الخبر وما وراء الخبر

كيف سجل الاعلام العالمي صفحته في مزبلة التاريخ؟..واليمن تقود المجرمين الى المشنقة

71

بلد منكوب يدخل في مرحلة غامضة بسبب الحرب والحصار والتواطء والصمت المخزي من قبل المنظمات الانسانية والحقوقية وعلى رأسهم الامم المتحدة.

ما يجري في اليمن على خلفية الحرب والحصار منذ مارس 2015، مأساوي جداً، اي الوضع الانساني والاقتصادي، حيث نشرت منظمات إنسانية إحصائيات مقلقة تتعلق بـ 28 مليون شخص. ثلث السكان على حافة المجاعة، واكثر10 آلاف مدني قُتلوا أو أُصيبوا حتى الآن بمن فيهم خمسة آلاف طفل، بينما يعاني 400 ألف شخص من سوء التغذية الحاد.، وحسب منظمة الصحة العالمية فإن حوالي مليون شخص حتى الآن أصيبوا بوباء الكوليرا.

لكن التغطية الاعلامية دائما توجه الاتهام للشعب اليمني الذي يدافع عن ارضه وعرضه وكرامته وسيادته وبعيدة عن القرارات المحتلة، سهام الاتهام في الاعلام اليوم يتحرك باموال سعودية اماراتية خليجية وضغوطات أمريكية اسرائيلية غربية، والحقيقة مهمة الاعلام اصبحت منسية واداة للتجارة على حساب ذمة شعب باكمله.

المجازر الذي يرتكبه الطيران السعودي، يبرره الاعلام باهداف عسكرية، والكوارث الانسانية بسبب الحصار تبرر بتهريب الصواريخ والسلاح، وهذا هو التظليل الاعلامي، على سبيل المثال، عندما يشن طيران العدوان المئات من الغارات على المنازل والاسواق والطرق وتستهدف صالة الاعراس والعزاء والمستشفيات، لم يحرك ساكناً لا في المجتمع الدولي ولا اعلامهم التظليلي المزيف، لكن عندما يطلق صاروخ باليستي او تكتيكي على معسكرات التحالف في الحدود والداخل والعمق السعودي الاماراتي دفاعا عن النفس وعن عدوان همجي نشهد تحشيد جماعي من الاعلاميين والسياسيين محذراً من الخطر اليمني، اذا ما هو السر في هذا الّا علاقة الاعلام بالتجارة.

يعرف الاعلام على انه مهنة لنقل الاحداث إلى جمهور الناس والعامة من خلال العديد من الوسائل؛ كالتلفاز، ومواقع الإنترنت، والإذاعة، والمجلات، والصحف المكتوبة أو الإلكترونية، مع رعاية الاخلاق والآداب والضمير والرقابة الذاتية والحقيقة اساس تصرفات الاعلامي والمؤسسات الاعلامية نفسها، لكن هذا ما افتقده الاعلام العالمي في اليمن.

اذا قام الاعلاميون منذ بدء العدوان بمهنتهم جراء ما يحدث في اليمن، لما كنا نشاهد الكوارث الانسانية وانهيار الوضع الاقتصادي والمجاعة في اليمن، لم نشاهد في كل 10 دقائق موت طفل يمني، اذا يجب على الاعلاميين ان يحرروا ضمائرهم ويخرجوا من الصمت المخزي حتى يحل السلام في هذا البلد المنكوب باداة امريكية اسرائيلية عبر الوفاء بما عاهدوا عليه في هذه المهنة.

كما نسمع هناك بعض الاقوال ان تغطية احداث اليمن بسبب صعوبة دخول الصحفيين لم تكن سهلة، لكن سؤال، من اين تأتي هذه الاحصائيات والتقارير، هل هي كذبة وتزوير وعاري عن الصحة ام لا فقط نقل الحقيقة التي ستقود المجرمين الى المشنقة صعبة؟ .. كما ان هناك مراسلين كثيرين للقنوات والاذاعات والوكالات والصحف تعمل في مختلف المجالات بـ اليمن عدا الاعلام الحربي، لكن مع كل هذا لم توفي الاعلام مهنته جراء ما يحدث في اليمن.

وفي الختام.. اعلام ظلم نسفه وظلم شعب باكمله في سبيل تجارة خاسرة ، وان هذه المواقف بغض النظر من تسجيلها عند رب العالمين بعد بيع ضمائرهم، سوف تسجل في صفحات التاريخ والظالمين في مزبلتها لتكون عبرة للاجيال القادمة.

*النجم الثاقب