الخبر وما وراء الخبر

تصعيد سعودي قبالة منفذ الخضراء .. تفاصيل وأبعاد

67

…يحيى الشامي

تُلقي قوى العدوان قبالة نجران ومنفذها ” الخضراء” بكامل ثقلها العسكري محاولة إزاحة القوات اليمنية إلى مناطق بعيدة عن مواضعها الحالية، تنفيذاً لهدفٍ رئيس يقضي إيجاد “منطقة عازلة” وملئها بدروع بشرية من المرتزقة والمقاتلين بالإنابة عن حرس الحدود السعودي وجيشها سيئ الصيت والسمعة،ومن مقتضيات هذه المنطقة العازلة أن تأمن السعودية ومواقعها العسكرية الجنوبية من نيران المدفعية اليمنية والصاروخية المتوسطة وتحتمي من هجمات المقاتلين اليمنيين وإغاراتهم وما يترتب عليها من فضائح هتكت عرض هيلمان الملك في المملكة واوصلتها وجيشها إلى الحضيض في سلم الدول المتصارعة على النفوذ، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف تُلقي السعودية بثقلها العسكري مستعينة بجيوش من الدول المتحالفة معها ، وتستأجر آلاف المرتزقة من شتى أصقاع الأرض علاوة على آلاف المرتزقة اليمنيين الذين يمثلون ريع وصايتها على اليمن لقرون طويلة فضلاً عن حشود التكفيريين والمنظمات الإرهابية كالقاعدة وداعش اللذان ادخلتهما السعودية في صفوف قواتها المسلحة وفتحت لهما مخازن الاسلحة، اثر صفقات علنية روجت لها امام شعبها بمصوغات دينية كاذبة، وتكتمت عن كثير من تفاصيلها، و مثلت هذه العلاقة سابقة فريدة في تاريخ الدول وخرقاً فاضحاً للقوانين والأعراف الدولية التي تُجرّم و تُحرّم التعاون والتنسيق مع الجماعات والمنظمات التكفيرية الإرهابية، هذا كله حشدته مملكة بني سعود في خضم معاركها ضد الجيش واللجان الشعبية.
ومؤخرا مثلت المعارك الدائرة حالياً في المنطقة الصحراوية – الجبليّة قبالة منفذ الخضراء وصولاً إلى منطقة اليتمة التابعة لمحافظة الجوف في جغرافياً مُعقّدة ومتداخلة لا تقل صعوبة ووعروة عن سيناريوهات المعارك نفسها التي تصاعدت لتدخل في الفترات الأخيرة في منعطفات حادة ، مثلت ذروة التصعيد العسكري وقمة فضيحة الشراكة المستندة غلى قاعدة الفكر الوهابي والايديولوجيا التكفيرية، وقد دخلت هذه المعارك في مسارات تصعيدية أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع، كان المال السعودي فيها هو العامل الأول في إعطاء المعركة زخماً طردياً مع طول أمدها؛ حيث تنجح السعودية في كل مرة في تعويض ما خسرته من مرتزقة ومقاتلين مستأجرين بفعل استغلالها الوضع الاقتصادي المتدهور في اليمن والذي خلفه العدوان والحصار والحرب في مسارها الاقتصادي، فتجند في كل مرحلة تصعيدية دفعات جديدة وتحتفظ بقوات احتياطية تراهن عليهم في فتح مسارات وجبهات قتال ضاغطة وفقاً لراهن اللحظة العسكرية المعاشة، ففي الأيام الأخيرة وعقب آلاف الغارات التي ظل الطيران يشنها على تلك المناطق بدأت سيناريوهات الزحف الميداني على الصحراء والتباب الجبلية بالتزامن أيضاُ مع التمشيط المستمر والمتواصل أثناء الزحف وفق خطة ما يُعرف بالأرض المحروقة، إلا أن الخرق البسيط الذي أحدثه مرتزقة العدوان في عرض الصحراء وبعض التباب الجبلية فيها لا يُمكن تثمينه بأي من الأهداف الموضوعة من قبل تحالف العدوان والهادفة لإزالة تهديد القوة الصاروخية المتوسطة ( الكاتيوشا والزلزال والصرخة ..) على مواقع ومعسكرات الجيش السعودي وتجمعات مرتزقته قبالة منفذ الخضراء وداخل جبال نجران وخبوتها، خاصة أن المعارك الدائرة ما تزال في سياق الكر والفر ولم تتمكن السعودية ومعها آلاف المرتزقة من وضع يدها وإحكام سيطرتها على أي من المواقع أو المساحات الصحراوية مترامية الأطراف، كما أن قوات الجيش واللجان الشعبية ما تزال تنفذ هجمات متفرقة وقوية يتكبّد فيها جيش العدو خسائر فادحة في عدد جنوده وعتاده العسكري، فضلاً عن تواصل القصف المدفعي والصاروخي على معسكرات الجيش السعودي ومواقعه وثكناته، حيث بلغ عدد المواقع والمعسكرات السعودية المستهدفة خلال الأيام الثلاثة الماضية خمسة عشر موقعاً ومعسكراً، بعضها تكرّر قصفه عدّة مرات وهو ما مثل اول انعكاسات فشل اهداف السعودية.

وفي تفاصيل يوميات القصف المدفعي قصفت مدفعية الجيش واللجان الشعبية تجمعات مرتزقة الجيش السعودي في صحراء البقع وقبالة معسكر البقع وقبالة جبال عليب و كذا تجمعات الجنود السعوديين في المخروق والشرفة وتجمعات مماثلة وتحصينات في موقع السديس وفي موقع الضبعة فيما قتل العشرات من المرتزقة في عمليات القصف المدفعي والصاروخي على تجمعاتهم قبالىة معسكر البقع في استهدافات متكررة تواصلت على مدار الساعات الماضية.
بدورها استهدفت الصاروخية موقع السديس بصاروخ زلزال2على تجمعات الجنود السعوديين بالإضافة إلى قصف تجمعات الجنود السعوديين في موقع نهوقة بصلية من صورايخ الكاتيوشا .
وانكسر زحف للجيش السعودي والمنافقين على موقع السديس حيث سقط قتلى وجرحى في صفوفهم بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الحربي والاباتشي والاستطلاع، وكان قصف مدفعي تسبب بتدمير آلية عسكرية سعودية في موقع السديس كما فجرت وحدة الهندسة آلية عسكرية سعودية بعبوة ناسفة في رقابة الخشباء وتم إحراق آليتين عسكريتين خلال محاولة التقدم على جبال عليب وقد لقي عدد من المرتزقة مصرعهم في العملية وأصيب القيادي المنافق العميد “ذياب القبلي” قائد اللواء 103 بنيران الجيش واللجان الشعبية في المعارك الدائرة في جبهة البقع.
وشهدت جبهات القتال في جيزان عمليات قنص واسعة حصدت قرابة عشرة جنود سعوديين جرى قنصهم في كل من حامضة والرمضة وتبة الخزان بقرية قوى وفي موقع الفريضة ، فيما طاول القصف المدفعي تجمعات للجنود السعوديين في موقع القرن وفي الرمضة وفي جبل قيس وموقع الحسكول وفي قرية الظهر وخلف قرية قمر وفي جبل قيس وفي موقع المحجر وخلف موقع الفريضة و في قرية قمر كما أعطب مجاهدو الجيش واللجان الشعبية آلية عسكرية سعودية تحمل سلاحا رشاشا في قرية حامضة وأطلقت الصاروخية صلية من الكاتيوشا وعدداً من القذائف المدفعية على تجمعات لآليات الجيش السعودي خلف موقع المعطن.
وفي عسير انكسرت عدة محاولات لمرتزقة الجيش السعودي للتقدم باتجاه جبل أم الرياح قبالة جبل سبحطل وقد تصدت قوات الجيش واللجان الشعبية للزحوفات وحالت دون تقدم المرتزقة الذين كان يقودهم ضباط وقادة سعوديون وترافق التصدي للزحف مع استهداف تجمعات مرتزقة الجيش السعودي في جبل سبحطل وقبالة منفذ علب بعشرات من قذائف المدفعية ، بالإضافة إلى قصف صاروخي ومدفعي استهدف تجمعات للجنود السعوديين وتحصيناتهم ومرابض آلياتهم خلف منفذ علب وطاول القصف الصاروخي والمدفعي تجمعات الجنود السعوديين في موقع الحضار وفي رقابة الهنجر وفي معسكر الدفاع الجوي بقذائف المدفعية.
وفي ميدي استهدفت مدفعية الجيش واللجان الشعبية تجمعات للمنافقين شمال الصحراء فيما تكفّل طيران العدوان باستهداف تجمعات المنافقين في ذات المكان ما أسفر عن سقوط قتلى.