حماية الجنوب من قبل السعودية والإمارات ضباب يبدده نقطة ضوء…فألى اين المصير ؟!!
تقرير/ عفاف محمد
من الواضح اليوم ان الجنوب يلدغ من نفس الجحر كرتين !
ويتعرض لأحتلال آخر …فما يحدث اليوم يتضح اكثر يوما بعد يوم بأنه صراع خفي ما بين الامارات والسعودية على الجنوب ..فالمترقب للمشهد اليوم يلحظ ان السعودية تقوم بأنشطة دينية لتنشر المذهب الوهابي الرث وتعمل على شراء الذمم للسيطرة على الحكومة الشرعية من خلال فرضها شخصيات مواليه لها ويتم تعيينهم في بعض المناصب ..ومن ناحية اخرى الامارات تمضي لشراء ولائآت مؤثرة كالمشائخ والقادة السياسيين.
وقد اتاح انشغال السعودية بوضعها الداخلي مماسمح للإمارات الانفراد بالكعكة لكن مالبثت ان عادت وبقوة كي لا تترك للإمارات فرصة التمادي على حساب مصالحها …وتقول احداث تاريخية انه ثمة ثأر تاريخي بينهم يعود لسنة 1971 عندما أخذ السعوديين من إمارة ابو ظبي حقل شيبة وهو حقل نفطي كبير مقابل الاعتراف بأستقلال الإمارات واضف الى ذلك استقطاع منطقة السلع المحاذية للحدود القطرية وضمها بالقوة العسكرية والتي من خلالها اصبح للسعودية منفذ بحري مطل على مياه الخليج العربي على الحدود الإمارتية …وذلك عليها حدوث احتمالات يقينة ان تنقلب الإمارات على السعودية وعلى حدودها الشمالية من جهة الجنوب في اليمن ..والسعودية اليوم تراقب الموقف عن كثب …والتنبؤات السياسية تشير الى انه قد تكون هناك مواجهة عسكرية شديدة بينهم من اجل النفوذ والمصالح الاقتصادية ونشر المذهبية.
وكل الاحداث تؤكد ان الجنوب بات اليوم ساحة خلافات عميقة بين السعودية والإمارات …وقد يفض التحالف في مرحلة ما !
اليوم الإمارات تفرض سيطرتها على محافظة حضرموت وميناء المكلا على بحر العرب اي انها فرضت هيمنتها على الخط البحري لنقل نفط الخليج من ناحية ومن اخرى تضيق الخناق على السعودية الخليج مستقبلا.
وكان بداية دخول الإمارات كحليفة من اجل استعادة ما اسمته بالشرعية من الانقلابيين قد تحول بعد تحررها ممن اسموهم بالأنقلابيين الى اعمال تقام لحسابها فشكلت قوة عسكرية خارج اطار الدولة ورفضت تلك التشكيلات الجديدة الدمج الذي دعا اليه الرئيس الشرعي بلا شرعية وبالتالي يعتبر هذا الرفض اضعاف لشرعيته ويؤكد رئيس المرصد اللبناني للعلاقات الدولية والاستراتيجية د-وليد عربيد ل الشرق :ان الافتراق السعودي الاماراتي يبدوا امرا حتميا لابد منه في نهاية المطاف وذلك بسبب التناقضات الإستراتيجية الكبيرة والخلافات السياسية غير المعلنة في التعاطي مع ملفات إقليمية ودولية ..ونجد انه اليوم تتجمع خيوط المؤامراة لتكون لنا صورة واظحة لما يحدث اليوم في اليمن جنوبه اكثر من شماله …ومنها تأكيد وجود وثائق مسربة تثبت الاطماع الأمريكية في جزيرة سقطرى منذ عام 1998ويتبين دور السعودية المشبوه في تحقيق تلك الأطماع وكانت امريكا قد منت نفسها بغرس سجون في ارض سقطرى وكذلك لوحظ بعد سيطرة الإمارات عليها توافد زوارق صغيرة تحمل جنود امريكيين ومما لا شك فيه انها ان ذلك تعلق ببناء قواعد عسكرية ولا يخفى علينا تأجير الجزيرة من خلال الرئيس المخبول للإمارات لمدة 99 بزعم الإعمار والذي تحول اليوم الى بسط …
وهناك وثيقة اخرى تقول ان الرئيس السابق علي صالح منح قطعة من الأرض اليمنية تبلغ 40082م٢ الى الشيخ زايد آل نهيان بشكل شخصي عام 1997 وذلك يؤكد التلاعب من قبل الساسة لمصالحهم الشخصية على حساب الرقعة اليمنية وعملوا بالقاعدة القائلة بيع من لا يملك لمن لا يستحق !!
واليوم الجنوب يعيش تناقضات واضحة ويبين اختلال مجلسها الانتقالي المتخبط ..ولا يخلو المشهد في الجنوب اليوم من وجود الجماعات الإرهابية حيث وهي طرف هام حرصت بعض الاطراف على تواجدها وذلك لتواجد مصالح مشتركة وقد كشفت مصادر “ليمن برس ” مؤخرا عن صفقة بين الامارات وتنظيم القاعدة قيمتها 10 مليون دولار.
وتقول التفاصيل ان الامارات قامت بالتوسط بشيخ قبلي مقرب من تنظيم القاعدة في شبوة لإقناع عناصر القاعدة في جبل الور الواقع فؤ الحوطة والمخاذي لمحافظة البيضاء وتفيد المصادر ان الشيخ سيف الدين العولقي من يقوم بالتوسط وقد تم خلال تفوضات الأفراج عشرين سجيناً من القاعدةمن قبل الجانب الموالي للإمارات ومن بين السجناء قيادات كبيرة من بينها قيادي حضرمي يدعى الحمومي وكذلك باالاضافة الى افراج الجانب الإمارتي لقيادي آخر يدعى ابو ابراهيم الشبواني ،وتؤكد المصادر ان هناك صفقات قادمة للتحالف مع التنظيمات الإرهابية للإنسحاب من مناطق تسيطر عليها.
ومن تلك الأحداث يتبين لنا ان حكام امارة ابوظبي لهم اطماع متشعبة في الجزر والمؤانئ والممرات البحرية الاستراتيجية ويسعون من خلال مراحل متدرجة الى تزييف التاريخ واللعب على الخارطة فهم اليوم يبنون تاريخ مزيف للأجيال قادمه ويسعون لخلط الأوراق لتهيئة الظروف لما بعد 100عام وتسعى لتغيير مفاهيم اساسية ..وتلك الاطماع التوسيعية لم تكن لولا اشارة ضوئية من قبل الأمريكان والصهاينة للسيطرة على المنافذ البحرية والموانئ والجزرالمهمة والاستراتيجية على البحر الأحمر وبحر العرب والخليخ العربي لأهداف استعمارية اكبر من دويلة الإمارات وذلك يجعل منها مجرد أداة ..وبالنسبة للشأن العماني فهو عبارة عن مرحلة تكميلية للاطماع الإمارتية المتشعبة وليست اليمن فقط من تدخل ضمن النطاق فاليوم يتضح انه يتم شراء اراضى عمانية بكثرة محاذية لدولة الإمارات ويتم دفع اثمان باهضة لشراء ولائات وذمم ضعاف النفوس في عمان كما يتم ذلك في سقطرى ..وتشعبت الاطماع حتى وصلت للقبائل اليمنية المحاذية للحدود الجنوبية العمانية وتتشعب تلك الأطماع من اليمن وعمان الى القرن الأفريقي فلهم اطماع في الصومال وميناء مصوع في ارتيريا وحتى السودان وكافة الجزر والممرات البحرية التي ثبت ان حكام امارة ابو ظبي يسعون للسيطرة عليها بالقوة العسكرية وبالحيلة والتلاعب كأستئجار لعشرات السنين او التمويه بإقامة مشاريع تنموية فيها.
واخيرا يبدو ان الرئيس التركي تيقظ لمخطط محمد بن زايد واتباعه وقطع الطريق امامهم وقام بأستئجار جزيرة سواكن في السودان لإعادة تأهيلها ومينائها حتى يقطع الطريق ويقف في وجه الأطماع الامارتية على الأراضي السودانية.
وبعد الأحداث الأخيرة في عدن صدر بيان عن محافظ محافظة عدن أ/طارق سلام متحدثاً عن الشأن الجنوبي في اليمن والذي قال بدوره انه ثمة تطور خطير ينذر بدورة دم جديدة تدفع ثمنه عدن السلام وبنائها الطيبين الشرفاء ..وابدى متابعته الخلافات المتصاعدة بين فصائل ما يسمى بالمقاومة الجنوبية وجماعات الفار هادي ..وتحدث عن توتر متصاعد وعن بيان صدر عن الاجتماع الأخير لما يسمى بمجلس المقاومة واعلانه حالة الطوارئ في اطار فصائلهم وجماعتهم والتوجه الى اتباعهم وعناصرهم بالحشد والزحف والتوجه الى مدينة عدن والمطالبة باأسقاط حكومتهم ويقابله حشد مماثل ..دون مراعاة للمواطن البسيط وظروفه وحذر المحافظ اهل الجنوب من مغبة هذا التطاول الامارتي والسعودي ويحمل الدولتين مع الفار هادي وزبانيته وكل مرتزق كامل المسؤلية القانونية والتاريخية والانسانية ويهيب بالمواطنين الشرفاء الى تجنيب انفسهم ويلات هذا الصراع.
وكما ذكرت في بداية مقالي الجنوب اليوم تلذغ اللدغة الثانية من نفس الجحر للثعابين السامة ولم يعتبر من دروس وعبر ومآسى الماضي المظلم كونها قد تعرضت لأحتلال سابق وذاقت مر المعاناة واليوم يسمحون بتكرار التجربة (فهل هم من الغباء والمعذرة على هذا اللفظ ) لدرجة ان يكتووا بنار الأحتلال ثانية.
نحن ابناء الشمال نرثى لحالهم ونفيد بعزة وكبرياء ان حالنا افضل منهم لأننا نقاوم مقاومة حقيقية ضد عدو حقيقي