الخبر وما وراء الخبر

شكراً للبرلمانيين الشجعان

48

بقلم | د. أحمد الصعدي

أظهر أعضاءُ البرلمان الذين حضروا جلسة الخميس الفائت في صنعاء – وهي جلسة تأريخية بكل المقاييس – شجاعةً لا تقل عن شجاعة الأبطال في الخطوط الأمامية للجبهات القتالية.

فلم يُثنِهم عن أداء واجبهم الوطني التهديدُ المباشر بالقتل، والإضرار بمصالحهم وأملاكهم، ولا الإغراءات بالمال، لا سيفٌ مذمم سلمان ومذمم زايد ولا ذهبهما.

ولا يمكن لأي مدعٍ أن يزعُمَ تعرضهم لضغوط داخلية، فهنالك نوابٌ يعيشون في صنعاء وقاطعوا جلسات البرلمان منذ عاود عمله ويعيشون براحة وأمان.

حضر النواب جلسة البرلمان في أصعب الظروف مجددين انحيازهم إلى الشعب الذي نالوا شرفَ تمثيله، والدفاع عن مصالحه الوطنية العليا، وأثبتوا في موقفهم المشرف هذا أنهم أحرار في اتخاذ قراراتهم، ولم يكونوا مجرد تابعين أَوْ خيوط في يد حاوٍ صورته الأوهام آلهة يسير بمقتضى مشيئتها كُلّ إنْسَان وكل شيء في اليمن.

ومن صنعاء عاصمة اليمن الصامد في وجه العدوان البربري قال نواب الشعب: نحن هنا مع ناخبينا وكل شعبنا في جبهة واحدة دفاعا عن وطننا في وجه أحقر غزاة متوحشين عرفتهم الحروب العدوانية المعاصرة.

أما النواب الذين اختاروا لأنفسهم الانحيازَ إلى صف الغزاة، فيكفي لتبيين وضعهم المذل والمخزي أنْ لا أحد منهم مهما تضخّمت جثته وثروته، وتفلطحت جمجمته لا يستطيع أن يهمس بسؤال للغازي الإماراتي عنْ مَا يفعله في سقطرى أَوْ للغازي السعودي عن ما يفعله في المهرة، فالعبد لا يحق له أن يسأل سيده.

شكراً لكم أيها النواب الشجعان الصامدون في صنعاء الصامدة مع شعبكم الصامد حتى النصر المؤزر الذي يكتب صفحاتِه كُلّ يوم أنبلُ وأشجع أبناء وبنات الشعب اليمني بدمائهم وعرقهم ومعاناتهم وصبرهم.