه بقوة كبيرة وراءه لضربه، الآن أليس الناس في الدنيا هذه عندما ترى دولة معينة أو ترى شعباً معيناً هو عدو لك وترى دولة أخرى متجهة لضربه ألست تعتبر أنه في حالة ضعف؟ في حالة ضعف وقد تتشجع تعمل ضده لأنه في حالة ضعف هنا يقول لنا بالنسبة للمنافقين: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} (النساء: من الآية142) إذاً لا تكترث بموضوع المنافقين بأنهم قد يعيقون تماماً، تعامل معهم تحرك في مواجهة ما يقولونه وفق ما وجه إليه الله ولا يحصل عندك أي احتمال بأن هذه الفئة قد تنجح ويكون لها سبيل على المؤمنين أبداً لماذا؟ عندهم نقطة ضعف كبيرة جداً هم في مواجهة قوة تضربهم هم يخادعون الله وهو خادعهم فمن يكون الله يخادعه، يمكر به ـ كما يقول ـ ويكيد له، أليس هنا يعتبر في موقف ضعيف؟ هذا أسلوب من أهم أساليب القرآن التي تعطي الناس أملا أنه يبين كل نقاط الضعف لدى الطرف المعادي.

{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً} (النساء:142) نفسية مذبذبة نفسية غير مستقرة {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ} (النساء: من الآية143) فلا إن جاء للكافر نصيب يكون محسوباً معهم في النصيب، ولا إن جاء للمؤمنين فتح يكون محسوباً معهم في الفتح يحاول يتطفل هنا وهنا: {أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ} (النساء: من الآية141) عندما يأتي للمؤمنين فتح، ويقولون للكافرين: {أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (النساء: من الآية141).

إذاً هم فئة ضالة ضائعة خاسرة {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} (النساء:143) لن تجد له سبيلاً ليهتدي إليه على الإطلاق، إذاً فالمنافقون هم فئة ضالة فئة أضلها الله أضاعها لن تجد لها سبيلاً ولن يكون لها سبيلاً تنفذ منه إلى المؤمنين فتعيقهم وتضرهم إذا كانوا مؤمنين بمعنى الكلمة لن تجد هذه الفئة أيّ سبيل لهدايتها إلى أيّ هدف من أهدافها، سبيل تهتدي به إلى أي هدف من أهدافها على الإطلاق {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} (النساء: من الآية144) هنا بين كيف النتيجة عندما قال: هكذا شأن المنافقين هم يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين هو بيَّن كيف تكون نتيجة تصرفاتهم ومواقفهم: خاسرون ضالون لن تجد لهم سبيلاً، سبيلاً يهتدي به على الإطلاق.

هذه تهدم أيضاً الأشياء التي يطمح إليها المنافق يحاول يعمل كذا من أجل يتحقق له كذا كرر في القرآن في آيات أخرى مررنا بها أنه فعلاً كلما لديهم من طموحات وآمال لن تتحقق أبداً، فيجب أن يحذر المؤمنون أن يتخذوا الكافرين أولياء تحت أي غطاء كان: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً} (النساء:144) أليس هذا تهديداً رهيباً جداً؟ ستفتحون على أنفسكم المشاكل هي هنا فتَّاح المشاكل إذاً فيجب فعلا أن نفهم.

{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ} (النساء:146) اعتصموا بالله مقابل أن يتولوا الكافرين هم يريدون عزة يريدون منعة يريدون وقاية من الشر فليعتصموا بالله. {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا} بدل ما أفسدوا بنفاقهم أو أفسدوا بتوليهم وإن كان تحت رؤى أو دعاوى مصلحة {وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} معناه أنه هكذا يجب أن يكون المؤمنون عندما يقول: {فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} هل يكون هؤلاء المؤمنين من النوع الذين يقولون: [ليس لهم دخل؟!] هؤلاء ليسوا مؤمنين. المؤمنون يكونون هكذا: تائبين، مصلحين، معتصمين بالله، مخلصين دينهم لله {وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً} المنافقون في الدرك الأسفل من النار وسوف يؤت الله المؤمنين أجراً عظيماً في المقابل. هذا التحذير الهام جداً الذي يتناول أشياء في الدنيا في هذه الحياة ويتناول أيضاً الحديث عن العقوبات في الآخرة جهنم نعوذ بالله.

الله يقول: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ} (النساء: من الآية147) أي أن الله ليس هو الذي يبحث كيف يقلب المصايب عليكم مثلما يقول هناك: {أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً} وعندما يقول في الأخير: {فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} (النساء: من الآية145) ليس معناه أن الله يبحث لمبرر كيف يعذبكم وكيف يسلط عليكم لكن أنتم الذين تفتحون على أنفسكم بما يبدو وكأنه إرادة من جانبكم وكأنكم تريدون أن يوقع الله بكم ما يحذركم منه، هنا أيضاً يأتي يحذر الناس ويبين لهم ماذا سيحصل عندما يبتعدوا عنه وعن دينه؛ لأنه رحيم ليس عدواً وهو غني عنكم {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً} (النساء:147).

إذاً فمن عندكم أنتم ما يقيكم عذابه أما من عنده هو فهو لا يأتي يتمحل كما تعمل أمريكا، أليست أمريكا تبحث هي كيف تصل إلى احتلال الناس وتعذيبهم وإهانتهم هم يحاولون هم يختلقون أشياء ويلصقونها بأي شعب، لا. الله ليست طريقته هكذا، يبين للناس كيف الطريقة التي هي إذا ساروا عليها يكونون مفلحين وناجين وأعزاء وأقوياء .. إلى آخره، تكون النتيجة جيدة بالنسبة لهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويبين لهم أيضاً عندما يخالفون كيف ستكون العقوبة عندما يقول إنها تأتي من عندهم هم من عندكم أنتم أنتم أما الله فهو لا يبحث عن مبررات كيف يعذبكم هذا العذاب في الدنيا أو العذاب في الآخرة أنتم الذين تعملون ما يجعله يقضي بعذابكم. كلمة: {بِعَذَابِكُمْ} تشمل هنا ما يأتي في الدنيا وما يأتي في الآخرة مثلما قلنا التهديد السابق كله حول أشياء في الدنيا وفي الآخرة.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

[الدرس العشرون – من دروس رمضان – سورة النساء]

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ 20 رمضان 1424هـ

الموافق 14/ 11/2003م

اليمن ـ صعدة