هل السيسي سيكون بوابة خروج التحالف من اليمن؟ ..مغامرة عسكرية فاشلة تعيد ذاكرة 2006
بعد مضي ثلاثة اعوام من الحرب على اليمن وقتل الابرياء وتدمير البنية التحتية والفشل الذريع الذي لحق بقوات التحالف، لازال الجيش واللجان الشعبية صامدون في مختلف الجبهات العسكرية والسياسية والاقتصادية، وهذا ما اثار مخاوف الدول المشاركة ضمن التحالف واربك حساباتهم.
استمرار الجيش واللجان الشعبية في تطوير القدرات العسكرية لاسيما القوة الصاروخية في جميع مجالاتها، بعد استهداف الرياض وما بعد الرياض والمفاعل النووي البراكة في ابوظبي بصواريخ باليستية مختلفة الصنع ومنها بركان 2 وكروز المجنح، سعت الدول المشاركة في عملية ما يسمى “عاصفة الحزم” التي تقع في نفس الاحداثيات او مشابه لها بما فيها مصر والسودان ان تبحث عن مأزق للخروج من مستنقع اليمن.
ما يحدث لمرتزقة السودان في اليمن خصوصا في معارك الحدود السعودية اليمنية (جيزان ونجران وعسير) والسواحل الغربية للبلاد (ميدي والمخا وغيرها من الجبهات) مأساوي جداً وهذا ما وثقتها عدسة الاعلام الحربي اليمني.
اما المصريين قد جربوا القتال في اليمن، فلهذا رفضت الحكومة المصرية ارسال قوات برية للمشاركة في ما يسمى عاصفة الحزم واستخدمت الفاظ عديدة كـ “الجيش المصري لوطنه فقط” و “أمن الخليج جزء من أمننا القومي” و “مصر لن تتخلى عن أشقائها في الخليج وستقوم بحمايتهم إذا تطلب الأمر”، حتى تكسب التأييد السعودي والخليجي وينفس الوقت تضع بصماتها في حرب اليمن دون مشاركة برية.
اما حرب الستينات من القرن الماضي في اليمن صحيح بأنه يختلف بتجربة عسكرية وتطوير القدرات، لكن في قضايا اخرى لايختلف الوضع والحسابات عن الستينيات، وهذا ما يدركه السيسي وحكومته.
شاركت القوات المصرية ببوارجها تحت ذريعة حماية أمن الملاحة الدولية، لكن شاهدنا اعتداء سافر من قبل البوارج المصرية للسواحل اليمنية وواجهه هذا الاعتداء بالرد الحاسم من قبل القوات البحرية اليمنية وتم تدمير عدد من البوارج والزوارق العسكرية المصرية قبالة السواحل اليمنية.
اليوم يسعى السيسي ان يضع بصماته في حرب اليمن تزامنا مع اقتراب الانتخابات المصرية لكسب التاييد العربي الخليجي الامريكي الصهيوني، فلهذا حمل مبادرة سياسية الى سلطنة عمان من قبل السعوديين والاماراتيين إلى اقتحام المشهد الخليجي دبلوماسياً، على نحو يعزز الدور المصري الوسيط في الأزمات الإقليمية، وذلك من خلال طرح رؤية لحل توافقي للأزمة اليمنية.
المباردرة التي حملها السيسي الى مسقط لن تختلف عن سابقها، وانها تتمحور في ضمن اطار المطالب الامريكية الخليجية، وأهم من ذلك مصر تبحث عن مخرج سياسي لمغامرتها العسكرية.
كما ان السعودية والامارات وجميع الدول المشاركة ضمن عملية ما يسمى عاصفة الحزم بعد مرور ثلاثة اعوام غير راغبة في استمرار الحرب وانها كلفت هذه الدول كلفة باهضة اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً.
وان تقديم التنازلات من قبل التحالف بقيادت السعودية امام القوى الوطنية تعيد ذاكرة 2006 وهي خسارة الجيش الصهيوني امام حزب الله اللبناني بعد 12 عام وهذه المرة بنطاق اكبر واوسع اي مشاركة اكثر من 17 دولة عربية واجنبة واعتراف بقدرات المقاومة .