الخبر وما وراء الخبر

تدمير 85 منشأة رياضية وانحسار الأنشطة والإنجازات خلال 1000 يوم من العدوان

60

لم تتعرض الرياضة اليمنية لتدمير وانحسار في أنشطتها طوال تاريخها مثلما تعرضت له خلال 1000 يوم من العدوان السعودي الأمريكي.

وألحق العدوان أضرار بالغة على الرياضة اليمنية منذ بدء العدوان في مارس 2015م وحتى اليوم وذلك على ثلاثة محاور، أولها البنية التحتية في مختلف المحافظات، وثانيها انحسار الأنشطة والفعاليات والبطولات الرياضية الرسمية، وثالثها تراجع الحضور الرياضي اليمني في المحافل الخارجية نتيجة الحصار الجائر الذي يفرضه العدوان على اليمن براً وجواً وبحراً.

وتعرضت البنية التحتية للعمل الرياضي والشبابي في اليمن على مدى 24 ألف ساعة إلى أسوأ عملية تدميرية في تاريخ الرياضة اليمنية، حيث بلغ عدد المنشآت الرياضية والشبابية التي استهدفها العدوان بشكل مباشر وغير مباشر 85 منشأة رياضية موزعة على 13 محافظة وفقاً لتقرير رسمي صادر الإدارة العامة للمشاريع في قطاع المشاريع بوزارة الشباب والرياضية حصلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على نسخة منه.

ووفقاً للتقرير فإن إجمالي تكلفة الأضرار الناجمة عن استهداف المنشآت الرياضية والشبابية أكثر من 900 مليون دولار توزعت بين 650 مليون دولار تكلفة أضرار المنشآت التي استهدفها العدوان بشكل مباشر، و250 مليون دولار تكلفة الأضرار الناجمة عن الاستهداف غير المباشر لبقية المنشآت.

وأحال العدوان الغالبية العظمى مما تحقق لشباب ورياضيي اليمن من مكتسبات انتظروها طوال عقود مضت إلى ركام ما يؤثر سلباً على الرياضة اليمنية على مدى عقود.

ولم تقتصر تضحيات الرياضيين اليمنيين على قصف العدوان لمنشآتهم وتدمير مكتسباتهم التي تحققت لهم بعد عناء طويل، بل ارتقى بعض رياضيي اليمن شهداء وأصيب آخرون خلال استهداف طيران العدوان بعض المنشآت الرياضية والمقار المدنية بالإضافة إلى مشاركة بعضهم في جبهات الدفاع عن الوطن.

ونالت المنشآت الرياضية والشبابية نصيباً من استهداف العدوان عبر طيرانه ومرتزقته وبشكل يعكس مدى الحقد الذي تكنه قوى العدوان على اليمن واليمنيين بمختلف شرائحهم بما في ذلك الرياضيين والشباب رغم أن الرياضة رسالة عالمية تدعو وتحض على السلام.

ودائماً ما تبرر قوى العدوان جرائمها بحق المنشآت الرياضية والشبابية أو غيرها بمبررات تثبت الوقائع زيفها وبهتانها ليزداد الرياضيين والشباب وأبناء الشعب اليمني اقتناعاً يوماً بعد آخر بأن العدوان يستهدف اليمن أرضاً وإنساناً ولا يريد أن تقوم له قائمة.

وتعرضت تلك المنشآت الـ85 لأضرار متفاوتة جراء استهدافها بشكل مباشر أو قصف مواقع قريبة منها، ما أدى إلى خروج أغلبها عن العمل بشكل نهائي، ويتطلب إعادة إنشائها وترميمها قرابة مليار دولار وفقاً لتقديرات رسمية صادرة عن قطاع المشاريع بوزارة الشباب والرياضة.

ولم يفرق العدوان بين منشأة رياضية صغيرة أو كبيرة حيث طال قصف طيران العدوان أهم المنشآت والمشاريع الرياضية والشبابية الكبرى في اليمن ومنها صالة ٢٢ مايو للمؤتمرات الدولية والأنشطة الرياضية بأمانة العاصمة والتي كانت تعد إحدى أكبر وأفضل الصالات الرياضية في الشرق الأوسط.

وتوزعت المنشآت الرياضية والشبابية التي استهدفها العدوان على 13 محافظة حلت أمانة العاصمة على المرتبة الأولى بواقع 28 منشأة تضررت جراء استهداف طيران العدوان لها بشكل مباشر وغير مباشر ولحقت بها أضرار تنوعت بين كلية وجزئية.

وجاءت محافظة عدن في المرتبة الثانية بتسع منشآت رياضية، يليها محافظات الحديدة، حجة، أبين، صعدة، والبيضاء، بواقع سبع منشآت في كل منها، فيما جاءت محافظة تعز في المرتبة الثالثة بخمس منشآت رياضية استهدفها طيران العدوان ومرتزقته.

وحلت محافظات إب، ذمار، وعمران في المرتبة الرابعة حيث استهدف طيران العدوان منشأتين رياضيتين في كل منها، فيما تعرضت منشأة رياضية واحدة في كل من محافظتي الضالع والمحويت للتدمير جراء استهداف طيران العدوان.

وتأثر قطاع الشباب والرياضة في اليمن بشكل كبير بقصف العدوان لهذه المنشآت ما أدى إلى توقف مختلف الأنشطة الرسمية المحلية وتراجع مخيف لمستوى الرياضة والرياضيين فضلا عن تضرر الرياضيين والعاملين في مختلف المجالات الرياضية والشبابية بتوقف أعمالهم وانقطاع أرزاقهم التي من خلالها يعيلون أسرهم.

وتسبب العدوان واستهدافه للمنشآت الرياضية والشبابية وحصاره الجائر على اليمن في انحسار كبير للأنشطة والفعاليات الرياضية والشبابية الرسمية، حيث لم يعد بمقدور مختلف الاتحادات والهيئات المختصة إقامة أنشطة أو بطولات أو فعاليات على مستوى الجمهورية، فاقتصرت الأنشطة على مستوى كل محافظة أو بضع محافظات فقط.

ورغم تعمد العدوان إيقاف الأنشطة الرياضية والشبابية الرسمية من خلال استهداف المنشآت الحاضنة لها، إلا أن الشباب والرياضيين اليمنيين في مختلف المحافظات لم يقفوا مكتوفي الأيدي، بل نظموا عدد من الأنشطة الرياضية الأهلية بالإضافة إلى تنظيم بعض الاتحادات والهيئات الرياضية والشبابية أنشطة رسمية وإن كانت قليلة، وجميع تلك الأنشطة عبرت عن صمود شباب ورياضيي اليمن وتحديهم للعدوان وجرائمه في حقهم وحق الوطن بأكمله.

وفي ما يتعلق بمشاركة رياضيي وشباب اليمن في المحافل الخارجية دولياً وقارياً وإقليمياً، عمل العدوان وحصاره الجائر على تغييب اسم اليمن عن تلك المحافل الهامة ما أدى إلى تراجع مشاركات لاعبي وفرق ومنتخبات اليمن في تلك المحافل وبالتالي تراجع في عدد الإنجازات التي كانت تحققها الرياضية اليمنية في الأعوام السابقة للعدوان.

ورغم ذلك إلا أن اللاعبين والفرق والمنتخبات الوطنية تغلبوا في أحيانٍ كثيرة على تلك العوائق التي وضعها العدوان ولجأوا إلى إتباع مسالك خطرة هددت حياتهم في بعض الأحيان لتجاوز حصار العدوان بغية تواجد اليمن ورفع علمه في المحافل الدولية والقارية والعربية والإقليمية.

وتمكن نجوم وأبطال اليمن الرياضيين والشباب من تحقيق انجازات كبيرة خلال مشاركاتهم في تلك المحافل التي رفعوا فيها علم اليمن عالياً ليكسروا بذلك حصار العدوان وليثبتوا أن اليمنيين ذوي عزيمة لا تلين مهما كانت الظروف التي تكالبت عليهم.

ومنذ الأيام الأولى للعدوان تكشفت لرياضيي اليمن وشبابه زيف وبهتان ادعاءات قوى العدوان ومرتزقته وأطماعهم، فنظموا ولا يزالون العديد من الفعاليات والأنشطة المواجهة للعدوان السعودي الأمريكي والمنددة بممارساته الهادفة إخضاع اليمن وإعادته إلى عصور الظلام والفرقة والتشتت.

كما أوصلوا العديد من الرسائل إلى الهيئات والمنظمات الدولية بهذا الشأن وفي مقدمتها الأمم المتحدة وسط صمت مريب من هذه المنظمات والمجتمع الدولي بشكل عام.


سبأ