الامارات في الدوامة اليمنية…تحالفات وانقسامات بعد الرهان على “علي عبدالله صالح”
فشل التحالف في استخدام اهم ورقة لاحتلال العاصمة صنعاء وايقاف الحرب للخلاص من المستنقع اليمني وحفظ ماء الوجه (على عبدالله صالح وميليشياته الخائنة) حثت الامارات والسعودية للتراجع الى حساباتهما القديمة.
حيث يرى بعض المراقبون ان لقاء رئيس حزب الاصلاح محمد اليدومي (فرع الاخوان في اليمن) مع ولي العهد ابوظبي محمد بن زايد برعاية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الاعتراف والاقرار الصريح بفشلهم في اليمن.
ان التقارب الإماراتي الإخواني في اليمن اتى بعد اتهام الإمارات للإخوان المسلمين بالتواطئ وعدم الجدية لما اسموه “تحرير صنعاء” وعمل خطوات استفزازية من قبل النظام الإماراتي منها منعهم من دخول الإمارات وحرق مقراتهم في الجنوب.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا بعد كل هذا يأتي التقارب؟ الجواب بسيط جداً وهو، لـ أن الامارات اصبحت في حالة ضعف بعد سقوط اخر ورقة لها في صنعاء، وذلك بالقضاء على مليشيات الفتنة بقيادة “علي عبدالله صالح” فلم يتحمل بن زايد الصدمة فيسعى الآن الى لملمة جراحة والعمل على تحريك ورقة الإخوان المسلمين لأجل مصالحها وللتغطية عن فشلها في اثارة الفتنة وشق الصف الداخلي.
لكن من المعروف ان قيادات الإصلاح منقسمين منهم من يقول ان الإمارات تريد استغلالهم واضعافهم حتى تكمل تنفيذ مصالحها ومن ثم ترميها ومنهم من يؤيد هذا التقارب ويصفه بالتاريخي.
ولكن هناك تسائلات اخرى ما الذي يمكن ان يعمله اخوان اليمن في تغيير موازين القوى خصوصاً انها ورقة مجربة منذ اللحظة الأولى للعدوان على اليمن، والأهم من ذلك ان الإمارات وجدت لها دواء يلم جراحها بعد سقوط فتنتها ورهاناتها على ورقة صالح ومليشياته.
وكما تشير المعلومات الصحفية أن الامارات كانت تراهن على ورقة على عبدالله صالح، وأن فشله وجّه ضربة قاصمة إلى “التحالف”، وأن درجة الألم الإماراتي من خسارة مشروعهم الانقلابي من خلال ورقة عفاش اضطرتهم إلى الجلوس والتفاهم مع “الإخوان”، وهذا تنازل كبير، وتجاوز للمحرمات والخطوط الحمر، وكان من المحال تجاوزه قبل انقلاب صنعاء بأي ظرف، لأنه ببساطة نسف لنظرية أبو ظبي القائمة على محاربة الإسلام السياسي.
الامارات التي كانت تتهم قيادات حزب الاصلاح بالخيانة والفساد وغيرها، اليوم تحاول بهذه الطريقة ان تلملم شتاتها لتظهر امام اسيادها الامريكان والكيان الصهيوني بمظهر يعيد لها جزء من ماء الوجه الذي ضاع في جبهة اليمن (خسارة ورقة علي عبدالله صالح)، كما أن دول المشاركة في العدوان لا تسير وفق رؤية استراتيجية شاملة بعيدة المدى لليمن، كما ان التحالف مع الاخوان في اليمن وفق هذه الاستراتيجة وأن إدارة الحرب تجري وفق اليوميات الميدانية والسياسية وتحت الضغط جراء العجز عن تحقيق الإنجازات.
كما ترى ادارة الحرب في اليمن (الولايات المتحدة)، لا بد من شريك يمني قوي داخل البلاد، ازدادت هذه الرؤية بعد فقدان ورقة علي عبد الله صالح وهذا الشريك اليوم هو حزب الاصلاح ان شاءت الامارات او أبت.
وفي الختام…
عادت الامارات الى الساحة اليمنية في 2016 بعد ان انسحبت على خلفية خسائرها الفادحة في العتاد والعديد في مواجهة الجيش واللجان على حساب اطماع اقتصادية وسياسية، لكننا اليوم نشهد أن هذه الخارطة التي رسمها الساسة الاماراتيون ذهبت ادراج الرياح، وكلما زادت تحركاتهم للخروج من هذا المأزق زاد انغماسهم في المستنقع الذي ورطوا انفسهم فيه.
*النجم الثاقب