الرئيس الصماد: الفتنة كانت بتخطيط عالمي تتزامن مع زحوفات لاجتياح المحافظات والعاصمة
أكّد صالح الصمّاد -رئيس المجلس السياسي الأعلى- أن الأحداثَ التي شهدتها العاصمةُ وعددٌ من المحافظات كانت بتخطيط عالمي وكان هناك خطط متزامنة لاجتياح العاصمة والحديدة وعدد من المحافظات، إلا أن الوعي الذي أبداه الشعبُ والقبائل خيّب آمالَ العدوان.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقده الرئيس الصماد مع مشايخ ووجهاء وأعيان محافظة البيضاء، أمس الثلاثاء، بحضور رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي ومحافظ البيضاء علي المنصوري ورئيس مجلس التلاحم القبلي ضيف الله رسام.
وخلال اللقاء قال الرئيس الصماد إن “ما حصل من أحداث مطلع الشهر الماضي ديسمبر داخل أمانة العاصمة وفي بعض المحافظات، كان لمحافظة البيضاء الدورُ الأبرزُ في الوعي بخطورة هذا المُخَطّط، وبفضل الله سبحانه وتعالى، بحيث كانت البيضاء من أعظم المحافظات التي وقفت بوعي أمام هذه الفتنة، في حين أنهم كانوا يتوقعون أنها ستكون في صدارة المحافظات التي ستشهد اضطراباتٍ كما حصل في حجة والمحويت وغيرهما، ولكن خابت آمالهم بفضل وعي مشايخ وأبناء ووجهاء هذه المحافظة”.
وأضاف قائلاً “في كثير من المحافظات حصلت هذه الفتنة التي كانت بتخطيط عالمي، وعلى الناس أن يفهموا أنها كانت مرتبةً وليست وليدةَ يومها، وكان هناك زحفٌ مجهَّزٌ لاجتياح الحديدة وزحف أَيْضاً مجهّز لاجتياح شبوة، وَتصعيد كبير لاجتياح العاصمة صنعاء عبر منطقة نهم، وكذلك زحف لاجتياح صعدة عبر البق،ع وكان مُخَطّطاً أن تتم هذه الزحوفات مع إثارة المشاكل داخل أمانة العاصمة، وبالفعل من اليوم الثالث بدأ التحَـرّك القوي والملموس في جميع الجبهات، كما شاهده الجميع”.
وأكد أنه لا توجد إطلاقاً مواجهةٌ مع المؤتمر الشعبي العام، ولا يوجد معتقلون من المؤتمر الشعبي العام نهائياً.. مُشيراً إلى أن على مَن يقول إن هناك معتقلين للمؤتمر عليه أن يأتيَ بقوائم أسماء المؤتمريين المعتقلين ونحن مستعدون للإفراج عنهم تماماً، ومن غرر به سنفرج عنه.
وتحدث الرئيس الصماد عن الجيش، فقال “تعملون أن الجيش تعرّض لمؤامرة الهيكلة وَمن ثم تعرض بعدها للعدوان المباشر واستهداف مقدراته، وكان هناك من يعمل أيضاً لتفتيت هذه المؤسسة وتثبيطها عن المشاركة في المعركة. مُضيفاً أن القيادةَ السياسية قادمةٌ على إصلاحات كبيرة، خَاصَّـةً فيما يتعلق بالقضاء وتجسيد سلطة النظام والقانون.. مؤكداً أن الإصلاحات اليوم تحتاج غلى تظافر جهود الجميع، خَاصَّـة أن الوضع متردٍّ لعشرات السنين.
وخاطب قيادة المحافظة وقيادة المناطق العسكرية قائلاً “يجب أن يكون هناك اجتماع مع المشايخ، سواء في المحافظة أَوْ غيرها، وأن يكون الناس مستعدين لحماية حدوهم وبلادهم، وكلمتكم ستغنيكم عن الحرب عندما يقول المشايخ لأولئك المرتزقة بلادنا محرمة عليكم، فيها رجال سيحمونها فإن المرتزقة سيندحرون تماماً”.
من جانب آخر، أكّدَ الرئيس الصماد على ضرورة أن يفهم الجميع أنه أينما وُجدت القاعدة وداعش وُجدت أمريكا وأينما وُجدت أمريكا وُجدت القاعدة وداعش، وعندما احتلت أمريكا العراق تواجدت القاعدة وداعش بكثرة؛ لأن العمل الاستخباراتي الأمريكي يهيئ الساحة للقاعدة وداعش؛ ليجعل منها مبرراً للبقاء واستمرار الاحتلال وكذا استمرار الفتك وقتل أبناء الشعوب ونهب مقدراتها وثرواتها.
وتساءل قائلاً “ألم تنتشر القاعدة وداعش وقتلت مئات الآلاف من العراقيين؟، ألم تنتشر القاعدة في ليبيا وسوريا والعراق وكذلك المناطق الجنوبية والشرقية في اليمن؟، مما يؤكد أنه أين ما وُجدت أمريكا وُجدت القاعدة وأينما وُجدت القاعدة وُجدت أمريكا”.
وقال الرئيس الصماد إن ذلك يؤكد أن الأمريكان كانوا على صُلح مع عدد من رؤساء الدول العربية لإيجاد مبرر لأمريكا في التدخل بتلك الدول، واعتبروه تدخلاً شرعياً، كما أعادوا لليمن 21 شخصاً من القاعدة كانوا في أفغانستان، أخذت أمريكا صكاً بأن عليها ملاحقتهم وأخرجوهم من الأمن السياسي، منوِّهاً إلى أن الذين خرجوا من الأمن السياسي عبر خندق تم حفرُه بملاعقَ بلاستيكية، تم توزيعهم على محافظات البيضاء ومأرب وشبوة وحضرموت والمناطق الغنية بالنفط والثروات المعدنية ليجعلوا منهم ذريعةً للتدخل الأمريكي.
وفي هذا الصدد قال الرئيس الصماد “من هنا بدأت أمريكا بالقصف بطائرات بدون طيار في هذه المحافظة وفي مأرب وفي غيرها، ما يعني أن هذه المحافظة ليست استهدافها وليدَ اليوم وإنما هو استهداف أمريكي مبيَّت من سابق؛ لأن فيها مخزوناً بشرياً من الرجال الأوفياء الذين سيتحَـرّكون للدفاع عن هذه البلد ومقدراته، كما عملوا على طمس هُوية المحافظة من خلال نشر الفكر الوهّابي وتمكين الإصلاح والفكر التكفيري من المحافظة والفتك بهُوية أبنائها وثقافتهم ومعتقداتهم، ما يتطلب الفهم أننا في مرحلة حساسة وصعبة، يركّز العدو فيها على استهداف الناس وما نسمعُه من تضليل إعلامي في هذه الأيام ليس سوى حربٍ نفسية”