الخبر وما وراء الخبر

بيع الضفة والقدس بالمليارات.. خطة بن سلمان للدولة الفلسطينية

49

كشف تقرير صحفي أمريكي أعده الباحث الأمريكي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي، “جيفري أرونسون” ونشره موقع “the american conservative”، عن أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مارس ضغوطا على رئيس السلطة الفلسطينية للقبول بالصفقة (b) والقاضية بتنازله عن الضفة الغربية والقدس المحتلتين لإسرائيل مقابل 10 مليارات دولار عوضا عنهما.

وقال التقرير إن الإعلان الجديد للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” باعتبار القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال، ونيته نقل السفارة الأمريكية إليها، والذي كان قرار يضاهي تماما إعلان “وعد بلفور” الذي منح اليهود “حقا” في فلسطين، يمكن أن يكون جزءا من خطة أوسع؛ للمساعدة في انتزاع السيطرة على القدس، فضلا عن الضفة الغربية من الفلسطينيين بشكل دائم، ويترك العرب في دولتهم المحتملة بغزة فقط.

وأشار التقرير إلى أن إدارة الرئيس “ترمب” قدمت رؤى عن الصلة بين إعلان القدس عاصمة “إسرائيل” وخطط “ترمب” الأوسع للمنطقة، لمسؤول فلسطيني رفيع المستوي زار واشنطن الأسبوع الماضي، وجرى خلال الزيارة إطلاع هذا المسؤول على تفاصيل الاجتماع المفاجئ الذي عقد الشهر الماضي بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وكان محمد بن سلمان قد استدعى عباس إلى الرياض في السادس من نوفمبر على العجل، كجزء من الجهود التي يبذلها ولي العهد السعودي لهندسة مشروع مشترك بين الدول العربية وأمريكا، لمواجهة إيران وحلفائها، كما استدعى بن سلمان قبل أيام من وصول عباس رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وأجبره على تقديم استقالته كجزء من الهجوم المناهض لإيران.

وبحسب التقرير الأمريكي، فقد كان بن سلمان حينها منشغل في إرساء قواعد حكمه الفعلي للسعودية في مقامرة عالية المخاطر، ويحكم قبضته على منافسيه داخل المملكة الذين كان من المتوقع ترصدهم بالعرش السعودي.

وبين التقرير أن بن سلمان، أمام كل ما قام به، أعلن بشكل فعلي انتهاء مبادرة السلام العربية التي كانت ترعاها المملكة منذ أكثر من عقد من الزمن، وتضمنت اعترافا عربيا ووعدا بالسلام مع “إسرائيل”، مقابل إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها “القدس الشرقية”.

الخطة (ب)

وكشف التقرير الأمريكي عن أن بن سلمان قال لمحمود عباس إنه حان الوقت لطرح الخطة (ب)، والتي تتضمن إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة، يتم تسمينها بعمليات نقل غير محددة للأراضي في شبه جزيرة سيناء، وإنه عندما سأله عباس، عن مكان الضفة الغربية والقدس الشرقية في هذه الخطة، أجابه “بن سلمان” بالقول: إنه “يمكننا الاستمرار في التفاوض حول هذا الموضوع”.

وسأل عباس ولي العهد السعودي عن القدس والمستوطنات (في الضفة الغربية) والمنطقة (B) والمنطقة (C)، أكد بن سلمان على أن “هذه الأمور ستكون محلا للتفاوض، ولكن بين دولتين، وسنساعدك”، وأشار إلى أن بن سلمان عرض على عباس 10 مليارات دولار، مقابل القبول بهذه الخطة، مؤكدا على أن “عباس لا يستطيع أن يقول لا للسعوديين، وفي نفس الوقت لا يستطيع أيضا أن يقول نعم”.

وأشار التقرير إلى ما كشفته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، والتي تحدثت عن لقاء آخر بين بن سلمان و”أبو مازن” جرى في الثالث من ديسمبر الجاري، وأن بن سلمان عرض على أبو مازن دعما ماليا كبيرا او الدفع مباشر لـ”أبو مازن”، غير أن عباس رفض العرض السعودي.

وأوضحت الصحيفة أن ما تم عرضه على عباس لم يكن أمامه سوى رفضه، حيث يتضمن دولة فلسطينية مع أجزاء غير متجاورة من الضفة الغربية، واقتصار سيادتها على أراضي غزة، في حين تحتفظ “إسرائيل بالسيطرة على الغالبية العظمى من المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، والتي تعتبرها معظم دول العالم غير قانونية.

وأكد التقرير على أن هذه الفكرة من بن سلمان كان مصدرها مكان واحد فقط، وهو “إسرائيل”؛ إذ إن إنشاء دولة فلسطينية في غزة، هو أمر منظور منذ فترة من قبل مسؤولين إسرائيليين بارزين، كوسيلة لإجبار العرب على الرضوخ، لضم “إسرائيل” كلا من الضفة الغربية و”القدس الشرقية”، مشيرا إلى أن شخصيات إسرائيلية بارزة من بينها “عوزي أراد” الذي يعتبر من المقربين جدا من رئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو”، وشغل في الماضي منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، وخليفته الجنرال “جيورا إيلاند”، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إلى جانب شخصيات إسرائيلية أخرى، خدموا في حكومات “نتنياهو”، يتبنون هذه الخطة.

وتساءل التقرير حول كيفية وصول هذه الفكرة الإسرائيلية إلى الرياض، في نفس اللحظة التي كان “ترامب” و”نتنياهو” يضعان اللمسات الأخيرة بشأن التفاهمات حول إعلان “ترامب” الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وأشار إلى أنه وقبل أيام فقط من اجتماع محمود عباس مع ولي العهد السعودي، وصل المبعوثان الأمريكيان “جاريد كوشنر”/ صهر ترمب، والمبعوث الأميركي الخاص للسلام في الشرق الأوسط “جيسون جرينبلات”، إلى الرياض والتقوا بولي العهد السعودي وأجروا العديد من اللقاءات التي استمرت لوقت متأخر من الليل، منوها إلى أن “كوشنر” يرتبط بعلاقات حميمة مع “نتنياهو”، كما أنه مرتبط بعلاقات وثيقة مع ولي العهد السعودي، وهو يعد أفضل مصدر لمحمد بن سلمان لكل الأمور المتعلقة بـ”إسرائيل”.

وأكد التقرير أن الإدارة الأمريكية شددت على السعودية بضرورة إعلان وفاة المبادرة السعودية للسلام مع “إسرائيل”، وفي هذا الطلب يكون الأمير السعودي قد ضمن عنصرا جوهريا في الخطة، وهو موافقة المملكة على الانضمام إلى الشراكة الإستراتيجية بين مصر وإسرائيل، عبر معاهدة السلام الخاصة بالقاهرة وتل أبيب، بدون تنازلات إسرائيلية للدول الفلسطينية، وكان ثمن ذلك السيطرة على جزر “تيران وصنافير”.

وأشار التقرير إلى أن بن سلمان نفسه، كتب رسالة رسمية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، تلخص التعهدات السعودية غير المسبوقة بالمشاركة مع مصر والولايات المتحدة في التمسك بالشروط الأمنية لمعاهدة السلام التاريخية بين مصر و”إسرائيل”.

وبحسب التقرر فإن هذه الرسالة احتوت على مؤشرات واضحة، فهمت في “إسرائيل” على أنها تأييد سعودي للعمل مع الإسرائيليين دون أي شرط يتطلب إقامة دولة فلسطينية، سواء في غزة أو في القدس أو في أي مكان آخر.