الخبر وما وراء الخبر

الغطرسة الأمريكية وهيمنتها على المنطقة تواجه الرد القاسي من قبل محور المقاومة

164

اختيار “محمد بن سلمان” كـ اداة جديد من قبل الولايات المتحدة والغرب لتنفيذ مخططاتهم في المنطقة لم يأتي الّا بعد فشلهم الذريع امام جبهة المقاومة.

هندسة تنصيب محمد بن سلمان كـ ولي العهد وحذف بن نايف من منصبه كانت كلفته باهضة جداً بالنسبة للعالم الاسلامي، ويجب ان يتخطى جميع الخطوط الحمراء الاسلامية والالتحاق باليهود ونصارى.

وشهدت السعودية تحولات صعبة من قبل، لكن المختلف هذه المرة هو أن الأقدمية لم تعد هي معيار الاختيار، وربما يعاني الشباب الجديد من نقص نسبي في الخبرة وتفويض امر بعض الدول العربية والاسلامية الى المهندسين للانقلاب، وهذا هو الخطر الذي يبدو أن محمد بن سلمان قرر التعامل معه.

توحي الأنباء التي نتجت عن صدور كتاب “النار والغضب: البيت الأبيض في عهد ترامب” (أو تؤكد) أن استلام وليّ العهد السعودي لمقدّرات السلطة كلّها في بلاده لم يكن فعلاً فرضته التطوّرات التاريخية في المملكة بل كان فعلاً مرتّباً ومنسقاً مع البيت الأبيض (كي لا نقول إنه كان مخططا منه)، وهو أمر يسيء في الحقيقة لشخص يفترض به أن يحكم أحد أكبر الدول العربية تأثيراً ومكانة رمزيّة إسلامية، يحوز على منصب يؤهله للقبض على موقع سياسي واقتصادي هائل.

ويرى الخبراء والمحللين ان ترسيخ علاقة محمد بن سلمان مع ترامب تأتي على خلفية تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وعلى رأسها التواطؤ مع الملف الفلسطيني والبناني والسوري والعراقي واليمني والايراني.

اما بشأن الملف الفلسطيني، بن سلمان اقترح على الفلسطينيين بالتخلي عن القدس لصالح الكيان الصهيوني، حيث اشارات صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عرض على الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطة تقضي بإقامة دولة فلسطين دون القدس الشرقية.

ولبنان، يعتبره بن سلمان عدوة لها بسبب حزب الله وعداوتها مع الكيان الصهيوني باعتبار هذا التنظيم يشمل الذراع العسكري الضارب لمحور “المقاومة”، وفي سوريا والعراق بصمات السعوديين جلية واستلمت الملف لدخول الحرب بالوكالة مع محور المقاومة من خلال دعمهم للتنظيمات الارهابية .

وايران هي الهدف الأكبر في عين الاستراتيجية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط و احد معايير انتصاب محمد بن سلمان لولاية العهد، وتأكد ذلك من خلال وضعه على قائمة الارهاب، وفرض عقوبات جديدة عليه.

لكن اليمن وما ادراك ما اليمن، حرب يشبه العالمي عسكريا واقتصادياً على افقر دولة في العالم، حيث يصرح المعتوه محمد بن سلمان في مقابلة خاصة مع وكالة “رويترز” على استمرار حرب اليمن لمنع الحوثيين من التحول إلى حزب الله آخر على حدود المملكة، ولعبت السعودية دوراً كبيرا في حرب اليمن ، ومما ادى هذا الحرب الباطل الى استشهاد الالاف من المواطنيين وتدمير البنية التحتية بشبه الكامل.

يرى المراقبون، لا يمكن لولي العهد السعودي ان ينجح بكل هذه الملفات مازال قضيتهم الاولى والرئيسية (جبهة المقاومة) تحرير القدس ومواجهة الطغاة والظالمين وان ادراة الحرب في هذه الدول بسبب عقيدتها الراسخة صعبة جداً جداً.

كما ان استهداف مقاتلة صهيونية في سوريا بصاروخ مجهول وتدمير منظومة صواريخ باتريوت باك3 في اليمن واطلاق اكثر من 80 صاروخ باليستي تجاه العمق السعودي رسالة واضحة من جبهة المقاومة الى جبهة الشر بأننا جاهزون لخوض معارك اكبر واوسع.