الخبر وما وراء الخبر

زنازين زعيم الخيانة والوسطية والاعتدال

64

بقلم / حمود عبدالله الأهنومي

كشفت مؤامرةُ الخيانة زيْفَ القناع الذي حاول زعيمُها التستُّرَ خلفه، إنه قناع (الوسطية والاعتدال) وَ(الحزب الوطني) الذي لا يؤاخذ الآخر مذهبيًّا، ولا مناطقيًّا ولا حزبيًّا، بل ولا حتى دينيا، فإذا بمجاميع الخيانة وزعيمها يظهرون في المشهد الأخير من مسلسل الزيف وإذا بهم كعادتهم القديمة لم يتغيروا ولا يتبدلوا، وكلُّ ما في الأمر أنهم لبسوا قناعاً تواروا خلفه برهة من الزمن، ولما ضاقوا به ذرعاً رموه في وحل الخاتمة ومستنقع مصارع السوء.

حوالي 35 مواطناً في مكان واحد فقط زَجَّت بهم ميليشيا الخيانة في غياهب السجون والزنازن الانفرادية التي يزخَر بها معقل زعيم الخيانة في قصر الثنية بالكميم، كان من حظ صديقين لي أن رمى بهما القدَر ليلة السبت الثاني من ديسمبر الماضي في أحد المطاعم في شارع الكميم، ليجدا نفسيهما عند خروجهما في ضيافة أنصار الديمقراطية!!، وأقطاب الوطنية!!، ومنظّري الوسطية والاعتدال!! بنسختيهما العفاشيتين المطوَّرتين.

ربما وشى بالصديقين أن سيارتَهما كانت مرصَّعة بصورِ أبطال اليمن وشهدائها الأبرار في مواجهة العدوان، وذُهِبَ بهما إلى تلك الزنازين الانفرادية، وتمَّ تعذيبُهما جسديا ونفسيا، وأُبقيا 3 أيام مع بقية المعتقلين من دون أكل ولا شرب، سوى خبز متعفِّن جيء به إليهم في اليوم الثاني، وبالطبع فأحدهما كان تعذيبه أخف من الثاني؛ لأنه كان من محافظة جنوبية أولاً، ثم لأن لقبه ليس من إخوتنا وشركائنا في الوطن الهاشميين، التي تعني الرسوخ في (الرافضية)، وَ(المجوسية) عند أحباب الوسطية والاعتدال!!.

معظمُ المعتقلين هناك كانوا من المارّة، وكثيرٌ منهم أصحاب دراجات نارية كانت تصدح بزوامل عيسى الليث والنبهان وغيرهما، بل اتضح أن واحداً بينهم على الأقل كان مجنوناً، غير أن الجميعَ تلقَّى كَثيراً من الضرب والدعس، والتهديدات اللفظية، التي وصمتهم بـ(الرافضية)، وَ(المجوسية)، وأنهم سيجتثونهم من الأرض.

لم يكن هذا سلوكاً مستغرباً أبداً من جماعة التحقت بذيل ألأمِ عدوان وأحقره، فإطلالة على مطبخ الخيانة الإعلامي يبين أنه كان ولا زال يعج بروائح الكراهية الطائفية والمذهبية والحزبية والدينية، بل صبيحة وأد الفتنة والقضاء عليها غرّد قيادي في ذلك المطبخ ومقرَّب من زعيمه أنه أخيراً اكتشف أن (أنصار الله) مجوس، وكل هذا بيَّن أننا أمامَ مشهدٍ آخَر من الزيف الممتد زورا على عقود من الزمن، حيث قادة من حزب الوسطية والاعتدال بيدهم حِلُّه وعَقده، يطلقون على مواطنين هذه الاتهامات الخطيرة!! ويتوعدونهم على أساسها بالقتل والاجتثاث.

الاختبارُ الحقيقي لحزب المؤتمر اليوم بعد تجاوزِ هذه المحنة، هو ما الذي سيعمله تجاه هذه اللوثات الفكرية التي انتجت هذه السلوكيات المؤذية بحق الوطن والمواطنين؟ وأين تجد مفاهيم التسامح والاعتدال بحق إلى أدبيات ومفاهيم ووعي بعض الكوادر؟ وما هو الدور الذي يجب أن يسلكه تجاه مخلَّفات الزيف والتشدد، تجاه الآخر أياً كان ذلك الآخر؟ وما مدى تخفُّف هذا الحزب غير المؤدْلَج من تبِعات اختراقِه من قبل الوهابية المتطرفة في منعطفات شاذة من تاريخ هذا الحزب؟

سأترك الجواب للأيام، فهي الغربال للحقائق والادعاءات.