الخبر وما وراء الخبر

الصمـاد.. رجل المرحلة

73

بقلم / أحمد حمود جريب  محافظ محافظة لحج

اليمن سفينة تمخر في عباب البحر طولاً وعرضاً لا تخشى رياحه وأمواجه العاتية المتلاطمة، كيف لا، وهي بيد ربان لا تقهره الأمواج المضطربة مهما كان حجمها وقوتها، ربان هذه السفينة هو الاستاذ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى الذي لم يكن يوماً يطمح لأن يكون بهذا المكان لولا خشيته على سفينة اليمن من الغرق.

الصماد الرجل الذي ربما لم يسمع به البعض من قبل أن يتم انتخابه رئيسا للمجلس السياسي الأعلى للجمهورية اليمنية، ذلكم الرجل الذي ظل مهمشا طيلة نظام زعيم الفتنة ورأس الأفعى علي عبدالله صالح، أصبح اليوم رجل مهمات صعبة.

نتفق جميعاً أن اليمن كانت بمثابة السفينة التي تركها ربانها الفاشل والذي أراد أن ينتقم من شعبه الفار هادي المرتهن لدول العدوان – ولا يختلف معنا في ذلك – إلا جاحد، ولذلك تولى الرئيس الصماد قيادة تلك السفينة في ظل تلاطم أمواج دول العدوان السعودي وحلفائه ،والذي حاول بكل ما أوتي من قوة وجبروت أن يغرق سفينة اليمن العظيم ومن فيها في بحر الظلم والاستبداد والوصاية، ولكن حنكة الرئيس الصماد ووطنيته لم تسمحا له بذلك، كيف لا؟ ، وهو من قاوم كل تلك التحديات والتي راهن عليها العدوان بأنه سيهزم إرادة شعب، ولكن أنى له ذلك؟،وهو قد استفز نخوة وكبرياء قائد وأنفة شعب لا يعرفون الوصاية والذل والانكسار.
الصماد ربان سفينة اليمن الواحد والذي أراد زعيم العمالة والخيانة عفاش – إبان ركوبه تلك السفينة – أراد لها خرقا، ليغرق أهلها وشعبها بالتآمر على وطنه مع شرعية الارتزاق والعدوان، ولكن لم يعطهم الرئيس الصماد والذي اختاره الله لقيادة هذا الشعب العظيم الفرصة لتمرير مخططاتهم الدنيئة، فاتخذ من الحكمة والدهاء التي يمتاز بها سلاحاً لوأد تلك الفتنة.

فتنة أخرى قادتها إحدى دول العدوان في جنوب الوطن من خلال تغذيتها لتيارات معينة، وهي الإمارات العربية المتحدة، بهدف تسليمها تلك المناطق مقابل وعود وهمية تزينها للجنوبيين بالانفصال والعودة إلى ما قبل 90م، لكن دهاء الرئيس الصماد وحكمته لم تدفعه نحو الصراع مع قيادات الجنوب، وهو ما تخطط له الإمارات لتستطيع السيطرة على جنوب الوطن والعبث به، لكن الصماد خاطب أبناء شعبه في الجنوب بالعقل والمنطق، واعترف لهم بمظلوميتهم التي يعانون منها والتي كان سببها النظام السابق بقيادة عفاش، وهو ما ثمنه الجنوبيون ورحبوا به، وبهذا يكون الصماد قد أغلق الباب في وجه مساعي الاحتلال الإماراتي للمحافظات الجنوبية.

لم تكن هذه الإنجازات الكبيرة والعظيمة وحدها التي دعتنا لإنصاف الرجل الذي يعمل بصمت من يقود الوطن في أحلك الظروف، ولكن رغم كل هذه الصراعات التي تعصف بالوطن والحصار المفروض عليه جواً وبراً وبحراً من قبل دول العدوان والتي أرادت تركيع الشعب اليمني العظيم، لم ينس الرئيس الصماد الجوانب الخدمية في البلد والتي وفر لها كل الإمكانيات اللازمة لاستمرار حيويتها ونشاطها، رغم تدهور الاقتصاد اليمني بسبب نقل البنك المركزي، وتحويل إيرادات الدولة إلى جيوب مرتزقة الرياض وزعيمهم هادي، لم يكن ذلك الأمر الجلل عائقا أمام عزيمة الرجل الذي حمل وما زال يحمل مسؤولية الشعب اليمني على كتفيه، وهذا الأمر لن ينساه الشعب اليمني والذي يبادل سيادة الرئيس الثقة والتعظيم.